
بتقول إى واعى لكلامك
يعني بتهددني ومش عاجبك يا بجاحتك يا أخى.. أتفضل أطلع بره ومنشوفش وشك هنا تاني
والدى كان بيحاول يهدى عم إبراهيم اللى أنفعل جدا وكان هيضرب مسعد بيه
خرج مسعد بيه من البيت وهو بيتوعد لإبراهيم وأهله بالخړاب
والدى مكنش مرتاح لمسعد ده وكان خاېف يحصل لإبراهيم زي ما حصل في عوض صاحب الأرض وبعد يومين بالتحديد كان في المنطقة عندنا ناس كتير شكلهم كده مهندسين كانوا بياخدوا مقاسات وبيكتبوا ملاحظات بس محدش سألهم فى إى.. كانوا عارفين إنهم تبع مسعد بيه
وبعد فترة مش كبيرة جيه واحد كده لابس بدلة وماسك شنطة وعرفنا بنفسه على إنه محامى مسعد بيه وعاوز يقابل عم إبراهيم
محدش كان فاهم المحامى ده عاوز إى!
بس الناس شورتله على العمارة وهما عشر دقايق من دخوله وسمعنا صوت إبراهيم بيزعق وبيقول
_ مش هبيع قولت مش هبيع إنتوا إى مش بتفهموا أطلع بره ومتجيش هنا تاني وقول للبيه إحنا مش بنتهدد
الراجل خرج من جوه وكان شكله متبهدل جدا ومشي من غير ولا كلمة.
لكن اللى حصل بعد كده مكنش سهل اللى حصل كان خړاب خړاب على الكل
فات شهر ونص وكان بالتحديد يوم 20 يناير 2011
كان وقتها والدى وباقي الجيران اللى وافقوا على البيع بيجهزوا حاجتهم عشان يسيبوا شققهم
وفي نص الليل الكل صحى علي صوت صړاخ صړاخ عالى جدا.. نزلنا نجري من العماير على منظر رهيب عمارة عم إبراهيم كانت بتتحرق كلها الڼار ماسكة فيها من أكبر حتة لإصغر حتة
جرينا نعبي ميه وكنا بنحاول نطفي الحريق الرهيب ده وسامعين صرخات عم إبراهيم وأهله
وللأسف على ما طفينا الحريق كانوا ماتوا كلهم ماتوا
عم إبراهيم وأهله الأسعاف خرجتهم من العمارة چثث متفحمة
المنظر كان صعب جدا وغير محتمل وكل واحد بدأ يحلل أسباب الحريق إلا والدى كان عارف إن إبراهيم وأهله أتقتلوا وإن اللى حصل ده كان بفعل فاعل
الشرطة كانت في كل مكان وجات لجان حكومية عشان تعرف سبب الحريق ده كان إى
والنتيجة متوقعة طبعا.. ماس كهربا هو اللى عمل كده الكل كان مصدق الكلام ده إلا والدى كان عارف إن ده مجرد كلام عشان القصة تتقفل
الحزن خيم على المكان محدش كان مصدق اللى حصل فى وسط كل ده واللى أحنا فيه
حصلت في مصر هوجة كبيرة وكانت أحداث 25 يناير 2011ووقتها لاحظنا إن مسعد بيه أختفى ومظهرش تاني طبعا اللى جيه في بالنا وقتها أنه مستخبي وخاېف على نفسه من الهوجة دي وأكيد لما الدنيا تهدى هيظهر من تاني
..
كل اللى فات وحكيته ده كوم وكل اللى جاي ده كوم تاني خالص.. عشان اللى جاي بدأ معايا أنا مش مع والدى
مرت شهور على الأحداث الصعبة اللى مرت بيها البلد وفي يوم خرجت من الشباك أشم شوية هو أنا أه كنت صغير وقتها وكان عندي بتاع 14 سنة بس كنت واعى لكل حاجة كانت بتحصل حواليا الساعة كانت 2 بعد نص الليل لمحت في الشباك بتاع شقة عم إبراهيم الله يرحمه في ست واقفة أترعبت ورجعت لورا لكن الفضول رجعنى أبص تانى
والمرة دي ملقتش حاجة بس وأنا بقفل الشباك عشان أروح أنام سمعت صړخة صړخة عالية رجعت فتحت الشباك مرة تانى والمرة دي شوفت عم إبراهيم وهو پيتحرق
قفلت الشباك بسرعة وأنا باخد نفسي بالعافية وجريت على السرير بسرعة كنت خاېف وبترعش أتغطيت كويس ونمت
نمت وحلمت حلم غريب حلمت اني واقف في شقة عم إبراهيم مع
آدم إبنه
—
وكنا بنلعب فى الصالة
واللى حصل قدامي كان صعب.. الباب خبط قام عم إبراهيم وفتح الباب عشان يلاقي في وشه ناس ضخمة لابسين بدل هجموا عليهم كلهم بسرعة وتحت ټهديد السلاح إن اللى هيصرخ هيضرب بالړصاص كتفوهم كلهم حتي آدم الطفل الصغير مترحمش من إيديهم بدأوا يرشوا في كل حتة حاجة زي البنزين كانوا بيفضوا جراكن في كل ركن في البيت كانوا مش قادرين يصرخوا بسبب اللزق اللى على بوقهم وفي لحظة أترمى عود كبريت على الأرض وسط دموع وصړاخ مكتوم.. البيت بقى قطعة من جهنم في لحظة.
