منوعات

إيميلي مربية إطفال

إيميلي  كانت زي أي بنت عادية في سنها، استغلت الإجازة الصيفية عشان تشتغل وتكسب شوية فلوس من أي شغـ,ـلانة تساعدها في الدراسة.

كان عندها شوية خبرة في مجال تربية الأطفال، كانت واثقة من نفسها ومتأكدة أنها تقدر تتعامل معاهم كويس جداً.

لكن مكالمة واحدة غيرت كل حاجة.

العرض كان مغري:

رعاية طفل في فيلا كبيرة بعيد عن المدينة، والأجر عالي جداً.

بدون تفكير كتير، وافقت إيميلي.

كانت ليلة جمعة، وكل أصحابها كانوا بيخططوا للخروج، لكن هي فضلت الشغل.

أول حاجة لفتت نظرها لما وصلت كانت الفيلا الضخمة، كانت حاجة كأنها طالعة من فيلم قديم، كلها فخامة بس فيها إحساس غريب خوفها.

كل الشبابيك متغطية بستائر سميكة كأن في حد عايز يخبي حاجة. لما رنت الجرس، فتحتلها ست شكلها كبير شكلها محترم اسمها روزا.

ابتسامتها كانت لطيفة، بس كان فيها حاجة مش مريحة.

“إنتي اللي هتقعدي مع الطفل، اسمك إيميلي، صح؟”

سألتها روزا بصوت في برود كده.

“أيوه، أنا جاية عشان أخد بالي من ابنك.” حاولت إيميلي تبتسم عشان تخفي توترها.

“لطيفة جداً.. بصي، جوزي مستنيني في حفلة، وأنا اتأخرت عشان ابني جبرايل كان مشغول بلعبه، وكل مرة بيلعب فيها بيعمل دوشه ويبهدل الدنيا.”

قالت ايميلي وهيا مبتسمة وبتحاول تكون هادية

“ولا يهمك، ههتم بيه، هو فين؟”

“لا، إنتي مش فاهمة، إنتي مش هنا عشان تلعبي مع جبرايل، هو في أوضته مع صاحبة.

كل اللي مطلوب منك إنك تفضلي في البيت لحد ما نرجع بكرة.

بس في شويه تعليمات عايزة اقولهالك:

١. متلعبيش معاه.

٢. متدخليش أوضته.

٣. مهما قالك، ما تخرجيهوش برة.

هو مع صاحبه، ولما يخـ,ـلصوا لعب هينـ,ـاموا، لكن إنتي خليكي بعيدة عنه.

واضح؟”

هزت إيميلي راسها بالموافقة، رغم إن إحـ,ـساس غـ,ـريب جواها قالها إن الوضع ده مش طبيعي.

بس هيا طنـ,ـشت وقبلت الشروط عشان المبلغ كان كبير.

قبل ما تمشي، بصت لها روزا وقالت بتحـ,ـذير:

“أتمنى تلتزمي بالقواعد اللي قولتهالك، اللي جم قبل كده وملتزموش بالتعليمات… كان بيحصلهم مـ,ـشـ,ـاكل!”

بعد ما سابت إيميلي لوحدها، قعدت على الكنـ,ـبة وشـ,ـغـ,ـلت التلفزيون، بتحاول تشغل نفسها بأي حاجة.

بس كل شوية كانت تبص ناحية باب أوضة جبرايل المقفول.

في اللحظة دي بدأ صوت خفيف يخرج:

خبطة على الحيطان، همسات غـ,ـريبة، حاجات بتتكسر لوحدها! حاولت تقنع نفسها إنها عشان خايفه وده وهم، لكن لما الكنبة اللي قاعدة عليها اتحركت من مكانها واترفعت عن الأرض، عرفت إن اللي بيحصل حقيقي!

طلعت تجري على الدور اللي فوق، بس وهي بتعدي قدام أوضة جبرايل، سمعت ضحكة طفولية بتاعه ولد صغير.

وبعدها، صوت هادي قال:

“إيميلي، ماتخافيش.. ده كان صاحبي، عايزك تيجي تلعبي معانا!”

اتجمدت في مكانها، وحاولت تتكلم بصوت مهزوز: “إنت عرفت اسمي إزاي؟”

“صاحبي قالي.

ادخلي، لو ما دخلتيش، الأصوات مش هتوقف.. وممكن يحصل حاجة أسوأ!”

إيميلي كانت خلاص على وشك تنهار، فقررت تفتح الباب.

أول أما عملت كده، كل حاجة سكتت.

الغرفة كانت ضلمة، نورها ما بيشتغلش.

وفجأة، الباب اتقفل بقوة، وحبسها جوه!

“جبرايل؟.. إنت فين؟”

كانت بتسأل بصوت بيترعش.

الولد رد

“أنا هنا، على سـ,ـريري.”

كان قاعد في الضـ,ـلمة وعينيه بتلمع وضوئها واضح جداً.

“شكراً إنك دخلتي.. أنا وصاحبي زهقنا من لعبتنا القديمة، كنا محتاجين لعبة جديدة!”

من الخوف حست بالشلل ومكنتش عارفه ترد.

“صاحبك؟.. فين هو؟”

“وراكي…”

لفت ببطء، ولقت قدامها كائن مـ,ـرعب:

وشه كله قرون صغيرة، لونه محمر، وعينيه حمرا، عينه مفتوحة مبيرمش، وابتسامتة مليانة أنياب حادة.

خرج منه صوت مرعب، وقبل ما تقدر تتحرك، طيرها في الهوا، خبطها في الحيطة.

كانت بتدور بسرعة علي أي مكان تهرب منه، لمحت الشباك.. بحركة سريعة، فتحته ونطت برا!

وهيا بتقع سمعت صوت صـ,ـراخ جبرايل أول أما الضوء دخل غرفته.

“لاااا! النور!!”

إيميلي مكنتش عارفه تدوس علي رجلها بس جريت لحد أما لقت تاكسي، واتجهت للمستشفى.

تاني يوم، قررت ترجع الفيلا عشان تواجه روزا، لكن… الفيلا كانت فاضية تماماً.

سألت الجيران، واحد فيهم قاللها:

“البيت ده مسكون، أصحابه الأولانيين مات ابنهم من سنين.. اهل المكان هنا بيقولوا إنه كان ممسوس بشـ,ـيطان!”

من اليوم ده، إيميلي قررت إنها مش هتشتغل تاني ومبقتش بتحب الأطفال ولا عايزة تشوفهم ابداً

… النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل