
إسمه صافي إبن صيـ,ـاد ، كان والداه من يهـ,ـود يثرـ,ـب وكان ابن صـ,ـياد هو ابنـ,ـهم الوحـ,ـيد بعد محاولات كثيرة كانت تحمل أمـ,ـه ويسقط حملها.
وكان شابا صغيرا عندما هاجر الرسول صلـ,ـى الله عليه وسلم للمدينة ، كان غريب الأطـ,ـوار كان يتكلم لوحده طوال الوقت وهو يتكلم بكلام غير مفهوم ، وكـ,ـان يقرأ الأفكار وله القدرة على معرفة مـ,ـن وراء ظهره بدون ان يلتفت ، و كانت كل مواصفات الدجال التي ذكرهـ,ـا الرسول الكريم تنطبق عليه .
أمور كان يقوم بها جعلت الناس تقسـ,ـم أنه الدجال بعدما خطب رسول الله صلى الله علـ,ـيه وسلم في الناس وحذرهم من فتنة الدجال.
انتشر آنذاك بين الناس أن ابن صيـ,ـاد هو المسيح الدجال..
وقد كان رسولنا الكريم يشك أنه هو الدجال ولكن لم يكن متأكدا ، لأن الرسول الكريم كـ,ـان يعلم من الغيب فقط ما يُوحَى إليه ، وعندما زاد وكثر شك رسولنا الكريم خرج بنفسه ليتأكد هل هذا الرجل فـ,ـعلا هو الدجال أم لا؟
فخرج عليه الصلاة والسلام وخرج معه الفاروق عمر بن الخطاب ووصل إلى حصـ,ـن ابن صـ,ـياد ، وكان الرسول الكريم يختبر ابن صياد لمعرفة هل هو الدجال أم لا.
قال عمر : فتعجبت عندما رأيت النبي يتخفى خلف الأشجار وينتقل مسـ,ـرعا من شـ,ـجرة إلى أخرى حتى وصل بالقرب من ابن صياد وكان مستلقيا على الأرض يتمتم بكلمات لا تفهم ، فأخذ النـ,ـبي علـ,ـيه الصلاة والسلام ينصت له محاولا ان يفهم ما يقول دون فائدة ، وبينما هم كذلك خرجت من البيـ,ـت أم ابن صياد وصاحت تقول يا صافي هذا محمد ، فثار ابن صياد ، فقال النبي : “لو تركته (أي لـ,ـو لـ,ـم تصـ,ـيح) لظـ,ـهر لي أمره وبانت حقيقته هل هو الدجال أم لا”.
فقام النبي يسأله : “يابن صياد أتشهد أني رسول الله”.
فقال أشهد بأنك رسول الأميين وقال ابن صياد للنبي عليه الصلاة والسلام أتشهد بأني رسول الله (والعياذ بالله) .
فقال رسول الله : “آمنت بالله ورسله ، آمنت بالله ورسله”.
ثم سأله رسول الله بما معناه ماذا ترى .
ليجيب ابن صياد يأتيني صادق وكاذب .
فيقول الرسول الكريم : ” اختلط عليك الأمر” .
ثم قال رسول الله : “يابن صياد قد خبأت لك خبأه” (والمعنى انني اخترت لك كلمه في نفسي حاول أن تعرف ماهي).
فقال ابن صياد : ‘ الدخ.. الدخ.. الدخ ‘ .
فقاله له رسول الله : “أخسأ فلن تعدو قدرك” .. (اي أن تعلوا منزلتك عن هذا ، وهو تسخير الجن لسماع ما يفكر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم سأله رسول الله : “ماذا ترى” .
ليجيب ابن صياد أرى عرشا على الماء.
يرد عليه رسولنا الكريم : “رأيت الشيطان والعياذ بالله”.
ثم أن عمر سأل النبي ما خبأت له يارسول الله فقال: “خبأت له كلمة (الدخان) وعرف ابن صياد نصفها عندما قال الدخ – الدخ ” .
فأنتشر أمر ابن صياد وشكوك النبي فيه بين الناس حتى ان
سيدنا عمر بن الخطاب كان يقسم أن ابن صياد هو الدجال وكان رسول الله لا يعترض ذلك ولا ينكر عليه ، لأنه يشك أنه هو لدرجة حاول سيدنا عمر قتله فقال عمر يارسول الله دعني اقطع عنقه ، فقال له رسول الله : “دعه يا عمر فإذا كان هو الدجال فلن تسلط عليه وإذا لم يكن هو فلا خير لك في قتله”. بمعنى “اتركه لو كان الدجال فلن تستطيع قتله ولو لم يكن هو ستأخذ ذنبه”.
وبعد وفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقعت أحداث كثيرة بعدها منها انتشار خبر ابن صياد الذي أصبح من التجار وله مال وولد كثير ، رغم ذلك اعتقد الجميع أنه هو المسيح الدجال نفسه.
روى عبد الله بن عمر بن الخطاب حادثة حدثت له بعد وفاه الرسول مع ابن صياد أنه رآه ومعه مجموعه من الصحابة رضوان الله عليهم في أحد أزقة المدينة وإذا ابن صياد قد أصبح أعور ، فتوجه إليه ابن عمر وقال له متى فعلت عينك ما أرى يابن صياد؟
فقال لا أدري قمت ووجدتها هكذا .
فقال له ابن عمر لا تدري عن عينك وهي في رأسك ..!!
فقال ابن صياد لو شاء الله لجعلها في عصاك .
فغضب عليه ابن عمر وضربه بالعصا التي كانت معه ، عندها غضب ابن صياد غضبه شديدة وانتفخ انتفاخه عجيبة لم نر مثلها حتى انه سد الزقاق كله.
قال ابن عمر : فتوجهت بعدها إلى بيت أختي حفصة (أم المؤمنين وزوج النبي عليه الصلاة والسلام) وأخبرتها ماحدث لي مع ابن صياد فلامتني على ذلك وقالت لي ألا تعلم أن النبي قد أخبرنا أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها.
وفي يوم استغربه الجميع دخل ابن صياد الإسلام في محاولة للتخلص من تهمة أنه المسيح الدجال ، لكن رغم إسلامه كان الصحابة يتجنبونه ، إحساس بعدم الراحة كلما اقترب منهم ، إحساس بأنه لا يجب أن تمنحه ثقتك.
في احدى المرات توجه ابن صياد للحج وكان معه أبو سعيد الخضري ، وفي طريق عودتهم جلسوا لبعض الراحة ، الناس بمجرد أن لمحوا ابن صياد ابتعدوا عنه ولم يبق معه إلا أبو سعيد الذي حاول الابتعاد عنه بطريقة لبقة ، جلس قربه ابن صياد وقال له بمعنى تعبت من التهم التي يرمونني بها أني المسيح الدجال ، لقد سمعتم جميعا خطبة رسول الله على الدجال ، الدجال كافر وأنا مسلم ، الدجال لا يدخل مكة وأنا كنت فيها معك للتو ، الرسول قال أنه لن يكون له ولد وأنا لي كثير من الأبناء ، ليرد عليه أبو سعيد بمعنى ، ماذا ستفعل إن عُرِض عليك أن تكون الدجال ، فقال ابن صياد أوافق لكنني لست الدجال .. يمكن أن أعطيك إسمه وإسم والده ومن أين سيظهر وأين هو الآن ، وترك أبو سعيد وذهب..
كان ابن صياد يحارب مع المسلمين ورغم ذلك لا يكلمه أحد منهم وكانوا يسمونه الـ,ـدجال.
أخر أيامه :
في آخر حياته مات له كل أولاده مما زاد في الشك أنه هو الدجال ، وفي الحرب المـ,ـعروفة ب”الحرة” والتي تواجه فيها الحجاج بن يوسف الثقفي وأهل المدينة ، خرج ابن صياد ليحارب مع أهل المديـ,ــ,ـنةوفي وسط الحرب اختفى ، لم يمت ، ولم يره أحد وهو يسقط في ساحة الحرب ، ولم يكن بين جثت القتلى ولم يكن بين الأسرى ولم يكن بين الأحياء ، فقط اختفى ..!!
بعضهم قال أنه هو الدجال نفسه وبعضهم قال أنه ساحر كبير ، وبعضهم قال كان يتلبسـ,ـه الشيطان ، جميعهم أجمعوا أنه كان يهودي وكان أعور وكان صاحب قدرات وأنه اختفى بلا أثر.
سيخطر على بالكم سؤال كيف أن رسول الله لـ,ـم يكن عنده الخبر اليقين هل ابن صياد هو الدجال أم لا ؟
لو أراد الله أن يُثبت أو ينفي لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام حقيقة ابن صياد لفعل ولكن الله يعلم أن رسوله الكريم لن ينتظر حتى يُبلِّغ أمته إن كان هو الدجال بالفعل أو لا ، وحينها لن يصبح الدجال فتنة واختباراً من الله لعباده المؤمنين ، تخيل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أكد لنا أنه كان هو أو نفى كونه هو لكان الأمر خرج من كونه فتنة آخر الزمان ، نسأل الله الثبات والنجاة من الفتن والله أعلى وأعلم.
مصدر :
– البداية والنهاية – لإبن كثير