
قاطعه البيه قائلا :
ـ اسكت أنتَ يا زفت .
_
ثم أكمل وهو يشير نحو بيده التى فيها السيجار :
ـ أنت خريج ايه ؟
أجبت :
ـ أعتقد حصلت على مؤهل عالي .
قال :
ـ أعتقد !!!!! هي بقيت شركة تجارب …اقعد هنا ومتعملش ولا حاجة إلاَ لمَا تقولي فهمتْ إيه فى البرنامج ؟
نهض البيه وجلستُ مكانه على المقعد الأنيق المريح المتحرك ، وظهرتْ في مخيلتي صورة شاب له شارب أصفر منمق مصفر يجلس أمام جهاز الكمبيوتر وهو يعبث في لوحة المفاتيح بمهارة ، ثم أفقتُ من شرودي على صوت غسان بيه وهو يقول بغلظة وبصوت مخيف :
ـ ها … ما تنطق .. فهمت إيه ؟
قلت :
ـ برنامج بدائي لمعادلات وحسابات … النسخة البدائية من برنامج إكسيل المجرحج ببرنامج ( دابل كليك ) double click وبرنامج erp ودي كلها برامج تشمل ( المدفوعات ـ المقبوضات ـ المخازن ـ المبيعات ـ المشتريات ) ،
_
كان شاهين فاغرا فمه وقد تثبتتْ عيناه في وجهي وهو مذهول ، بينما البيه الكبير قدّم لي سيجار وهو يقول :
ـ تقدر تثبت إن شركة ( جرما ) كانتْ بتكسب مكاسب مهولة بسبب إنّها كانتْ بتغش المواد الفعالة بتاعت أدوية المُسكن …وتعمل مستندات وحسابات محكمة و …… و………….
المهم أنا مش عايز ادوشكم بمصطلحات تجارية وعمليات حسابية ومعلومات برمجية ، وهحكي ليكم ملخص الموقف باختصار ، بعد ما طلبتُ توصيل الجهاز بالانترنت قمتُ بتصميم بعض الأشياء السريعة اللى تمنح البرنامج ميزات إضافية ، ونفذت كل اللى طلبه غسان بيه بطريقة احترافية استحالة كان هيعرف يعملها ، مكنتش عارف ليه غسان بيه منبهر أوي باللى عملته ، وأنا مكنتش عارف ازاى قدرت أعمل ده كله بنفسي وازاي من نظرة واحدة للكمبيوتر والجلوس أمام االبرنامج عملت كل ده كأنّي اشتغلت على البرنامج دي مليون مرة قبل كده ، عامة وقتها مكنتش عارف إنّي قدّمت أعظم خجرحة لغسان بيه ، بس خجرحة في تزوير البرنامج والحسابات وجعل الحق باطل والباطل حق ، كنت مغفل أوي ، المهم غسان بيه صفق لي وهو يراجع البرنامج وطريقة تصميمه وتغيير بعض البيانات والمستندات ونسخ وتقليد بعض التوقيعات وقال :
ـ أنتَ بقا لازم تقولي تطلع مين.. وجاى منين.. وجيت هنا ازاى ..وازاى تفهم برمجة وحسابات رغم إنْ الحيوان ده مشغلك قهوجي في الفيلا بتاعتي .
قال جملته الأخيرة وهو يشير إلى شاهين .
يتبع …..
الفصل العاشر ( الأخير )
1 ـ الضابط هاني بيه .
كنت في مكتبي بقسم حدائق القبة لما دخل العسكري وأدى التحية العسكرية وقال :
ـ واحد بيقول إنّه واخد ميعاد من حضرتك يا باشا .
_
قلتُ :
ـ اسمه إيه ؟
العسكري قال :
ـ بيقول اسمه المعلم إيهاب .
قلتُ :
ـ خليه يتفضل وأعملّنا قهوة يا مراد .
حينما دخل إيهاب رحبت به وطلبتُ منه الجلوس ، ثم قلتُ :
ـ ها … عارف هتعمل إيه بالضبط .
أجاب :
ـ عارف يا بيه بس المشكلة متوتر .
_
قلتُ :
ـ أهم حاجة مدام نادية متعرفش ولا حاجة من اللي هنعمله .
قال :
ـ طبعا يابيه أنا مقلتُش ليها ولا حاجة … بس أنا خايف يكون مش هو .
قلتُ بثقة :
ـ لا هو يا إيهاب … كل الأدلة بتقول هو … الوصف اللى وصفته مدام نادية وهو قاعد شجرة البرتقال … الوصف اللى وصفته أنتَ لمّا كنت خارج من المزرعة بعربية الخضار … دا حتى شجرة البرتقال هي هي يا راجل .. ومتنساش إنّي جبت خبير تصوير وخليته يقرب لي صورته وهو بيحاول يتواري خلف الأشجار .
دخل العسكري وأدي التحية العسكرية وقدّم لنا القهوة ، وشكرته وطلبت منّه المغادرة ، ثم قلتُ :
ـ بهاء بيه مأمور قسم في سوهاج قابل عم حسن امبارح بالليل ورتب معاه كل حاجة .
قال :
ـ ايوه أنا قابلت عم حسن مع شاهين لمّا كنت بستلم الشحنة بس برضه أنا خايف .
_
قلتُ :
ـ خايف من إيه تاني يا إيهاب ؟
أجاب بعد تفكير :
ـ ازاي هتوقعوا غسان بيه فى المصيدة ؟
قلتُ :
ـ دى حاجات مش لازم تعرفها دلوقتي … بس احنا مش عايزين نادر يعرف إنّه نادر … يعني مش عايزين الذاكرة ترجعله كاملة دلوقتي لحد ما الخطة تتم .
قال :
ـ طيب تأمرني أسافر أمتي ؟
أجبتُ :
ـ بكرة الصبح تكون هناك … تحمّل الشحنة بتاعتك … وتسلم غريب الورقة دي … اوعى حد يشوفك … أي غلطة هتبوظ الخطة كلها .
_
قال :
ـ أنا مش عارف إيه اللى فى الورقة بس مش جايز نادر لا ينفذ اللى كاتبه له في الورقة .
قلتُ :
ـ غريب معندوش حل تاني … علشان كده مضطر إنّه ينفذ اللى في الورقة .
قال :
ـ طيب وغسان بيه هيقع أمتي ؟
قلتُ في توتر حقيقي :
ـ المفروض الخميس اللى جاي … في الحفلة .
إيهاب كان انتهي من القهوة بتاعته وقال :
ـ طيب بعد ما أسلمه الورقة أقوله اى حاجة ؟
_
أجبتُ :
ـ تجيبك بعضك وتيجى على القاهرة بسرعة .
إيهاب طلب الإذن بس وهو خارج قبل ما يفتح الباب قلتُ :
ـ إيهاب … عايز دقة … أنا هإزعاج عصفورين بحجر واحد … اللعب مع غسان بيه أصعب من اللعب بالنار … جوز أختك هيرجعلكم وعلى ضمانتي .. بس هو حاليا هيكون الصنارة اللى هصطاد بيها غسان .
بعجرحا رحل إيهاب مسكت هاتفي وطلبت بهاء بيه ، وبهاء بيه مأمور شرطة في سوهاج ، قلتُ :
ـ بهاء بيه … إيه الجو عندك ؟
أجاب عبر التليفون :
ـ جميل … جميل جدا يا هاني .
قلتُ مبتسما :
ـ الرجالة اللى هيركبوا الكاميرات جاهزين ؟
_
أجاب :
ـ جاهزين يا هاني .. وربنا يستر بقا … أنا عارف إنك مندفع واللعب مع غسان مش سهل .
قلتُ :
ـ متقلقش يا باشا … أنا مرتب كل حاجة .
بعد هذه المكالمة بنصف ساعة أخبرني مراد إن عم حسن في انتظار الإذن بالدخول ، حينما دخل عم حسن رحبت به وطلبتُ له فنجان قهوة وقلتُ :
ـ عامل إيه يا عم حسن ؟
أجاب :
ـ الحمد لله يا بيه … بس أنا قابلتُ بهاء بيه وحكيت له كل حاجة .
قلتُ :
ـ يا عم حسن أنتَ بستاعدنا في كشف أكبر قاتل … خايف من إيه ؟
_
أجاب :
ـ يا بيه انا طول عمري في حالي ومش حمل بهدلة .
قلتُ :
ـ أهم حاجة غريب عرف إنّه هو نادر ؟
أجاب :
ـ لا يا بيه .
قلتُ :
ـ يبقي كله تمام … بس احنا بنينا الخطة بناء على معلوماتك إنْ غريب صار مقرب من غسان بيه بعد ما عرف إنّه بيفهم في البرمجة والحسابات .
قال :
ـ يابيه غريب دلوقتي بقا غريب بيه … والبيه الكبير مش بيعمل اى حاجة من غيره .
_
قلتُ :
ـ طيب … يوم الخميس لو شفتني في الفيلا وأنا لابس لبس عامل صيانة …إياك تبين إنك تعرفني ولا تجيب سيرة لحد .
قال :
ـ بقا حضرتك يا بيه تلبس لبس عامل صيانة ؟
قلتُ :
ـ عم حسن … وبعدين !!!…. مش أنت عايز تكون برا الموضوع ؟
قال :
ـ والله يا بيه أنا طول عمري في حالي .
قلتُ :
ـ خلاص … أنت دورك خلص … ومن دلوقتي لحد ما تخلص الحفلة .. أنت لا تري لا تسمع لا تتكلم .
_
وضع يده على فمه وقال :
ـ تأمر يا بيه .
2 ـ نادر التاجي
غسان بيه لمّا عرف إني فاقد الذاكرة بسبب حادث أليم شفق عليا أوي ، وكان ديما يكرر ويقول
( أنت كنز ـ أنت موهبة ياغريب ) ،
ومن بعدها وأمر إني أقيم في الفيلا واشترى لي ملابس ، وبقيت بلبس بدل وكرافتات وصرت من أهم الأشخاص في الفيلا والمزرعة ، وفى يوم كنت سهران براجع بعض الحسابات على الكمبيوتر في مكتب أعدّه البيه خصيصا لي ، المهم دخل غسان بيه وقال :
ـ بعد يومين المحامين في الحفلة هيكونوا هنا … ساعتها عايز كل حاجة تكون جاهزة … تطبع الورق والمستندات على الطابعة وأهم حاجة هتقلد التوقيعات بالبرامج بتاعتك دي …. وتحذف المستندات القديمة من الجهاز .
أومأتُ برأسي وافقا ، ثم سمعته يقول :
ـ أنا بقا هعزم رجال مديرية الأمن والمأمور ورجال شركة سوهاج سيتي ( sohag city) وهبات بره … هرجع بكرة علشان ميعاد المحامين .. عايز كل حاجة تكون خلصانة يا غريب .
قلتُ بينما أنا مشغول نقل كشوف الشركة إلى البرنامج :
_
ـ حاضر يا غسان بيه .
تاني يوم الصبح مريت على المزرعة وكنت بتجنب اى صدام مع شاهين لأنه حاسس إني أخدت مكانته بعد ما أمرتُ إنّه يشرف على الخضروات فقط ، وأمرت أن يشرف عم حسن على الفواكة من زراعة وري وجني ونقل ثمار وصرف رواتب الأنفار ، وكمان بدأ العمال والأنفار ينظرون لشاهين بسخرية بعد ما تزعزعت مكانته في المزرعة ، وشفت عم حسن بيجري نحوي وقال :
ـ غريب بيه عامل إيه ؟
قلتُ :
ـ بخير يا عم حسن … وأنت عامل إيه ؟ مبسوط ؟ فيه حد مزعلك هنا ؟
أجاب بسرعة :
ـ يابيه دا أنا مكنتش أحلم باللي أنا فيه … أصير ريس على كل أنفار الفواكه وكمان مرتبي زاد الضعف وكمان بقا ليا حصة من ثمار الفواكه ..دا كرم كبير منك يا بيه .
قلتُ :
ـ ياعم حسن قلتُلك مليون مرة بلاش بيه دي … أنا طول عمري هفضل شايل جميلك وحسن استقبالك ليا … والآنسة رحمة عاملة إيه ؟
اجاب :
_