
– عايزة تسيبيني يا علا، بعد ما بقينا كيان واحد
– انت اللي بقت الحياة معاك جحيم، جحيم لا يطاق
– اصل كان فيه رسايل و و
– انا اللي كنت ببعتلك الرسايل
وقفت قدامها مذهول، مبنطقش، صدمة ما بعدها صدمة، لقيتها بتكمل بنبرة باكية:
– انت اللي طول عمرك شكاك، مخليني عايشة في جحيم، انت اللي كان لازم حد يصدمك ان المشكلة عندك انت مش عندي، وان كل اللي في دماغك دي اوهام، عشان كدا اشتريت خط جديد وبدأت ابعتلك رسايل عشان اشوف مدى ثقتك فيا، واتأكدت انها لا شيء
مسكت ايديها ودموعي على طرف عيني وقولتلها:
– حقك عليا، وعد مني مش هشك فيكي تاني اطلاقا، هبطل الموضوع ده للأبد، وعد يا علا ومش هخلفه أبدا
لقيتها بدأت تهدى عشان اكمل كلامي واقول:
– طيب وعشان اثبت لك انا هطلع مأموريات بعد كدا، مش انا مكنتش بطلع عشان بشك فيكي، دلوقتي هطلع اقرب مأمورية وهفضل شهر بعيد عنك وانا واثق فيكي تمام الثقة يا حبيبتي
في النهاية ابتسمت، ابتسمت وابتسم قلبي وانطفت نا,ري..
بقلم:أحمد محمود شرقاوي
………….
بعد اسبوع كنت طالع مأمورية بعد ما سجلت اسمي فيها، اصحابي كانوا متعجبين جدا من تغير حالي كدا، كنت حالف جوايا لهعوض علا عن كل لحظة شك حصلت مني..
كنت في العربية وطالعين ع السويس، مسكت موبايلي، وبالصدفة فتحت تروكولر، افتكرت اللي حصل وجبت رقمها اللي اشتغلتني منه وجيت اسجله عندي بس
بس
لقيته متسجل باسم عمر طلعت
مين عمر ده ؟؟
حسيت بصدري بيتقبض، هي مش قالت انها اشترت خط جديد، طلبت من صديق ليا موبايله واتصلت، العجيب ان الرقم كان بيرن، وفجأة رد صوت ذكوري:
– الو
استوعبت الموقف بسرعة ورديت:
– استاذ أحمد معايا
– لا الرقم غلط
– امال ده رقم مين طالما مش رقم استاذ احمد انت اخوه
– لا ده رقمي انا ومتتصلش هنا تاني
– حاضر
قفلت التلفون وانا مذهول، فيه حاجة غلط، وغصب عني نزلت من العربية ولغيت المأمورية، قعدت على القهوة تحت البيت دماغي واقفة، مش عارف افكر، شوية ولقيت مراتي بتتصل، رديت بهدوء وقولتلها اني خلاص في السويس واشوفك بعد شهر وخلافه..
مفيش نصف ساعة لقيت واحد غريب داخل عمارتنا، كان بيبص يمين وشمال بتوتر، معرفش ليه دخلت وراه، ركب الاسانسير ولقيته وقف في السادس، ده الدور بتاعي، همو*ت من القلق..
طلعت بعده لقيت الدور فاضي، فتحت باب شقتي بالراحة خالص واتفتح معايا، وكانت الصدمة، سمعت صوت ذكوري وصوت مراتي
– انت طلعت دماغ يا حبيبي
– اي خدمة يا سكرتي
– فعلا فكرة جهنمية، اسلوبه الشكاك ده كان مخليه معايا دايما، بيراقبني، مبيطلعش مأموريات، مكناش بنعرف نتقابل غير كل اسبوع مرة وبرة البيت كمان، انما دلوقتي كل شهر هنتقابل وهنا في شقتي كمان، بعد ما صدمناه وخلناه يصدق اني معرفش حد غيره، الله يسهله بقا احسن مغفل عرفته في حياتي
وضحكوا، ضحكوا الاتنين بصوت عالي، العجيب اني ضحكت معاهم، ضحكت ودخلت المطبخ جبت #ودخلت عليهم اوضة النوم..
شافوني واتصدموا، مراتي لطمت على وشها، اتكلمت وانا عنيا مغربة زي المجانين:
– انا المغفل يا علا
وهجمت زي الثور الهايج، خليت جسمهم زي المصفاة، يقال اني طعنتهم الاتنين اكتر من ١٦٠ طعنة..
ويقال كمان اني اتصلت بالشرطة، الشرطة اللي جت لقتني بشرب شاي وقاعد هادئ تماما، ويقال كمان اني اتجننت واتحولت لمص,حة امر,اض عقلية..
ويقال اني المريض اللي بقاله ست سنين في المص,حة، المريض رقم ١١١٦..
“مستوحاة من أحداث واقعية”
بقلم: أحمد محمود شرقاوي