
“مراتك بتخو,نك”
رسالة جتلي على الموبايل خلت قلبي يدق بهيستريا والدنيا تدور من حوليا، انفاسي بتتسارع وتقريبا عقلي اتشل عن التفكير، حاولت اتمالك نفسي ورنيت على الرقم اللي جتلي منه الرسالة، بس للأسف الرقم مغلق..
دخلت على برنامج تروكولر ملقتش الرقم متسجل بأي اسم، مفيش واتس او تيليجرام بالرقم، ببساطة مفيش أدنى طريقة أعرف بيها مين الشخص القذ,ر ده وازاي توصل بيه الجرأة انه يقولي حاجة زي دي، والله د,مه مش هيقلل النا,ر اللي ولعت جوايا تجاهه..
فضلت طول اليوم في الشغل قاعد مولع، جسمي عمال يعرق والغضب بيطل من عنيا زي الحمم الملتهبة، خلصت يومي ورجعت شقتي مش عارف ابص في عين مراتي اللي لاحظت التغير الغريب ده عليا..
تجاهلت اسئلتها ودخلت اوضتي، رنيت اكتر من ٢٠ مرة على الرقم وكل مرة كنت بلاقيه مغلق، كل املي في الحياة حاليا اني بس اعرف صاحب الرقم ده، ووعد الحر دين عليه لهقتله واشرب من د,مه كمان..
بعد ساعة من التفكير لقيت رسالة جديدة
“طبعا مش مصدق ان مراتك اللي بتمثل انها محترمة قدامك تكون بتخو,نك”
جسمي وقتها اشتعل باللهب، مسكت الموبايل بقبضة غضب خلتني كنت هكسره من ثورتي واتصلت بالرقم، بس كالعادة مغلق، اللي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون فورا..
خرجت برة وانا ثاير، مسكت تلفون مراتي وطلبت منها تفتحه فورا، بصتلي بتحدي وقالت:
– مش هتبطل الشك والتخلف اللي فيك ده بقا
نزلت بكف ايدي على وشها بكل قوتي خلتها تترنح زي السكر,انة وروحت ماسك رقبتها بقبضتي بغل وطلبت منها تفتح التلفون، وبالفعل فتحته وجريت على الاوضة وقفلتها وراها..
اتصلت بالرقم من عندها ملقتوش متسجل، قلبت في رسايل الماسنجر والواتس عندها وانا ثاير، غضبان، بس مفيش اي حاجة، والدتها، اختها، صاحبتها، وبس..
في اخر محادثة بينها وبين صاحبتها كانت بتحكي عني وبتقول انها بتحبني ومتقدرش تعيش من غيري..
واتقسمت النا,ر جوايا، نصها غضب والنص التاني تأنيب ضمير على اللي عملته معاها، بس دي عادتي اللي مش قادر اغيرها، دايما عندي هاجس انها هتخو,ني، بشك فيها دايما، وعارف اني أصبحت لا اطاق، بس اعمل ايه، اعمل ايه ؟؟؟
تاني يوم روحت على الشغل وانا لسة نا,ري منطفتش، مش عارف اروح فين واعرف صاحب الرقم ده ازاي، وفي نص اليوم تقريبا لقيت رسالة جديدة
“خايف تشوف الحقيقة بعنيك وتعرف ان مراتك بتنام في حضن راجل غيرك صح”
رنيت، وكالعادة مغلق، كلمات عاملة زي الخنا,جر الملتهبة بالن,ار، اللي بتطعن صدرك بكل وحش,ية، وانا قاعد مق,هور، ذليل، مش قادر اعمل اي حاجة، احساس الرجولة جوايا عمال يتآكل زي الخلايا السر,طانية وهي بتاكل في الجسم..
يارب، الحل من عندك يارب..
تن، تن
رسالة جديدة
“المثالية المبالغ فيها من مراتك دي مش مخلياك تشك فيها، تتأكد انها مخبية حاجة في حياتها”
العجيب ان كلامه خلى عقلي ينور، الف موقف وموقف كنت بحس ان مراتي بتمثل، بتمثل دور الزوجة المخلصة، المحترمة، دايما حطاني في خانة الزوج الشكاك، اللي مش واثق فيها، في حين انها زوجة محترمة ومخلصة لأبعد مدى..
