
قعدت افكر في السبب الي ممكن اجمع فيه كل الأشخاص دول في مترو واحد، وفكرت في حاجة ساذجة لأبعد حد، بس كانت مرضية، رجعت لزمن معين بعد حسابات كتير، وتأكدت إنهم كلهم موجودين في الزمن ده، هبعت لكل واحد منهم مع اختلاف أعمارهم طبعاً صوره ليه، في الجرنار من المستقبل وهو بطل الحادث ده، وازاي كان السبب في موت عدد مهول من البشر، وطرحتله تساؤل” لو عايز إجابة للحدث ده فهي عندي.. مستنيك “، حددت الساعة، واخترت مترو مميز، عليه إعلان مميز جداً، وهبعتلهم بالتفصيل الوقت وشكل المترو.
بس أنا، مش هكتفي من إني اتخيل الرعب الي هيبقى في عينهم مرة واحدة، لأ.. دول لازم يموتوا مرة واتنين وتلاتة، عشان كده هحافظ على مسار العملية دي في كل الأزمان، عشان كده لازم اخلي نفسي تمنعني واقنعها فترجع وتقنع الي بعدنا إن يموتهم وتفضل العملية مستمرة عشان منديش فرصة ليهم يكبروا في أي زمن ويعملوا جرايمهم دي مرة تانية، بس انا مينفعش اقابل نفسي اكتر من مرة، هيعرفني، وده خطر، عشان كده هخلي في وسيط، ايوه مي، انا فاكرها.
بس انا مقدرش أقولها إننا هنفجر المترو، لأ أنا هخدعها، واقولها إننا هننقذه من الإنفجار، قدرت اقنع مي بعد ما ورتها صورة الانفجار الي هي كانت مورياهولي من زمن كبير، والي قدرت تقنع بيه شخصي، وفهمته كل حاجة، جهزت كل حاجة، كل المجرمين في المترو دلوقتي، العبوة الناسفة معايا، أنا قاعد دلوقتي، احداث كتير عمالة تحصل، مي الي مش عارفة حاجة دخلت المترو، بعدها شخصي الي هيحاول يوقفني قعد جنبها، بعد كام محطة دخل شخصي الي مش عارف حاجة، كل الأحداث الي شوفتها قبل كده بتحصل قدامي، لحد ما جت اللحظة، شخصي جه قعد جنبي، بدأت الكلام، شرحتله كل حاجة، علامات استفهام على وشه، بس دي اللحظة الي هيطلع فيها السكينة انا فاكر، ساعتها قولتله ” عارف إنك معاك سكينة وهتحاول تقتلني بيها دلوقتي، بس ممكن تبص ع الصورة دي ”
ورتله صورتها، مريم مراتي، قبل ما تتشوه، وهى جميلة، وبعديها وهى جثة هامدة، ساعتها جسمه اتنفض، قال ” مريم؟! ” قولتله ” ايوه.. ممكن متبقاش مصدقني بس أنا متأكد إنك حسيت بألم شديد، ومحدش هيحس بيك غيري، بسبب شوية مجرمين معندهمش ذرة رحمة مريم حصلها كده، ومش مريم بس، ده ابنك وصحابك والآف الناس زيها، ادي لنفسك خمس دقايق تفكر فيهم ” كنت بنهار من العياط وانا بتكلم، ساعتها بصلي جامد وقالي ” هو أنت ؟! “، وبعدين عينه برقت، حسيت برعشة في جسمه قبل ما يقوم من جنبي وبعدين قالي ” مكنتش مصدقك في الأول بس للحظة حسيت إني حاسس بيك .. جداً “، اديته الساعة وكل ورق الجرايد الي معايا قبل ما الباب يفتح وينزل.
ساعتها بس ارتاحت، دلوقتي بس اتأكدت إن نصوص نظرية” الأكوان المتعددة ” صحيحة، لما يحصل حدث ليه اكتر من نتيجة محتملة، الكون بيتفرع، كون فيه شخصي نزل والانفجار تم والمجرمين دول هيموتوا وبالتالي مراتي وعصام مش هيحصلهم حاجة وهيعيش معاهم لحد اخر العمر، لكن في الكون التاني شخصي هيقتلني ويعيش نفس معاناتي وهيفقد ناس كتير عزيزة عليه.
طرأ في دماغي حاجة غريبة اوي، انا بعت لكل المجرمين دول خبر للحادثة الي هتتم، عشان اجذبهم واموتهم، طيب لو مكانوش هيموتوا، ممكن اكون أنا السبب في إني اوحتلهم بفكرة زي دي؟! اكون نشطت الحس الإجرامي فيهم؟! اكون أنا الي صنعتهم، ويبقى أنا صانع القتلة ؟!…
على العموم مش هتفرق لإن العبوة خلاص هتنفجر بعد
٣
.
.
٢
.
.١