منوعات

حكاية قمر هي زينة بنات قبيلة النعمان

 

 

 

قمر هى زينة بنات قبيلة النعمان وهى إسم على مسمى إسمها قمر وهى قمر كانت جميلة جدا وكان شباب القبيلة يتنازعون عليها ويتمنوا أن تكون عروسآ لهم.

 

ولكن سالم ابن شيخ قبيلتها كان يحبها ويمنع اى شخص من القبيلة أن يقترب منها ظنآ منه أنها له وأنها خطيبته ولكن قمر كانت لا تحبه وتجده شابآ تافهآ لا يفعل أى شئ سوى الإعتماد على والده شيخ القبيلة.

 

كانت قمر إبنة الشيخ إمام وهو رجل بسيط يعيش كباقي القبيلة في بيت عادي وبسيط وكان رجل كبير في السن ويقوم برعي الأغنام وأحيانا يبيع في السوق.

 

ولم ينجب الشيخ إمام من الأبناء سوى بنتين ناهد وهى متزوجة من واحد من رجال القبيلة وقمر التي مازالت لم تتزوج وكانت قمر تساعد والدها الشيخ الكبير في كل شئ وأحيانآ كانت ترعى الأغنام مكانه .وفي يوم من الأيام خرجت قمر مع صحباتها من القبيلة ليرعوا أغنامهم ويذهبون الي مكان بعيد عند الجبل فيجلسوا ليتكلموا ويحكوا ويضحكوا وكانت قمر تدندن لبعض الأغاني التى تحفظها وهم يصفقون لها .

 

 

قالت صديقتها

 

ايه يا قمر هتغني لنا إيه النهاردة

 

قالت قمر

 

انا مش بحفظ غير بعض أغاني بسيطة وهى دي إللي بقولها يلا إسمعوا.

 

وبدأت قمر في الغناء وصحباتها يدندنون وراءها ويصفقون ثم يتكلمون تارة وتارة أخرى يضحكون.

 

وبعد مرور وقت طويل وهم يجلسون ويتسامرون مر بهم بعض الفتيان من قبيلة أخرى وأخذوا يضايقونهم بالكلام وعبارات الغزل اللازعة فقامت قمر وقالت لهم

 

إذهبوا من هنا يا فاشلين وإلا سوف تنالون العقاپ الذي يجعلكم ټندمون على هذا الكلام.

 

ضحك أحدهم وقال

 

ومن هيعاقبنا لو انتي يا قمر يبقا اهلآ بالعقاپ.

 

وظلوا يضايقون الفتيات ويضحكون ويقولون الكلام المعسول .

 

قالت قمر

 

يلا يا بنات لنرحل من هنا وبعدها سوف نرى عند عقابهم من شيخ قبيلتنا وما الذي سوق يفعله بهم فهم شبابا عديمو الاخلاق والمرؤة ولا يرعين حرمة احد هيا بنا

 

ولكن الفتيان هموا بمنعهم من ذلك وأخذوا يحلقون عليهم في دائرة ويقولون

 

لن تذهبوا لقبيلتكم الآن قبل أن نجلس مع بعضنا ونغني ونسمع صوت قمر الجميل الذي لا يعلو فوق صوته شيء من جمال وعذوبيه فانتم لنا الان ولن بنجدكم منا احد هيا لنغني معكم ونرقص.

 

 

وأثناء ذلك ظهر شاب قوي فوق حصان عربي أصيل ودخل وسط الدائرة التي صنعها هؤلاء الفتيان فجعلها تنفض ونزل من على حصانه وھجم عليهم كالأسد وأخذ يضرب يمينآ وشمالآ حتى أنهم فروا هاربين كالجرذان.

 

وهدأت عاصفة الإشتباكات التي كانت قائمة بين الفتيان على هؤلاء الفتيات.

 

ظلت قمر تنظر إلى ذلك الشاب الجسور وهى مسرورة لما فعله فمن الواضح عليه أنه فارس أصيل لديه القوة والعزة والكرامة والأخلاق النبيلة والشجاعة التى كانت قمر تتمناها في فارس أحلامها.

 

قال لهم الرجل الغريب

 

هذا المكان ليس أمن وبعيد عن القبائل فلا تأتوا إليه بمفردكم .

 

قالت قمر

 

شكرا أيها الغريب لقد قمت بواجبك على أكمل وجه نحن نعرف طريقنا ولن يتعرض لنا أحد.

 

ولكن هذا الشاب الغريب أصر أن يمشي أمامهم بمسافة حتى لا يتعرض لهم احدآ أخر .

 

وحين إقتربوا من القبيلة وقف الرجل الغريب وقال لهم

 

الحمد لله قد وصلتم بالسلامة أستودعكم الله يا فتيات حافظن على أنفسكن ولا تخرجن في وقت متأخر بالليل فليس هناك أمن بالطريق .

 

 

وركب على حصانه وقبل أن يهم بالرحيل قالت له قمر

 

من اى قبيلة انت أيها الرجل الغريب فلقد فعلت معنا واجب لن ننساه لك ما حيينا اخبرنا حلكى نرسل إليك ونشكرك فما فعلته لا يفعله سوى الرجال على حق .

 

قال

 

إنها قبيلة بعيدة جدا عنكم وأكيد لم تسمعوا عنها قبيلة آل مكتوم.

 

وأستقل حصانه ورحل بعيدآ كالفارس الطائر على حصانه وقمر لم تبعد عينها عنه حتى غاب وراء رياح الغبار في الصحراء.

 

كانت تنظر له بهيام واعجاب شديد فلقد انقذها من الهلاك لا محالة لقد اعجبها شهامته ونبل اخلاقة الشديدان لقد كان فارس تتمناه أي فتاة

 

أخذت تنظر إليه حتى أختفى تماما من أمام عينها ودخلت هي الخيمه إلى والدها الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر لانها تأخؤت كثيرا بالخارج وكان يشعر بالقلق الشديد عليها

 

كان الشاب جميل الوجه وجميل الأخلاق ولم يغادر ذهن قمر قط

 

 

 

 

 

 

حتى بعد أن دخلت إلى خيمتها وكانت تشعر بالسعادة العارمة

 

دخلت قمر منزلها وحكت لوالدها ما حدث معها هى وصديقاتها وأخبرته عن ذلك الفارس الغريب الذي أنقذهم ودافع عنهم وطرد عنهم الفتية المشاكسين وكيف أنهم خافوا منه وهربوا كالجرذان.

 

فقال لها والدها

 

إنه فعلا فارس شجاع وأصيل ولكن من أين أتي ذلك الغريب

 

قالت قمر

 

لا أعلم يا والدي ولكن عندما سألته قال أنه من قبيلة بعيدة جدا عنا تسمى قبيلة أل كنعان

 

إستغرب والدها من إسم قبيلته وقال

 

لا أعلم هذه القبيلة ولم أسمع هذا الاسم من قبل لابد أنها بعيدة عنا حقا

 

دخلت قمر إلى غرفتها المتواضعة وهى لا تكف عن التفكير في هذا الفارس الغريب وشجاعته وقوته ولا يغيب عن ناظرها عندما إنقض كالأسد على هؤلاء الفتية وطردهم كالجرذان في الصحراء وكيف كان يركب على الحصان كالفارس المغوار.

 

نامت قمر وهى مازالت ترى هذا الفارس الغريب أمامها حتى أنها عندما إستغرقت فى النوم حلمت به حلمآ جميلآ.

 

حلمت أنها تقف على الجبل وتنادي ولا أحد يسمعها وكانت ترى أمامها أسدآ ينظر إليها وهى خائڤة ترتعد وتصرخ بأعلى صوتها حتى بسمعها أى أحد لينقذها ولكن لا أحد يسمعها وشعرت أن الأسد إقترب منها وسوف ينقض عليها وكادت أن ټموت خوفآ وهلعآ وفجأة سمعت صوت حوافر حصان ينحت الأرض ويأتي مسرعآ إليها وعلى الحصان ذلك الفارس الغريب وقد خطڤها فجأة من مكانها وأخذها على حصانه وذهب بها بعيدا بعيدا حتى توقف وأخذها بين أحضانه لتهدأ وتشعر بالأمان وظلوا هكذا وقت طويل.

 

وأفاقت قمر من حلمها الجميل على صوت أبيها يناديها فإبتسمت وقامت من مكانها لترد على أبيها وهى تشعر بسعادة من هذا الحلم.

 

قال أبيها

 

ما كل هذا النوم يا قمر لقد نمتي كثيرآ اليوم واضح أنك تعبتي من ليلة أمس وما حدث فيها.

 

قال قمر وهى سارحة

 

نعم يا أبي لقد كان يوما صعبآ وطويلآ وجميلآ.

 

إستغرب والدها وقال

 

جميلآ ! كيف ذلك

 

أفاقت قمر من سرحانها وقالت أقصد يا أبي أن نهايته كانت جميلة الحمد لله.

 

قال أبيها

 

هيا ياقمر لنرى ماذا نفعل اليوم كانت قمر صامتة كل الوقت سارحة في هذا.

 

الفارس الغريب وشغلها أيضا هذا الحلم الذي حلمته في ليلتها الماضية وكانت تنظر بعيدآ لعلها تراه قادما بحصانه كما رأت في الحلم.

 

وبعد أن انتهت قمر من العمل الذي عليها استأذنت والدها وقالت

 

سوف أذهب إلى اختي يا أبي لأنها وحشتني وأريد أن أتكلم معها.

 

قال والدها

 

إذهبي يا قمر ولكن لا تتأخري الي الليل لأنه انتي واختك عندما تجتمعان لا تتوقفان عن الكلام.

 

ذهبت قمر إلى اختها لتحكي لها ما حدث وما تشعر به في قلبها لإنها لا تستطيع أن تحكي ما تشعر به سوى لها فهى كاتمة أسرارها.

 

دخلت قمر عند أختها ورحبت بها وقالت

 

وحشتيني جدا يا قمر ووحشني كلامك وصوتك إحكي لي عن أخبارك.

 

قالت قمر وهى تتنهد

 

حدث شئ كنت أحلم به طوال عمري وكنت أظنه مستحيلأ.

 

قالت أختها

 

يااه كل هذا في قلبك إحكي ماذا حدث بسرعة

 

قالت قمر

 

أنه هو لقد قابلت فارس أحلامي الذي كنت أحلم به نعم إنه فعلا فارس شجاع وقوي وأصيل .

 

وظلت قمر تحكي لأختها ما حدث معها وكم هى تتمنى أن تقابل هذا الفارس مرة أخرى لتسأله عن كل شئ في حياته وتعرف عنه كل ما يخصه وتتكلم معه في كل شئ يخصهما.

 

ولكن كيف ذلك وهو من قبيلة بعيدة عنهم ولا يعرفونها

 

قالت أختها

 

سوف أسأل زوجي عن هذه القبيلة إنه يسافر كثيرآ ولابد أنه يعرفها أو سمع عنها ويمكن أيضا أن يسأل التجار اللذين يعرفهم ويتعامل معهم فهم من كل مكان.

 

فرحت قمر بكلام أختها وقالت

 

ياريت يا اختي يا أجمل اخت في العالم سوف اترك لكى الموضوع لتبحثي وتسألي وتبشريني بالاخبار عن قريب.

 

وحضنت أختها وقبلتها وذهبت وهى تشعر بالأمل القريب.

 

ظلت أختها تسأل عن هذه القبيلة كل من تعرفه وأوصت زوجها أن يسأل عنها بشدة كل التجار المعروفين حتى جاء إليها زوجها يوما وقال

 

أبشري لقد عرفت القبيلة التي تسألين عنها وعرفت مكانها إنها قبيلة كبيرة ولكنها بعيدة وشيخ القبيلة يسمى الشيخ معروف.

 

سمعت ناهد هذه الكلمات وإرتدت ملابسها وذهبت إلى بيت أبيها لتخبر قمر بهذه المعلومات.

 

قمر

 

اهلا اختي حبيبتي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تفضلي

 

ناهد

 

تعالي أريدك

 

ذهبوا الي غرفة قمر وقالت ناهد

 

عرفت القبيلة وشيخها الشيخ معروف

 

نطت قمر من الفرحة وقالت

 

الحمد لله

 

قالت ناهد

 

وماذا بعد أن عرفتي مكان القبيلة ماذا ستفعلين

 

قمر

 

سأذهب إلى هناك

 

ناهد كيف

 

قمر

 

لابد أن أجد هذا الفارس وأعرف من هو وما هى ظروفه.

 

ناهد

 

لا يجب أن تذهبي بمفردك لابد من التفكير.

 

قمر

 

انا سأذهب وكأنني تائهة ولا أعرف طريق الرجوع إلى قبيلتي ووقتها سألقاه هناك ..

 

ردت الأخت بغيظ

 

هل جننت يا قمر كيف سافعلين ذلك يا مچنونة

 

وفي اليوم التالي استأذنت قمر من والدها لتذهب إلى السوق لشراء بعض الأشياء التي تلزمها وأنها سوف تتأخر قليلآ.

 

وسارت قمر في الطريق الذي وصفته لها أختها لكي تصل إلى هذه القبيلة البعيدة وكان الطريق طويلآ وشاقآ ولكن الحب والعشق الذي بداخلها لهذا الفرس الغريب الذي لم تعرف حتى إسمه هو الذي هون عليها الطريق والوقت

 

وبعد عناء وصلت قمر إلى قبيلة أل مكتوم بصعوبه وكانت تشعر بالتعب الشديد والارهاق من طول المسافة والطريق الوعر وكان يقام فيها سوق كبير والبائعين في كل مكان فقالت في نفسها

 

هذا افضل لكى أستطيع القول بأنني كنت بالسوق وتهت ولم أعرف طريق الرجوع.

 

ظلت قمر تتجول قليلآ حتى أحست بالتعب الشديد من مشوار السفر لهذه القبيلة وبعد المسافة فجلست بجوار منزل هناك وشاهدتها سيدة تسكن بالمنزل من الشباك فنادت عليها

 

يا بنتي تعالي الى هناك من فضلك

 

نظرت قمر ناحية السيدة التي نادت عليها وقامت وذهبت إليها.

 

قمر نعم هل تريدين شئ يا سيدتي

 

قالت السيدة

 

شكلك يا بنتي بست هنا وتعبانة جدا فناذا بك اعالي ادخلي تعالي أتفضلي اشربي مياه وارتاحي من المشوار .

 

أسرعت قمر ودخلت عند هذه السيدة وشربت بعض الماء وقالت لها

 

انا تايهة ومش عارفة أرجع لقبيلتى الطريق طويل ومش قادرة أواصل.

 

قالت السيدة

 

سوف أخذك لشيخ قبيلتنا الشيخ معروف وسوف يساعدك ويدلك على طريق الوصول لقبيلتك باذن الله لا تخافين من شيء .

 

ذهبت قمر مع السيدة إلى شيخ القبيلة وكان رجلا ذو هيبة وشخصية قوية ويبدوا أنه يدير قبيلته بشكل جيد ولا يخرج أحدآ عن طوعه .

 

نظر إليها الشيخ معروف متسائلا

 

كيف وصلتي إلى هنا وقبيلتك بعيدة كما تقولين من اى قبيلة انتي

 

قالت قمر

 

قبيلة أل نعمان وشيخنا الشيخ سالم

 

قال الشيخ معروف

 

الشيخ نعمان هذا الرجل الظالم القاسې أعرفه طبعا ومن الذي لا يعرفه من شيوخ القبائل

 

شعرت قمر بالضيق والخزي وقالت

 

لماذا تقول عليه هذا الكلام

 

الشيخ معروف

 

هذا اقل ما يوصف به هذا الشيخ.

 

ولكن مسألة أرجاعك إلى القبيلة مسيوليتنا لأنك جئتي إلى عندنا انتظري حتى يعود إبني والحراس وسوف توصلك لقبيلتك.

 

أي أنك كنت تشعر بي كما شعرت بك وأتيت إليك في احلامك كما أتيت إلى في أحلامي ولم أفارق عيناك كما لم تفارق عيني.

 

قال لها

 

نعم يا قمري هذا هو حالي منذ رأيتك

 

قالت

 

وهذا هو حالي منذ رأيتك

 

ولكنك لم تأتي الي كما أتيت إليك فلماذا أيها الفارس الذي لم اعرف أسمه إلى الآن.

 

قال

 

إسمي هو عبد الله وأنا ابن الشيخ معروف شيخ القبيلة.

 

وكنت أتمنى أن أتي أليكي يا قمري لأراكي ولكن بين قبيلتكم وقبيلتنا ثأر قديم بسبب هذا الشيخ النعمان.

 

قمر

 

وما هذا الٹأر الذي بينكم وبينه اخبرني بالله عليك با عبد الله اريد ان اعرف كل شيء ولا تخفي عنى شيء رجاء

 

منذ سنوات طويلة تزوج الشيخ نعمان واحدة من بنات قبيلتنا وأخذها معه إلى القبيلة ولكنه أهانها وكان كل يوم يسبها ويضربها لأنها لم تنجب له الولد الذي يريده حتى أنها في يوم جاءت ألينا لننقذها منه وحكت لنا ما يفعله بها من ضړب وإهانة وچروح وإصابات فلما جاء إلينا الشيخ

 

نعمان ليأخذها رفض والدي بشدة وقال له ليس لديك زوجة لدينا لانك لا تعد من الرجال ومن يتعدى على نسائنا لا يرى منا سوى كل الشړ والسوء فقام الشيخ نعمان بحشد رجاله من القبيلة وجاء ليأخذ زوجته وحدثت بيننا معركة كبيرة قتلنا له فيها معظم رجاله وفر هاربآ مثل الكلب الجبان ولم يعد الى هنا من جديد

 

ولكن بعد وقت قصير بعث أحد رجاله متخفيآ لېقتل زوجته وإنتهز أنها بمفردها وقټلها. ومن هذا اليوم وهو عدو لنا لانه رجل ظالم ولا ېخاف الله ولا يخشى شيء في الكون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سمعت قمر هذا الكلام وقالت حاجة غريبة اول مرة أسمع فيها هذه القصة حتى أبي لم يحكيها لي من قبل ولم يقل لي عن تلك القصة شيء . قال عبد الله نعم فالشيخ نعمان لا يسمح لأحد أن يحكي هذه القصة مهما حدث ولو سمع أن أحدا قالها لقطع لسانه في الحال يا قمر

 

كانت قمر تشعر بالقلق والخۏف مما سمعت من عبد الله فما قاله كان مرعب جدا وحطم امالها تماما وأخذالفارس عبد الله قمر على حصانه ليعود بها إلى قريتها وطوال الطريق وهما يتكلمون في كل تفاصيل حياتهم حتى وصلا إلى القبيلة وهنا قال الفارس

 

قمر أريد أن أخذك على حصاني وتكوني زوجتي

 

طارت قمر من الفرحة بهذا الخبر وقالت

 

وانا عشت كل عمري ابحث عنك يا فارسي وسوف أخبر والدي حتى تأتي لمقابلته.

 

ذهبت قمر للبيت وهى في قمة سعادتها ودخلت على والدها تحضنه وتقول

 

أبي يا أجمل أب في الدنيا أريدك أن تسمعني وتسمع حكايتي ولا تغضب علي بالله عليك فانا ابنتك التى تحبك باخلاص يا ابي .

 

وجلست لتحكي لوالدها عن عبد الله الفارس الشجاع الأصيل الذي أرادته زوجآ لها من أول وهلة.

 

سمع الأب قصتها وقال

 

أنا موافق يا ابنتي طالما أن هذا سوف يسعدك ليس لدى مانع في اي شيء قليباركك الله عز وجل ويحرسك .

 

شعرت قمر بالسعادة التي لم تشعر بها في حياتها وأخذت تفكر في فارسها وتحلم باليوم الذي ستكون فيه زوجته.

 

مرت أيام حتي جاء اليوم الذي أتى فيه عبدالله وهو يحمل الهدايا الكثيرة والخير الكثير لبيت عروسته قمر.

 

إستقبله والد قمر بالترحاب ودخل وجلس وظلوا يتكلمون في كل شئ حول الزواج من قمر وإتفقوا على أن الفرح بعد شهرين وأخذت الزغاريت والأخبار تنتشر هنا وهناك حتى وصلت إلى الشيخ نعمان وٱبنه سالم.

 

وحينما علموا أن قمر سوف تتزوج قال سالم لأبيه

 

كيف ذلك يا ابي لقد وعدتني أنك سوف تزوجني قمر وأنها لن تكون لأحدآ غيري ماذا أفعل الان ولقد عشقتها واحببتها حبا جما فيجب ان تتصرف وإلا تركت لك الديار ورحلت ولن ترانى مرة أخرى .