تن، تن
” مراتك كانت بتمنع نفسها عنك في ليالي عشان متكتشفش خيانتها لك”
اااااااااه، عضيت على شفايفي من الغل لحد ما لقيت الدم نازل منها، مسكت الموبايل وكتبت بصوابع بتترعش من الغضب
“هقتلك، قسما بربي هقتلك”
رجعت بيتي وانا مش قادر حتى انطق بكلمة، دخلت انام فورا عشان متخذش اي خطوة اندم عليها بعدين، ممكن تكون مظلومة، بس ده ميمنعش اني اراقبها، لازم اعرف هي يتعمل ايه طول اليوم وانا في الشغل..
نزلت تاني يوم كأني رايح الشغل، وقعدت ع القهوة اللي قدام البيت..
ساعة، اتنين، تلاتة، وفجأة لقيتها نازلة من البيت، قمت اتنفضت من مكاني ومشيت وراها، قلبي عمال يدق وجسمي غير متزن، لقيتها راحت السوق جابت أكل ورجعت على الشقة..
ومخرجتش تاني اطلاقا، مش عارف اشوف فيها اي حاجة غلط، بس ازاي الشخص ده عرف انها كانت بتمنع نفسها عني في بعض الاوقات، ولا ده مجرد توقع منه، اي ست هيجي عليها الف وقت هتبقا تعبانة، مرهقة..
ادفع عمري كله بس اعرف الشخص ده مين، قمت اتمشى بعيد عن القهوة ولقيت نفسي رايح على بيت امي، هي الوحيدة اللي حضنتني من غير ما تسأل عن السبب، يمكن كنت أتمنى ابكي في حضنها كتير عشان بس النا,ر اللي جوايا تهدى شوية، بس للأسف معنديش رفاهية البكاء..
تن، تن
واتنفض جسمي كله
“مراتك بتخو,نك دلوقتي، ولو مش مصدق روح هتلاقي اغاني شغالة في شقتك، تلاقيها بترقص له دلوقتي، الحقها بقا”
حسيت وقتها ان الدنيا اسودت قدام عنيا، فتحت دولاب ابويا القديم وجبت منه مسد,س كان شايله من زمان، حطيته في جيبي وجريت على الشقة، مش شايف غير سواد في سواد، قلبي هيقف من الدق وصدري بيوجعني من التوتر والقلق..
وصلت شقتي اللي كانت قريبة وطلعت على السلم بسرعة الفهد، وكانت الصدمة لما سمعت صوت اغاني جاية من شقتي، غصب عني تخيلتها بترقصله بلبس خليع، غصب عني شوفت شخص بيتأملها بشهوة ورغبة عارمة..
حطيت المفتاح في الباب ومسكت المسد,س بكل قوتي، بس
الباب مقفول من جوة على غير العادة، المفتاح مش هيفتح، خبطت على الباب مرة، مفيش رد، تاني، مفيش رد، بدأت اثور، ماسك نفسي بجنون عشان مفضحش الدنيا وحد يحس بيا..
خبطت تاني ورنيت كتير لحد ما فتحت مراتي، كانت لابسة لبس خفيف، لبس بيتلبس وقت النوم بس، واتأكدت الرواية اللي قالها الشخص ده..
شدتها من شعرها لجوة وقفلت الباب بالمفتاح، استحالة حد يخرج من شقتي الا من خلال الباب، وفيه راجل غريب في شقتي..
جريت على اوضة نومي و
لقيت حد نايم على سريري ومتغطي، وكانت أصعب لحظات مريت بيها في حياتي، عنيا جاحظة والدنيا كلها سودة، حاسس بنا,ر بتاكل فيا، جريت على السرير وشديت البطانية..
و
و
و
لقيت مخدة محطوطة بالطول وخوذة عشان تبان انها شكل انسان متغطي، عقلي وقف ومفهمتش اي حاجة، جريت على الحمام، المطبخ، الاوضة التانية، الدولاب، تحت السرير، مفيش اي حد..
مسكت مراتي من شعرها وانا بصرخ:
– هو فين
ردت وصوتها بيترعش:
– كفاية بقا كفاااااية، عايش بس عشان تشك فيا، عشان تتهمني في عرضي، تتهم مراتك اللي صايناك انها خ,اينة، حسبي الله ونعم الوكيل فيك
وانهارت من البكاء قدامي، وقعت على الأوض وزاد بكائها، زاد بطريقة رهيبة، ووقفت انا في موقف لا أحسد عليه، واقف مش قادر انطق، قربت منها بعدت عني وضر,بتني بكل قوتها..
قربت منها تاني وحاولت احضنها، اعتذر، ابرر، بس هي كانت خلاص، جابت اخرها..
– طلقني
قالتها في النهاية وعنيها بتقول انها صادقة من كل حرف قالته، قربت منها وقولت: