منوعات

نظرة_الموت

فتحت عيني ببطء، مكانش فيه طفلة ولا أرض زراعية مكانش فيه غيري واقف قدام البير، كل شيء حواليا اتغير. السما كانت سودا من غير نجوم، الهوا تقيل كأن العالم بينهار. حسيت بشيء بيزحف على جلدي، كأن العتمة نفسها بتلمسني.

وسمعتها مرة تانية..

نفس الضحكة..

خرجت من الضلمة، واحدة ست شعرها طويل وعينيها بتلمع، وشها مشوه، كأنها خارجة من الجحيم، بابتسامة واسعة بطريقة غير طبيعية قالت :

— “شكرًا يا عمر… دلوقتي بس، جه دورك.”

قربت مني في لمح البصر ،وقبل ما أعمل أي رد فعل كانت ماسكة راسي بايدين باردة .. وزقتني في البير ….

وقعت في البير …

صرخت، استنيت جسمي يرتطم بالقاع وأموت، لكن ده محصلش، مكانش فيه قاع للبير مكانش فيه غير ضلام …

ضلام أبدي، بصرخ بدون صوت، وكأن الزمن نفسه وقف…

بدأت أدخل في حالة من الهزيان وصور مدفونة في عقلي ابتدت تظهر بكثافة زي الطوفان وكأني بشوف شريط حياتي قبل الموت..

صور من حياتي ومشاهد من حياة أبويا صور بتقول اني كنت في القرية دي وأنا صغير، ومشاهد ل أبويا وهو واقف وسط كام واحد قدام البير وبيمارسوا طقوس شيطانية، الطقوس اللي عملوها لارضاء الجن وكسر لعنتهم للقرية، كان مقدر لكل واحد من الواقفين يرمي طفل من صلبه جوه البير، علشان اللعنة تنتهي، لكن أبويا وفي محاولة لإنقاذي، ضحى بطفلة تانية مكاني، وهو فاكر أنه كده كسر اللعنة.

لكنه كان غلطان…

الجن مبينساش ولا بيغفر. اللعنة متكسرتش، هي بس اتأجلت، للحظة المناسبة.

العجوز اللي قابلته مكانش شخص عادي، كان ابو الطفلة اللي اترمت في البير مكاني، الشبح اللي الغلّ في قلبه خلاه أداة سهلة للجن. وكل اللي حصلي كانت خطة مرسومة من سنين، علشان اجي هنا واصلح غلطة أبويا،

أنا مكنتش مجرد ضحية… أنا كنت القربان الأخير.

بواجه مصير الغرق في الضلام الأبدي، المكان اللي المفروض أكون فيه من البداية…

#تمت

#نظرة_الموت

#محمد_خالد_رزق

انت في الصفحة 3 من 3 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل