منوعات

قصة حقيقية

إتسحلت مع الكورس وسهرت عليه ومكنتش بنام الا قليل كأني همتحن فيه الشهر الجاي ونسيت موضوع المذاكرة نهائي، بس برضه كنت بروح الدروس الخاصة لكن كنت ساعات بغيب منها برضه وافهم امي اني روحتها، في يوم بعد يوم مرهق وانا بطبق حاجة من ابتكاري من اختبارات الكورس امي كانت بتصحيني من النوم وهي كانت عارفة ميعاد درس الكيميا بتاع الصبح بس كانت بتصحيني بشكل هستيري وتصوت صويت يسمع الشارع كله قومت وانا مفزوع وتقولي يا فاشل نعمل معاك ايه تاني مفيش حاجة نافعة معاك وديناك خاص حتى ومبتروحش ياخي حرام عليك انا زهقت لقيت الجيران بيخبطوا علينا كانوا طبعاً الستات اللي عايشين في حتتنا امي بقا تقعد تعيط وتشكيلهم واخد كلمة من دي ومن دي والموضوع استفزني بصراحة وانا نفسياً مش مستحمل فضايح المفروض دي حاجة تخصني ومتطلعش برة البيت فإنفعلت على واحدة من الستات كأن عندي كبت محبوس بقاله قرون قولتلها “إنتي مين أصلاً عشان تتكلمي” بصوت عالي بس هي سكتت وقالت اني قليل الادب ومشيت.

بصراحة بعد الموقف ده انا مكنتش طايق البيت ولا طايق المكان ولا طايق امي وحسيت ان مفيش حد فاهمني ولا واقف معايا ولا بيدعمني حسيت اني لوحدي ومحدش هينفعني غير نفسي ولا هعتمد على حد بعد كده، انا مش الابن اللي انتوا بتحلموا بيه فمظنش استحق اني اعيش معاكم صرفتوا عليا مصاريف الدنيا عشان تشوفوا الدكتور اللي لابس بالطو ابيض وسماعة ابنكم تفتخروا بيه قدام الناس، تاني يوم علطول جيبت شنطة وحطيت اللاب بتاعي فيه وخدت فلوس الدرس عشان اصرف على نفسي بيها بعد مهرب من البيت وخدت البطاقة والموبايل والشواحن بس مخدتش لبس بصراحة عشان امي متلاحظش اني ههرب.

ركبت للقاهرة عشان اروح موقف عبود ولما وصلت مكنتش عارف ابدأ بإيه ولا هروح فين ولا هبات فين ولا هاكل منين ولا هوصل اللاب بالكهربا ازاي عشان اكمل الحاجة اللي بحبها، فإتصلت بحد اعرفه من القاهرة عشان اروح عنده بس مدانيش وش الصراحة كان مشغول جداً، فجاتلي فكرة عبقرية في دماغي.

كنت سمعت عن موجة الإل,حاد إللي انتشرت اليومين اللي فاتو ففكرت اني اعمل دور واحد ملحد اهله طردوه من بيته عشان عرفوا انه ساب الدين، فدخلت على جروب المل,حدين العرب على فيسبوك وكتبت كده لقيت عشرات الناس مرحبة بيا عشان اروح عندها واسكن معاها لدرجة اني كنت بعمل حادي بادي عشان اختار، فإخترت واحد وكلمته في الدي ام قالي تعالى عندي في مكتبي في القاهرة واداني العنوان.

وصلت المكتب بتاعه استقبلني ورحب بيا كان راجل في طولي او اقصر مني شوية لابس باريه وماسك عكاز وعنده شنب ابيض كبير تحسه شخص سياسي او مثقف، كان بشوش ومبتسم طول الوقت والمكتب فيه انتيكات كتير فيها اهرامات وتماثيل صغيرة فحسيت انه وطني جداً من ديكور المكتب، قالي “عارف، الملحد ده قطع نص الطريق وفاضله النص التاني بس انه يعرف طريق يسوع” ففهمت انه مسيحي طبعاً قالي “انا كنت مسلم سابقاً على فكرة بس اهتديت للمسيحية منذ فترة، عشان بس افهمك الدنيا احنا منظمة غير رسمية بتأهل الشباب اللي مش مرتاحين ولا مقتنعين بدينهم للمسيحية عشان نعرفهم الطريق الصح” خدت بالي من كلامه الدنيا رايحة بيا على فين بس مش مشكلة المهم الاقي مكان انام فيه واشغل اللاب واكمل في مستقبلي اللي بنيته بنفسي ولو اني ببنيه بإستماتة وعند وجنون ومستعد اعمل اي حاجة عشان اكمل فيه بأي تمن.

قالي “اسمي بشارة او عصام سابقاً بس ناديني بشارة افضل المهم عندي سؤال هل فعلاً اهلك مش عاوزينك ترجع البيت تاني؟ انت متأكد عشان خاطري الموضوع ده مهم بالنسبالي” قولتله “لا مش عاوزني هم اللي طاردني اصلاً” قالي “طب عندي طلب صغير عاوزك ترجع لأهلك ارجوك وتشوف هيدخلوك البيت ولا لا ولو مرضيوش تعالى تاني انت عارف مكاني”، لما لقيته مصمم ملقيتش حل تاني فمشيت من المكتب وقعدت ألف في القاهرة شوية على اساس اضيع وقت كافي يقنعه لما ارجعله يكون باين ليه اني روحت ورجعت تاني عشان طولت.

لما رجعت المكتب فهمته طبعاً ان اهلي مش عايزني وقال “خلاص بيت انهاردة عندي في المكتب نام كويس عشان بكرة رايحين على اسكندرية” وداني لاوضة فيها سرير صغير وفيه فيشة كهربة اتبسطت بصراحة لما شوفتها اكتر مفرحت ان فيه سرير انام عليه روحت مشغل اللاب طبعاً قعدت عليه شوية ونمت.

تاني يوم مشينا من المكتب راح اشترالنا فرخة مشوية في الفرن عشان ناكلها في الطريق وحجزلنا تذكرتين في اي بي في قطر ركبنا واحنا في طريقنا لإسكندرية قعدنا كلنا، لما وصلت اسكندرية وانا دخلت في حالة غريبة انا اول مرة اروح اسكندرية في حياتي الجو كان فيه نسمة هوا خفيفة حلوة اوي والجو كان مقارب للغروب وفيه محلات بسيطة وقطر صغير عرفت بعدين انه ده الترام لما ركبته كان فيه اغنية لام كلثوم شغالة بصوت خفيف عامل ميكس خفيف مع صوت الترام على السكة الحديد والناس فيه مش كتير وتحس بالهم رايق مفيش تلزيق وعرق ولبسهم بسيط وشيك الجو ده اول مرة اعيشه حسيت اني في بلد تانية وثقافة تانية حسيت اني عاوز اعيش وافضل هناك بقيت حياتي بجد.

كنت ماشي جمب البحر ومستمتع بصوته والنسمة اللي جاية منه وببص لانوار المحلات على الجنب التاني من البحر اللي بتبدأ تنور مع دخول الليل كأنها عاملة زي نجوم عايشة على الارض، المهم وصلنا للمكان اللي هو عاوز ياخدني إليه كانت شقة صغيرة في عمارة في سبورتينج اداني مفتاحها و 500 جنيه وقالي “هبقا اجيلك من وقت للتاني اطمن عليك ده سخان المية بيشتغل بالغاز وده المطبخ عشان لو هتاكل حاجة في سوبر ماركت قريب تحت بس مفيش تلاجة اعذرني بقا، هسيبك بقا وامشي عشان ترتاح شوية”.

لما سابني ومشي انا وقفت كده مع نفسي استوعب ايه ده! الشقة دي كلها ليا لوحدي ومفيش حد من اهلي ولا جيراني فيها ينغص عليا عيشتي ومحدش ليه دعوة بيا ولا بيزعقلي واخرج واجي واتفسح في البلد دي براحتي وانام واصحى وقت منا عاوز ولا فيه مذاكرة ولا دروس ولا قرف تاني وافضى للحاجة اللي بحبها اخيراً، روحت طبعاً ادور على فيشة اشغل فيها اللاب طبعاً دي اهم عندي من الاكل والشرب والنوم وقعدت عليه وبدأت اخطط هعمل ايه واتعلم ايه واصرف على نفسي ازاي بعدين عشان كل ده اكيد مش هيدوم.

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل