منوعات

خطة بواسطة الشيـ،ـطان

أمي كانت مرتبطة بأختها ارتباط غريب وغير مفهوم وصل لمرحلة الجنون, لدرجة إنهم كانوا بيكلموا بعض يوميا بالساعات, وكل أسرار بيوتهم بتتنقل لبعض ليل نهار, حتى إن أبويا عمل مع أمي أكتر من مشكلة عشان تبطل تنقل أسرار بيتنا لأختها, بس أمي مكانتش بتتغير ولا عندها أي استعداد لده, لحد ما أبويا فقد فيها الأمل وبقا عايش في البيت عشان أنا واخواتي وبس, ولولا كدا كان طلقها من زمان أوي, وفضلت أمي على الحال ده سنين, لحد ما أبويا مات وهو فاقد الأمل فيها, بل ولما مات وصى إنها متطلعش في جنازته من الأساس, بس أنا كنت لسة مش فاهم ليه كره أمي بالطريقة دي, أنا حتى اللحظة دي مشوفتش منها حاجة وحشة..

وبدأت أمي تهيأني عشان أتجوز بنت خالتي, ورغم إني كنت لسة داخل الجامعة بس كان كلامها واضح, اياك تبص لأي واحدة انها ممكن تبقا زوجة ليك غير ريهام بنت خالتك بسمة, ورغم إني مكنتش بحب خالتي ولا ريهام بنتها بس مكنتش ممانع, أو مش حابب أدخل في صدام مع أمي خاصة ان شخصيتها قوية وبزيادة, وفعلا دخلت الكلية وبالأخص كلية الصيدلة اللي كانت حلم العمر, وبدأت اهتم بالدراسة والمذاكرة أوي عشان اتخرج وابقا الدكتور اللي اتمنيته طول عمري, لحد ما ظهرت بنت في التيم بتاعي اسمها حبيبة, ومن أول يوم اتكلما مع بعض وانا اكتشفت إن فيه حاجة اسمها مشاعر, وان فيه بنات لسة عندهم درجة نقاء عالية أوي أوي..

ومبقتش فاهم انا ازاي انجذبت لحبيبة بالسرعة دي ولا امتا حبيتها, وهي كانت محترمة جدا جدا, أول ما لقت الموضوع بياخد منحنى تاني اعتزلتني تماما, وقالت لو عاوزني يبقا تكلم أهلي متتكلمش معايا أنا, شوفت فيها البنت المثالية اللي مينفعش تضيع مني ايدي..

حتى لما شاب حاول يتكلم معاها كنت عاوز أتخانق معاه, وهنا اكتشفت اني حبتها حب السنين زي ما بيقولوا, حاولت معاها من تاني مرة واتنين بس كان قرارها واضح, روح اتكلم مع أهلي ومتتكلمش معايا أنا, ووعدتني انها هتستنا لحد ما نتخرج كمان ومش هتتخطب لحد, وده طمني كتير, لحد ما عدت سنة واتنين وتلاتة, وكان حبها في قلبي بيزيد يوم بعد يوم, حب ممزوج بالاحترام, وكل بنت بتحافظ على نفسها الشاب بيحترمها أضعاف حبه ليها, ولو راح الحب في يوم بيفضل الاحترام ثابت..

لحد ما أمي جت وانا في سنة التخرج وبدأت تفاتحني عشان أروح أخطب ريهام بنت خالتي, كنت فاكر إن أمي نسيت الموضوع ده وانا اللي هفاتحها في موضوع حبيبة, بس اتضح إني كنت موهوم, وانها بترتب من سنين هي وخالتي في الموضوع ده ومش هتتخلى عنه أبدا, فهمتها بهدوء إني مش مستريح لريهام وفيه بنت تانية انا عاوزها, وقتها وشها بقا لونه اسود بالمعنى الحرفي, وشوفت شيطانة قدامي مش أم, وقالتلي إن اللي بفكر فيه ده لازم أنساه تماما, كدا وإلا هتحرمني من ميراث أبويا وهتدمر حياتي, كانت بتهدد وكأنها بتهدد واحد عدو ليها مش ابنها..

كلامها خلاني أغضب ومردش عليها بنص كلمة, ولما جت بعدها تحاول تاخدني عشان نخطب ريهام كنت برفض رفض قاطع, بل وفهمتها إنها لو أجبرتني على ده هسيب البيت كله وهمشي, واتخرجت, اتخرجت وانا مكتأب وحاسس بغضب كبير, مش عارف ليه أمي عايزة تسعد أختها على حسابنا كدا, دلوقتي يمكن عرفت ليه أبويا كرهها وكره أفعالها كلها..

ورجعت فاتحتها في موضوع حبيبة, وشوفت الرفض القاطع من جديد, وقتها ثورت, ثورت ولميت هدومي وسبت البيت كله, وبدأت تتودد وتكلمني عشان أرجع, وكان شرطي الوحيد انها متقفش في طريقي, أنا مش عاوز غير إن يكون ليا حق الاختيار, وانصاعت لكلامي وانا شايف في عنيها انها مش هتخلي حبيبة تفرح يوم واحد وهتبوظ الموضوع, وزورت والد حبيبة وكانوا طايرين بيا في السما, شاب محترم ومثقف وعنده طموح, عارف ربنا وعنده شقته, وانا وحبيبة عاوزين بعض, وفهمت حبيبة إن أمي هتعمل كل حاجة عشان تخرب الموضوع, ولازم نتعامل معاها بحكمة واحترام في نفس الوقت, والبنت وافقت, وافقت لأني اتمسكت بيها سنين طويلة من عمري..

واتخطبنا بالفعل وكنت بفصل بين خطيبتي وأمي وخالتي بكل الطُرق لأنهم هيعملوا كل حاجة عشان يفرقوا ما بينا, وفعلا ومن أول يوم بدأت الأسحار, شوفت أمي بعنيا بتحط حاجة في العصير يوم الخطوبة, وعملت المستحيل وبدلته, ومنعت حبيبة تشرب أو تاكل أي حاجة في بيتنا إطلاقا, وممنوع تقبل هدايا من أي حد من قرايبي, وممنوع تزورنا في بيتنا فترة الخطوبة, البنت كانت خايفة أوي, ومع ذلك متمسكة بيا لأبعد مدى..

وجه يوم الفرح, وكلمت أكتر من شيخ عشان التحصين, وعشان متحصلش أي مشكلة, واتجوزت حبيبة في شقة فوق أمي, ورغم التعب والقبضة الغريبة اللي مسكتني يوم الفرح إلا إن ربنا عداها على خير, ومن أول يوم منعت مراتي تنزل عند أمي اللي بقت خالتي معاها 24 ساعة, نظراتهم ليا وكلامهم الهامس حسسني إن فيه مُصيبة ممكن تحصل, وفعلا كلها تلت شهور بس ومراتي حملت وأجهضت, مرة واتنين, وبدأت المشاكل تدخل بينا, وكل ما كنت بدخل البيت كانت بتجيلي حالة تشنجات, ومبقتش بعرف أقرب من حبيبة ولا المسها, وكأن كل حاجة بقت ممنوعة..

ولما واجهت أمي قالت ان كل ده هيترفع بشرط واحد, أتجوز ريهام كزوجة تانية, ولما رفضت هـ،ـددتني إني مش هتهنى بحبيبة يوم واحد, جبت شيخ واتنين وطلعنا أسحار من شقتي, بس بعد أيام كانت بترجع أسوأ من الأول, لحد ما حبيبة كانت هتنتحر في ليلة من التعب والصـ،ـرع اللي مسكها..

ولما واجهتها بطلب أمي وافقت, وافقت فورا عشان ترتاح شوية من اللي هي فيه, ومكنش قدامي حل غير إني أتجوز ريهام زوجة تانية, وفعلا كتبنا الكتاب واتجوزنا ووالد حبيبة لما استغرب بنته قالتله انها موافقة, بنته اللي محكتش لأهلها أي حاجة ودايما بتقول انها سعيدة ومبسوطة..

واتجوزت ريهام في نفس الشقة اللي كانت شبه أمها في كل حاجة, حقد وغل وغيرة ومشاكل, ورغم إن مفعول الاسحار انتهى, بس أسوأ سحر كان وجود ريهام معانا, تعبت وحياتي بقت لا تطاق, لحد ما قولت لحبيبة ننفصل واطلق ريهام كمان واسيب البيت للأبد, بس اتمسكت بيا وقالت إن ربنا هيحلها من عنده واستحالة هيضيعنا لأننا مظلمناش حد..

لحد ما رجعت في مرة من الشغل على تليفون مرعب, شقتك بتولع, رجعت زي المجنون وكانت الصد..مة الرهـ،ـيبة قدام عنيا, البوتجاز انفجـ،ـر في ريهام, وأمي وخالتي طلعوا يجروا عشان يلحقوا ريهام, خالتي وأمي الاتنين النار مسكت في جسمهم واتشوهوا تشوه كامل, أما حبيبة فمكانتش في الشقة..

ووسط الصرخات والشرطة والتحقيقات كان كلام أمي وخالتي إن حبيبة اللي عملت كدا, هي اللي قتلت ريهام وولعت فيها, وراحت حبيبة النيابة وفضلت الحقيقات فترة طويلة أوي, لحد ما ربك أراد انها تخرج, وجابوا فيديو من كاميرا مراقبة في سوبر ماركت قريب مننا وان حبيبة كانت بتشتري حاجات وقت انفجار فرن البوتجاز..

وماتت ريهام وخالتي راحت شقتها متشوهة بدون رجعة, وأمي عقلها بقا خفيف من يوم الحادثة, وكل اللي فهمته بعد كدا منها إن بيتنا تحته آثار وجت عرافة مع خالتي من سنين قالت الكلام ده, بس أبويا كان رافض رفض قاطع اننا نحفر وندمر البيت, أما أمي ففضلت تزن على أبويا سنين اننا نحفر وهو رافض لحد ما مات, ولما قررت تبدأ في الموضوع العرافة اشترطت عليها انهم لازم عشان يفتحوا المقبرة يكون فيه طفل نقي الدم في البيت, والطفل ده ببساطة هيجي لو انا اتجوزت ريهام, يعني هياخدوا ابني يد..بحوه على المقـ،ـبرة عشان تفتح, تفكير شياطين اتوهموا بالدهب, عشان كدا جوزوني ريهام بالعافية, بس يشاء ربك يوم ما ريهام كانت بتولع بخور على البوتجاز عشان تعمل سحر وتفرق بيني وبين مراتي البوتجاز ينفجـ،ـر فيها ويمو..تها, والنار تحرق أمي وخالتي كمان..

أمي اللي قالتلي إن النار كانت بتجري وراهم وكأنها حية, افتكرت وقتها قول ربنا سبحانه وتعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا” أنا رغم كل أفعال أمي ولا قاطعتها ولا عملت فيها مكروه, واتحملت وصبرت, صبرت كتير أوي, لحد ما ربنا مكر بيهم وبعدهم عني للأبد..

لو عندك أي حكاية غريبة أو مخيفة حصلت معاك أو مع حد تعرفه وعاوزني أكتب عنها في قصة بكرة كل اللي عليك إنك تبعتلي على الخاص كل اللي تعرفه عن الحكاية أو الموقف المخيف ده بدون استئذان وتأكد اني هشوف رسالتك بأمر الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل