
قرية مصرية تظهر فقط ثلاثة أيام كل شهر وقت اكتمال القمر . كان الدكتور ربيع علام يتصفح كتاب وجده في صندوق البريد الخاص به مجهول هوية المرسل ، وهذا الكتاب يحكي عن الحضارة المصرية ، فوجد باب بعنوان رحلتي في أغرب قرية عبر التاريخ قرية بهاتيق ، بدا الدكتور ربيع يركز أكثر وأخذ يقرأ فإذا الرحالة الذي قام بالرحلة اسمه ” عُبيد بن علي النجار . منذ حوالي عدة قرون قام هذا الرحالة برحلة عبر الوطن العربي ووصل إلى مصر متجها إلى إفريقية ” تونس حاليا ” وبينما هو في طريقه مجتازا الصحراء الغربية ، انقطع منه الزاد والماء بعد مسيرة خمسة أيام وكان قد تعود أنه يقابل في طريقه قرى بعد مسيرة يوم أو اثنين في طريقه ولكن مرت خمسة أيام وانقطع منه كل شيء وأوشك على الهلاك ومن حظه وقتها أنه كان في منتصف الالشهر الهجرى والقمر قد اكتمل وكان يسير ليلا في ضوء القمر ليوفر طاقته حتى رأى قرية فنزل إليها ولكنه نزلها ليلا وأثناء نزوله للقرية أثناء اكتمال القمر رآها من الأعلى فكأنها قرية من الخيال لدقة تفاصيلها ومبانيها الغريبة نزل ودخلها وتعجب من كون الجبال تحيط بها من كل مكان وكأنها في حفرة عميقة ، القرية يقول أنه لم ير مثلها في حياته بل لم يقرأ وصف لمثلها ، وكأنها قطعة من أتلانتس المفقودة ، نزل فإذا هناك باب عملاق مر منه ولكن حراس عمالقة في الأجسام اقتربوا منه وسألوه عما يريد فأخبرهم بأنه يلتمس الطعام والشراب ، فذهبوا به إلى مكان واسع مليء بكل الخيرات وقالوا له خذ ما تريد وأسرع فقد لا تستطيع الخروج إلا بعد شهر .
تعجب من كلامهم وكأنه تهديد بالسجن مثلا ولكنه أخذ ما يحتاجه من أصناف الفاكهة والطعام الذي لم ير مثله وأتوا له بخبز غريب الشكل ليأخذ منه ما يريد ، ولكنه بطبعه كان يحب الاستكشاف أخذ ينظر حوله في كل مكان ولكنه تعجب من أن هذا الشكل لم ير مثله ولكنه فوجئ بجندي يطلب منه الخروج فطلب من الجندي أن يبيت في القرية ولكنه رفض ، واصطحبه للخارج وبينما هو يخرج إذ لمح اسم القرية وتحته لافتة وعلى الجدار تاريخ مكتوب باليد باللغة العربية وهو ” الحادي عشر من شهر أشكياه عام ٣٤٨٠ . وبجانبه التاريخ العربي المعروف للراحلة .
تعجب من ذلك ولكنه خرج ونصحوه بتسلق الجبل قبل الصباح .
صعد الرحالة وجلس يشاهد القرية فإذا هي رائعة وأنوارها ليس لها مثيل من الأعلى . أكل عُبيد ونام واستيقظ مع انفلاق الصباح فإذا بجانبه بحيرة كبيرة جدا ولا يوجد أثر للقرية فالبحيرة أصبحت مكانها ، فقال في نفسه : لعله كان يهذي ولكن الطعام والشراب معه ، فدون ما حدث وتذكر كلام الرجل بالأمس أنه إن لم يخرج لن يستطيع الخروج إلا بعد شهر ، فاعتقد أن تلك القرية تختفي لمدة شهر وتظهر في منتصف الشهر العربي . وانتهى الباب في الكتاب .
سرح الدكتور ربيع وأخذ يفكر في الموضوع واطلع على الخرائط الحديثة والموجودة في الكتاب فإذا مكان القرية غير موجود على الخرائط الحديثة ولكنه حسب مسيرة الخمسة أيام من القاهرة باتجاه برقة وعلم بنقطة في المكان المتوقع أن توجد فيه القرية ، والعجيب أنه يعرف ذلك الرحالة ودرس سيرته كلها ولكن هذا الباب ممحي من الكتب الحديثة وكأن الكتاب أتاه من المجهول لاكتشاف شيء مهم ، ولكنه أجل كل شيء حتى يدرس الموضوع ويبحث عنه جيدا .
نام ولكنه استيقظ مفزوعا منا رآه في نومه حيث كان الحلم غريب ويتعلق بالقرية ….
رأى الدكتور ربيع في نومه كأنه جالس على كرسي وسط ثلاثة عروش من كريستال ويكاد أن يكونوا من الماس يجلس عليها ثلاثة أشخاص يرتدون تيجان لم يُر مثلها عبر التاريخ في أي حضارة ، ولا حتى الآن من شدة غرابتهم .
وجد أحدهم يقول ننتظرك في مجلسنا فأظن أن الكتاب الذي وصل إليك مجهول الهوية قد أثار في نفسك الكثير والكثير من الأسئلة ونريدك هنا وستعلم كل شيء ولكن اعلم أن القرية التي قرأت عنها ماهي إلا مدخل فقط من المظاخل السبع لنا . ننتظرك فقد أحضر معك من تثق به فقط .
تعجب الدكتور ربيع من ذلك ونظر للنتيجة فقرأ عليها أن اليوم العاشر من الشهر العربي ، وأن المواصلات أصبحت متتطورة وسيصل أسرع من الرحالة ولكنه يجب أن يُحضر شخصا يثق به ، لم يفكر طويلا لأنه لا يملك الكثير من الأصدقاء فرفع سماعة الهاتف واتصل بصديقه مدرب مهارات البقاء عمار الصباغ وجد أنه الأنفع في هذه الرحلة وأنه سيفرح بها لأنه يعشق المغامرة ، أخبره بما وصل إليه وما رآه لم يكد يكمل كلامه حتى قال له عمار لنذهب لا أطيق الانتظار .
اتفقوا على التحرك في الغد وسيحتاجون سيارة دفع رباعي لتصل بهم لأقرب نقطة يمكنهم الوصول بها لذلك المكان .
جمع الاثنان كل ما يريدانه وما سينفعهما في الطريق وتقابلا في اليوم التالي بعد ترتيب كل شيء يراه كل واحد منهما أنه مهم ، قاد عمار السيارة واتجه على وصف الطريق وانقضى اليوم واستراح الاثنان في الليل ومن شدة رغبة عمار في الإسراع كان يريد المتابعة ليلا بالسيارة ولكن ربيع وضح له أن لا فائدة أن يسرعا لأن الغد هو الثالث عشر وبالحساب الدقيق سيصلون على الليل ظل عمار يبحث في الصحراء عن كائنات أو زواحف وأخذ يجمع عقارب ووجد ثعبان استطاع اصطياده وأدخله في صندوق وأخذ يخيف به ربيع لأنه يعلم أن ربيع لا يحب تلك الأشياء بل يخاف منها .