منوعات

قصة حقيقية

كنت طبعاً بنزل اشتري شوية حاجات والف شوية في الهايبر ماركت واتفرج على المنتجات اللي مستحيل اشتريها و امشي جمب البحر واتفرج على الناس عشان كنت حاسس بالوحدة، كنت بشتري عيش وجبنة ولو حبيت ادلع نفسي كنت بشتري ستريبس حلواني حارة، بروح الشقة بكمل في الكورس شوية بس كانت بتقف معايا كلمات انجلش مكنتش عارف معاناها فكنت بحاول اسرق شبكة واي فاي ببرنامج كان معايا لحد ما اعمل باقة على الموبايل بس، ولما اخلص العب شوية جيمز من اللي لسة مختمتهاش.

المهم في يوم لقيت الراجل فتح باب الشقة ودخل عليا وقالي تعالى معايا هنروح مشوار مهم، كنا بنتكلم في الطريق عن الدين كان بيقول “عارف ان يسوع بنفسه هو اللي سماني بشارة، كان جايلي في الحلم بيقول لي مهما حصل ومهما الناس كانت ضدك انا علطول واقف جمبك يا بشارة” قال كمان “انا مراتي كانت بتكرهني بعد ما سيبت الاسلام وكانت عاوزة تطلعني من البيت وكانت بتشتكي لاخواتي عني ويخلوني اقعد معاهم واناظرهم بس تصدق مفيش ولا مناظرة خسرت فيها كنت دايماً بكسب اي نقاش، كلهم كانو بيكرهوني وعاوزيني امشي فمشيت وسيبتهم ومحدش عارف عني حاجة بعد مطلقت مراتي، بس انا اتعرفت على واحدة تانية واتجوزنا فكرها مختلف ومش هاممها انت بتصلي لربنا بأي طريقة”

وصلنا لمنطقة كده فيها كنيسة كبيرة اوي قالي “الحي ده كل اللي عايشين فيه مسيحين مستحيل تلاقي حد مسلم هنا يلا خليك مستعد هندخل الكنيسة خليك هادي ومتتوترش المكان ده من اكتر الاماكن المريحة في الدنيا” وانا قريب من باب الكنيسة كنت مرعوب منظر الصليب لوحده مش مريح بالنسبالي اصلاً بسبب افلام الرعب الانجلش اللي كنت بسمعها مكنتش متخيل اني هدخل كنيسة في حياتي، المهم دخلت لقيت لوحات كتير متعلقة عالجدران فيها رسومات تحسها رومانية وفيه كم تمثال على شكل يسوع وكم تمثال انا مش فاهمهم بس المكان كان واسع يعني، كان فيه قسيس جوا بشارة قاله “ابونا ازيك واحشني” وسلم عليه وانا سلمت عليه وخدنا لمكان فيه كراسي وجمبه اوضة فيها سرير صغير، لقيت القسيس ده بيجيب علبة تونة وبيفتحها وبيفضيها وجايب عيش جمبها ولقيته مقدمهوملي، لقيت بشارة بيقولي “متستغربش مع انه ابونا بس مبيخجلش ابداً انه يقدملك الاكل ده بنفسه يلا بألف هنا” انا كنت ميت من الجوع بصراحة وكلت لحد مخلصت الاكل كله.

قالي استنى هنا في الاوضة ريح شوية على ما ابونا التاني ييجي من برة عشان اكلمه عنك ونشوف موضوعك، روحت ومددت استنيت كتير بصراحة كنت عاوز اسلي نفسي بأي حاجة ففتحت الموبايل شوية لحد مهو جه، فنادى عليا بشارة قالي “سلم على ابونا” وسلمت عليه قعدنا على تلت كراسي كده وبدأو يتكلموا، بشارة قاله “اعرفك على ابننا عاوز يدخل للمسيحية” انا اتفاجئت لما قال كده بس هو كمل وقال “يا ريت يا ابونا تشوفلنا كنيسة قريبة يقدر يروحها على رجليه او بمواصلات بسيطة يروح مدارس الاحد يتعلم مع الشباب ويكون صداقات معاهم ويعرف اكتر عن المسيحية” لقيت القسيس بيقول “اممم تمام انا عارف كنيسة كويسة فيها اخونا لمعي بس الاول عايزين نغير اسمك عشان تبقا آمن مش اكتر” قالي عاوز يبقا اسمك ايه، فرحت بصراحة لما سألني روحت قولتله اسم الفويس اكتور المفضل ليا لسونيك كان اسم بالإنجلش طبعاً، قالي لا لا هتبقا واضحة اوي خليه اسم ولا يبان مسلم ولا مسحي ايه رأيك في (يوسف)؟ قولت ماشي حلو.

طلعنا من هناك وروحت الشقة وكملت روتيني العادي لحد يوم الحد جه في بشارة عشان يوديني الكنيسة الجديدة، وصلنا للمكان هناك لقيت الكنيسة صغيرة شوية، دخلت لقيت اطفال صغيرة بتلعب بكورة بلاستيك كبيرة وستات بتلعب مع اطفالها واتنين بنات بيكلموا بعض وواحد قاعد مع حاله بيقرا حاجة اعتقد الانجيل معرفش، الجو ده كان غريب بالنسبالي عشان كنت بقارنه بالمسجد بسبب ان الجو في المسجد اهدى من كده ومفيهوش غير ناس بتصلي وتقرى قرآن، المهم استقبلنا لمعي وقعدنا معاه لمعي كان راجل كبير اسمر مليان شوية ولابس نضارة شعره ابيض على الجانبين وكان وشه بشوش دايماً، بشارة فهمه الدنيا وبشارة قاله لما اليوم يخلص عرفه المشاريع اللي بتودي على سبورتينج عشان يعرف يروح لوحده، بعدها بشارة سابني ومشى وفضلنا انا ولمعي، لمعي قالي “عارف يا يوسف المسيحية فيها رحمة وتسامح انت متقدرش تتخيلهم، عندنا سفر في الانجيل بيقول لو ضربتني على الخد الايمن هوجهلك خدي الايسر (حاجة زي كده يعني) دي مش مذلة وقلة كرامة لا ابداً ده بس بيبينلك قد ايه مهم انك ترضي اللي قدامك عشان يئذيك عشان بس يسامحك، بص يا يوسف انا عاوزك تاخد الكتيبات دي تقراها وانت مروح مهم اوي بالنسبالي يا يوسف عشان خاطري” قولتله “حاضر” لقيته مديني 3 كتيبات بحجم الايد كده فيها تصحيح مفاهيم مغلوطة عن المسيحية زي ايه هو الثالوث المقدس بالزبط وكده.

لقيته بينادي لحد بيقول “يا زيااااد” كنت فاكر اسم زياد اسم مسلم فإستغربت بصراحة بس ما علينا لقيت واد جاي بنضارة شعره عادي مش طويل وكيرلي وابيض وفي طولي او اطول سنة بسيطة وتقريباً في سني عينيه كانت واسعة وبارزة شوية شكله قريب لرامي مالك شوية، لمعي قال لزياد “اعرفك على يوسف ده هيحضر مدارس الاحد معاكم من هنا ورايح ياريت تبقوا صحاب وعرفه على بقيت الشباب في الكنيسة”، زياد قالي ” ازيك يا يوسف تعالى معايا هعرفك عالناس هنا” مشيت معاه لقيته موقفني قدام بنت بشرتها سمرة شوية وشعرها ستريت بيعرفني عليها وانا متوتر مكنتش متعود على كده ولقيتها بتمد ايديها ليا عشان اسلم عليها وبتبتسملي وتقولي “ازيك يا يوسف” وتقولي اسمها، انا حاولت اداري توتري وسلمت عليها وبعدها حسيت ان فيه هم انزاح من على قلبي وحسيت بجو اخوية لطيف وراح معرفني على كذا بنت تانية بس التوتر كان اقل طبعاً بعد مسلمت على اول واحدة وسلمت على واحد كان بيقرا حاجة شكله شبه الاوروبيين لما بصلي وشه بقا بشوش ومبتسم في لحظة وكلمني بلطف وواحد تاني سلمت عليه اسمر شوية لابس نضارة.

المهم حبيت الجو بينهم محسيتهوش شبه اي حاجة قبل كده كنت حاسسهم جمب بعض ومتعاونين ولطيفين مع بعض طول الوقت، روحنا المكان اللي بيصلو فيه وكل واحد كان بيقوم وقول دعاء او بيكلم ربنا بس بالعامية وكان بعض البنات لازم تحط حاجة زي طرحة او زي قماشة خفيفة على شعرها وهي في المكان ده، المهم ده بقا روتيني كل حد بروح هناك واشوف واتعلم حاجة جديدة مع العلم اني لسة مسلم محدش يفهمني غلط برضه انا بعمل كل ده عشان مضطر وعشان برضه جزء مني #الفضول انه يعرف اكتر عنهم.

كنا بنخرج انا وزياد احياناً وخدنا ارقام بعض ده بعد معملت رقم اورانج جديد طبعاً عشان اهلي ميرنوش على الرقم القديم ودايماً كان بيعودني نسأل على بعض وكنا بنقابل الواد الاسمر اللي بنضارة كان اسمه مارتن كان بيدرس عبري في الكلية وكان شخص مثقف وبيقرا كتير وكان بيناقشني في امور تخص المسيحية وهكذا، في مرة لما رجعت الشقة بشارة جه يطمن عليا لقاني بقرا في كتاب كان مديهولي مارتن كنت بقراه على السرير كان كتاب عن تزييف اصحاب نظريات التطور يعني اللي فاكره منه انهم لقو سن وفكروه جاي من سلالة مفقودة من سلالات الانسان ورسموا على اساسها شكل الانسان ده بشكل تخيلي وفي الاخر طلعت سن خنزير، المهم بشارة اتبسط لما شافني بقرا واداني ورق متدبس في بعضه وقالي “ابقا اقرا الرواية دي انا اللي كاتبها اوعى تنسى الموضوع ده يهمني يا يوسف”

بعد مرور الوقت ورمضان داخل وانا في الشقة مبقيتش عاوز اروح الكنيسة تاني كنت بنزل تحت على مائدة الرحمن افطر معاهم عشان اعيش جو رمضان وعشان برضه الاكل ببلاش واقعد اراقب الكافيهات من بعيد واشوف التيليفزيونات والاعلانات الجديدة والمسلسلات الجديدة ورامز عمل ايه السنة دي بس كنت حاسس بالوحدة وبابا عارف انه بيرجع من السفر في الوقت ده واخويا كان واحشني اوي وصحابي اللي هناك وحشوني فكنت عاوز افتح واتس واكلمهم ففتحت لقيت رسايل كتير من بابا بيقولي انت فين حرام عليك قلقتنا عليك رد يابني امك بتدور عليك في كل حتة وهي معيطة حرام عليك تسيبها كده تلف عليك في الشوارع، انا رديت عليه وطمنته عليا وكدبت عليه بخصوص المكان اللي انا فيه دلوقت، قالي “يابني فاضلك شهرين على الامتحانات حرام عليك اللي بتعمله في نفسك هتضيع يابني تعالى ارجع بقا” ورسايل من صحابي طبعاً بيتطمنوا عليا وابن خالتي اللي بالمناسبة في طب دلوقت دخلت انا وهو في حوار طويل عشان يقنعني اني لو مدخلتش الامتحانات السنة دي السنة اللي بعدها مش هعرف ادخل ثانوي الا منازل.

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل