
كانت تسدد له 60 جنيها كل شهر .
لكن حدث لها ظروف منعتها من السداد .
فيما رفض التاجر فلان الانتظار ورفع عليها الإيصال .
وفى تلك الأثناء الټفت القاضي الشريف للمحامية .
وسألها بأدب جم وهدووء
الكلام اللى الست بتقوله حقيقي .
فأنكرت المحامية معرفتها بالحقيقة.
فما كان من القاضي إلا أن نظر إلى المتهمة وسألها عن حالها . وعلم أنها أرملة
وتعمل لتربية بناتها الثلاثة فنظر لها وقال هتتحل إن شاء الله .
ثم رفع الجلسة .
وقبل أن يدخل القاضي الشريف غرفة المداولة .
وجه كلامه للمحامين وقال
أنا أعلم أنكم أصحاب فضل ومروءة .
ولن تتأخروا عن فعل المعروف .
وأخرج منديلا كان فى جيبه .
ووضعه على المنصة .
وأشار إلى الحاجب .
ثم أخرج من جيبه مبلغا وقال
هذه 500 جنيه كل
ما معي .
ولا أدري من من السادة المستشارين سيشاركني وهى أول مشاركة لسداد دين
هذه السيدة .
ثم شكر الحاضرين ودخل غرفة المداولة .
في هذه اللحظة بدأ المحامين فى التباري في الدفع بدأهم أحدهم ب 1000 جنيه ثم توالى الباقين حتى تجمع في المنديل ما يتجاوز ال جنيه .
وقبل ذلك كانت المحامية ابنة صاحب الدين قد خرجت بسرعة إلى خارج المحكمة لتتصل بوالدها وتخبره بما تم .
وعادت المحامية القاعة ونودي عليها حين دخلت المتهمة غرفة المداولة .
وكان
القاضي الشريف جالسا خلف مكتبه .
وأشار للمحامية قائلا
فيه 7000 جنيه موجودة في المبلغ الموجود بالمنديل تقدري تاخديه وتتصالحي مع المتهمة ونمشيها .
ثم أشار إليها بأخذ الفلوس .
وفي تلك الأثناء كانت هناك مفاجأة أخرى حيث قالت المحامية أن والدها أخبرها بألا تأخذ أكثر من 500 جنيه قيمة الباقي .
شكر القاضي الشريف المحامية .
وابتسم ناظرا للمحامين الذين
ملؤوا غرفة المداولة وقال أظن إنها أخذت ال جنيه بتاعتي أنا .
فضحك الجميع وقاطعهم قائلا .
واظنكم لاتريدون أن يحرمكم الله ثواب المشاركة .
وعلى صوت المحامين فى الغرفة بالتأييد .
فنظر إلى المتهمة ومد يده بالمنديل وباقي ال 8000 جنيه
وقال
وهذه من الله لك .