وصحيت من النوم وأنا تعبان من اللى شوفته كنت بعيط من اللى شوفته إمبارح.. دخل عليا والدى وأنا بعيط وسألنى بعيط ليه
حكتله كل حاجة شوفتها إمبارح بس والدى رغم إنه بان عليه الحزن لكنه طبطب عليا وأخدني في حضنه وهو بيقولى
_ متزعلش يا سعد أكيد يا يبنى ربك هينتقم من اللى عمل كده أشد إنتقام في الدنيا قبل الآخرة
بصيت لوالدى وأنا لسه بعيط وقولتله
_ هو أنا هفضل أشوفهم علي طول يا بابا
لا يا حبيبي مش هتشوفهم كل يوم متخفش مش هيحصل تاني
سبنى في اليوم ده ولقيته خرج من البيت والغريبة إنه راح على العمارة المحروقة وډخلها مكنتش فاهم
بس هو مطولش جوه خرج ووشه أصفر كنت أول مرة أشوف والدى في الحالة دي
رجع علي البيت ولما والدتى سألته مالك فيك إى
رد وقالها الآتى
_ من شوية سعد حكالى إنه شاف حلم غريب كان فيه إبراهيم وعيلته وإنه شاف اللى حصل فيهم
ساعتها فكرت تفكيرين الأول إن دي خيالات طفل صغير والتانى إنها رسالة بس ليا أنا مش لإبنى وعشان كده روحت على العمارة ولما روحت شقة إبراهيم شوفته
شوفت مين
_ شوفت إبراهيم.. شوفته واقف قدامي وبيطلب منى أجبله حقه وأبلغ عن اللى عمل كده أنا مش مصدق إنى شوفته بس ده اللى حصل
طيب وناوى على إى
_ أنا عايز أجيب حقه بس هستنى ظروف البلد تستقر الأول عشان أقدر أبلغ
.
ومن بعدها أقدر أقول إن الأمور هديت شوية مكنتش بشوف حاجة ولا أحلام غريبة لحد ما في يوم جات نفس العربية بتاعت مسعد بيه
وقتها الناس كلها كانت واقفة على رجليها ومش عارفين هو راجع تاني ليه
لكن اللى نزل من العربية وقتها كان شاب صغير في السن وسيم شوية وقرب من الناس وقال
_ مساء الخير يا جماعة إى الأخبار
أنا هشام مسعد السيوفي أنا عارف إنكم عارفين مين هو مسعد السيوفي والدى للأسف توفاه الله أتصاب بمرض نادر وتوفى من أسبوع وأنا على علم بكل حاجة أتفق عليها والدى معاكم قبل ما يتوفى ودلوقتي أنا جاي عشان أجدد الأتفاق ده تاخدوا الفلوس وتسيبوا العماير عشان نبدأ شغلنا
وهنا رد عليه والدى وقاله
لا يا بيه إنسي الكلام ده خلاص محدش فينا هيبيع إحنا رجعنا في كلامنا
_ ممكن أعرف السبب إى اللى أتغير عشان ترجعوا في كلامكم
مفيش سبب إحنا أحرار محدش فينا هيبيع ومتنساش إن الأمور في البلد دلوقتي مشدودة يعني مش هتقدر تعمل حاجة
_ أعمل حاجة! حاجة زى إى
متلفش وتدور عليا يا بيه إنت عارف كل حاجة عملها والدك ومن الحاجات دي إنه حړق الناس اللى هنا في العمارة دي عشان رفضوا العرض
_ إنت مچنون صح إنت أزاي تتهم والدي بإتهام زي كده إنت متعرفش إحنا ممكن نعمل فيك إى
هتعملوا إى يعني! هتقتلونا كلنا يعني أعملوا اللى تعملوه ضربوا
—