
صوت المكان هادي تمامًا وكله مستنيني أكمّل كلامي،
فـ مسِكت المايك وقُلت بصوت عالي:
= هو فعلًا الدعاء ممكن يغير القدر؟
“الصمت كان هو المسيطر علي المُدرج، وفجأة..
صوت طالب لسه في أولي طب جاي من بعيد بيقول:
– بعد اللي حضرتك حكيتيه ده كله يا دكتورة، أكيد الدعاء بيغير القدر.
بس هي القصة دي حقيقية؟
“ابتسمت ومسحت دمعة نزلت من عيني وقُلت:
= “خليكم مُقتنعين دايمًا، إنك مهما بلغت من العلم أوعي تتكبر أو تظلم قلب أو تِفتري.
ومهما بلغت عندك السُلطة والجاه.
“خليك فاكر يا شاطر إن مِن فات قديمه تاه”
أهلًا بيكم يا شباب في أول محاضرة ليكم في كلية الطب البشري جامعة عين شمس، أنا الدكتورة “ياسمين كريم” رئيسة قسم جراحة القلب والصدر في كلية الطب جامعة عين شمس.
“ومرة واحدة بنت وقفت وهي مصدومة وقالت بصوت عالي:
– هو حضرتك البنت الصغيرة اللي الدكتور خالد المصري عالجها؟
“ابتسمت وحطيت إيدي علي صدري، فوق الجرح القديم مكان العملية اللي عملتها زمان:
– مع كل دقة قلب جديد لازم بيكون فيه ضريبة، وضريبة دقة قلبي كانت وفاة الدكتور خالد المصري بعدها بفترة.
ولفيت ناحية الباب ومسكت شنطتي وقُلت:
= المحاضرة بتاعت النهاردة خِلصت أتمني تكونوا أستفدتوا حاجة.
وأول ما وصلت المكتب بتاعي روحت ناحية البِرواز اللي مُحتفظة بيه من مدة كبيرة، وهو عبارة عن حتة ورقة من جورنال مكتوب فيها بـِ خط عريض:
” حصول الدكتور خالد المصري علي جائزة نوبل في الطِب “.
ساعتها قلبي ضِحك بعد ما ربنا عوض ٦٠ سنة كفاح عاشها ، وإن فعلا ربنا مابيضيعش تعب حد، جايز الرزق ييجي متأخر زي ما أنا إتولدت بعد ١٥ سنة صبر، وجايز الكلام السلبي يكون بداية حياة إيجابية زي ما حصل مع دكتور خالد، وبدل ما يكون مُجرد دكتور بقي معاه أعظم جايزة في العالم.
بس الحاجة اللي هفضل واثقة منها طول عُمري هي إن:
“طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام.”