 

قال له الشيخ نعمان بكبرياء وعظمة

 

دعك من هذا الكلام سأزوجها لك طبعا كما وعدتك ولن تتزوج غيرك.

 

سالم

 

كيف يا ابي وهى الان ستتزوج بغيري لا أريد سوى قمر يا أبي زوجة لي أرجوك لا تحرمنى منها ولا تبعدها عنى وةإلا قټلت تفسي وقټلتها هي الأخرى

 

الشيخ نعمان

 

وهل سيجد أباها أحدا أفضل من ابن شيخ القبيلة ليزوجها له يكفيه شرفآ أنني سأقبل به يا ولدى لا تقلق ابدا .

 

وفي اليوم التالي أخذ الشيخ نعمان ابنه وذهبوا إلى بيت قمر ليطلبوها من أبيها.

 

لكن الأب قال لهم

 

الزواج قسمة ونصيب ولقد طلبها واحدا قبل إبنك وأنا وافقت ولايجب أن أرجع في كلامي فليس من شيم الرجال الرجوع في رأيهم وقراراتهم يا شيخ نعمان أنت تعرف هذا جيدا .

 

الشيخ نعمان

 

كيف تجرؤ وتقول هذا الكلام بوجهي يكفيك شرفآ وفخرآ ان إبني يطلب إبنتك انت للزواج ماذا جرى لعقلك أيها الشيخ العجوز.

 

قال والد قمر

 

الإنسان لا يتزوج بأبيه وإنما بنفسه وماذا يفعل إبنك في حياته سوى أنه أبنك فقط ولا شئ غير ذلك فكيف أزوجه ابنتي.

 

قال الشيخ نعمان

 

أنا أحذرك أن توافق على هذا الزواج وإلا سوف ترى ما سأفعله بك وبإبنتك من أذيه يا رجل وانت تعرف بأننى استطيع فعل ذلك

 

خرج الشيخ نعمان وهو غاضب ويضمر في قلبه الشړ والحقد والاڼتقام.

 

جلس والد قمر يفكر ماذا سيفعل مع الشيخ نعمان وهو يعرف أنه ظالم وشرير ويمكنه بالفعل أن ينتقم منه .

 

رأته قمر وقالت

 

لا تخف يا أبي يمكن أن نهرب من هذه القبيلة ونذهب لقبيلة آل مكتوم وتعيش معي هناك ولن يجرؤ احدآ على إيذاءنا.

 

قال أبيها

 

بعد هذا العمر نهرب يا أبنتي من قبيلتنا التى عشنا فيها كل عمرنا

 

قالت قمر

 

يا أبي ليس لنا فيها شئ وستكون بجانبي انا وعبد الله .

 

وافق والد قمر على هذا الحل لأنه لا يوجد حل أخر.

 

وبعد مرور وقت ليس بقصير كانوا قد جهزوا فيه كل شئ رحلت قمر ووالدها الي قبيلة أل مكتوم دون أن يراهم أحد.

 

وصلوا إلى القبيلة وكان

 

عبد الله في انتظارهم واستقبالهم وذهبوا معه إلى منزل شيخ القبيلة والده الذي إستقبلهم بالترحاب الشديد وقد جهزوا كل شئ لإعلان زواج إبنه عبد الله من قمر.

 

وتزينت القبيلة بالألوان والأنوار فى كل مكان وأصوات الأغاني تملأ البيوت إحتفالا بالزواج وكان عبد الله يركب حصانه ومعه زوجته قمر ليبدؤا حياتهم مع بعض في حب ومودة ولم يوقف الحب شيء بالحياة ..

 

ورغم أن البدو مجتمع أخر تسوده عادات وتقاليد وأعراف مختلفة إلا أن الحب واحد لا يختلف من مجتمع لأخر فهو يأتي إلى القلب من أي طريق فلا يدع مجالآ للتفكير أو للتعريف بالمجتمع فسواء كان الحضر أو البدو فالحب لا يفرق أبدآ بينهم ودائمآ وأبدآ الحب واحد في كل المجتمعات الإنسانية.

 

تمت

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل