منوعات

ما معنى ز بر الحديد في قوله تعالى آتوني ز بر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين

أعطوني قـ،ـطع الحديد، حتى إذا جاؤوا به ووضعوه وحاذوا به جانبي الجبلين، قال للعمال: أجِّجوا النـ،ـار، حتى إذا صار الحديد كله نـ،ـارًا، قال: أعطوني نحاسًا أُفرغه عليه.

المختصر في التفسير: شرح المعنى باختصا

أحْضِروا قِطَـ،ـع الحديد، فأحضروها فطفق يبني بها بين الجبلين، حتى إذا ساواهما ببنائه قال للعمال: أشعلوا النـ،ـار على هذه القـ،ـطع، حتى إذا احمرت قطـ،ـع الحديد قال: أحضروا نحاسًا أصبّه عليه.

تفسير الجلالين: معنى وتأويل الآية 9.6

«آتوني زبر الحديد» قطعه على قدر الحجارة التي يبني بها فبنى بها وجعل بينها الحطب والفحم «حتى إذا ساوى بين الصدفين» بضم الحرفين وفتحهما وضم الأول وسكون الثاني، أي جانبي الجبلين بالبناء ووضع المنافخ والنـ،ـار حول ذلك «قال انفخوا» فنفخوا «حتى إذا جعله» أي الحديد «نـ،ـارا» أي كالنـ،ـار «قال آتوني أفرغ عليه قِطرا» هو النحاس المذاب تنازع فيه الفعلان، وحذف من الأول لإعمال الثاني النحاس المذاب على الحديد المحمى فدخل بين زبره فصارا شيئا واحدا.

تفسير السعدي: آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين

{ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ْ}- أي: قطـ،ـع الحديد، فأعطوه ذلك.{ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ ْ}- أي: الجبلين اللذين بني بينهما السد { قَالَ انْفُخُوا ْ} النـ،ـار- أي: أوقدوها إيقادا عظيما، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد { قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ْ}- أي: نحاسا مذابا، فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد استحكاما هائلا، وامتنع من وراءه من الناس، من ضرر يأجوج ومأجوج.

تفسير البغوي: مضمون الآية 96 من سورة الكهف

( آتوني ) أعطوني وقرأ أبو بكر: ” ائتوني ” أي جيئوني ( زبر الحديد ) أي قطـ،ـع الحديد واحدتها زبرة، فآتوه بها وبالحطب وجعل بعضها على بعض، فلم يزل يجعل الحديد على الحطب والحطب على الحديد ( حتى إذا ساوى بين الصدفين ) قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب: بضم الصاد والدال وجزم أبو بكر الدال وقرأ الآخرون بفتحها، وهما الجبلان ساوى: أي سوى بين طرفي الجبلين.

( قال انفخوا ) وفي القصة: أنه جعل الفحم والحطب في خلال زبر الحديد، ثم قال: انفخوا، يعني: في النـ،ـار.

( حتى إذا جعله نارا ) أي صار الحديد نـ،ـارا، ( قال آتوني ) قرأ حمزة وأبو بكر وصلا وقرأ الآخرون بقطع الألف.

( أفرغ عليه قطرا ) أي: [ آتوني قطرا أفرغ عليه، و” الإفراغ “: الصب، و” القطر “: هو النحاس المذاب فجعلت النـ،ـار تأكل الحطب ويصير النحاس ] مكان الحطب حتى لزم الحديد النحاس.

قال قتادة: هو كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء.

وفي القصة: أن عرضه كان خمسين ذراعا وارتفاعه مائتي ذراع، وطوله فرسخ.

التفسير الوسيط: ويستفاد من هذه الآية

ثم شـ،ـرع في تنفيذ ما راموه منه من عون فقال لهم: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ…

والزبر- كالغرف- جمع زبره- كغرفة- وهي القطعة الكبيرة من الحديد وأصل الزبر.

الاجتماع ومنه زبرة الأسد لما اجتمع من الشعر على كاهله.

ويقال: زبرت الكتاب أى كتبته وجمعت حروفه.

أى: أحضروا لي الكثير من قطع الحديد الكبيرة، فأحضروا له ما أراد حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ أى بين جانبي الجبلين.

وسمى كل واحد من الجانبين صدفا.

لكونه مصادفا ومقابلا ومحاذيا للآخر، مأخوذ من قولهم صادفت الرجل: أى: قابلته ولاقيته، ولذا لا يقال للمفرد صدف حتى يصادفه الآخر، فهو من الأسماء المتضايفة كالشفع والزوج.

وقوله: قالَ انْفُخُوا أى النـ،ـار على هذه القطع الكبيرة من الحديد الموضوع بين الصدفين.

وقوله: حَتَّى إِذا جَعَلَهُ نـ،ـارًا أى: حتى إذا صارت قـ،ـطع الحديد الكبيرة كالنـ،ـار في احمرارها وشدة توهجها قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا أى: نحاسا أو رصاصا مذابا، وسمى بذلك لأنه إذا أذيب صار يقطر كما يقطر الماء.

أى: قال لهم أحضروا لي قطـ،ـع الحديد الكبيرة، فلما أحضروها له، أخذ يبنى شيئا فشيئا حتى إذا ساوى بين جانبي الجبلين بقطع الحديد، قال لهم: أوقدوا النـ،ـار وانفخوا فيها بالكيران وما يشبهها لتسخين هذه القـ،ـطع من الحديد وتليينها، ففعلوا ما أمرهم به، حتى صارت تلك القطع تشبه النـ،ـار في حرارتها وهيئتها، قال أحضروا لي نحاسا مذابا، لكي أفرغه على تلك القطـ،ـع من الحديد لتزداد صلابة ومتانة وقوة.

وبذلك يكون ذو القرنين قد لبى دعوة أولئك القوم في بناء السد.

وبناه لهم بطريقة محكمة سليمة، اهتدى بها العقلاء في تقوية الحديد والمبانى في العصر الحديث.

وكان الداعي له لهذا العمل الضخم، الحيلولة بين هؤلاء القوم، وبين يأجوج ومأجوج الذين يفسـ،ـدون في الأرض ولا يصلحون.

آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين: تفسير ابن كثير

{ أجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد } والزبر: جمع زبرة، وهي القطعة منه ؛ قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وهي كاللبنة، يقال: كل لبنة [ زنة ] قنطار بالدمشقي، أو تزيد عليه.

{ حتى إذا ساوى بين الصدفين } أي: وضـ،ـع بعضه على بعض من الأساس حتى إذا حاذى به رءوس الجبلين طولا وعرضا. واختلفوا في مساحة عرضه وطوله على أقوال. { قال انفخوا } أي: أجج عليه النـ،ـار حتى صار كله نـ،ـارا، { قال آتوني أفرغ عليه قطرا } قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، والسدي: هو النحاس. وزاد بعضهم: المذاب. ويستشهد بقوله تعالى: { وأسلنا له عين القطر } [ سبإ: 12 ] ولهذا يشبه بالبرد المحبر.

قال ابن جرير: حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا قال: يا رسول الله، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج، قال: ” انعته لي ” قال: كالبرد المحبر، طريقة سوداء. وطريقة حمراء. قال: ” قد رأيته “. هذا حديث مرسل.

وقد بعث الخليفة الواثق في دولته بعض أمرائه، ووجه معه جيشا سرية، لينظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا. فتوصلوا من بلاد إلى بلاد، ومن ملك إلى ملك، حتى وصلوا إليه، ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس، وذكروا أنهم رأوا فيه بابا عظيما، وعليه أقفال عظيمة، ورأوا بقية اللبن والعمل في برج هناك. وأن عنده حرسا من الملوك المتاخمة له، وأنه منيف عال، شاهق، لا يستطاع ولا ما حوله من الجبال. ثم رجعوا إلى بلادهم، وكانت غيبتهم أكثر من سنتين، وشاهدوا أهوالا وعجائب.

ثم قال الله تعالى:

تفسير القرطبي: معنى الآية 96 من سورة الكهف

قوله تعالى: آتوني زبر الحديد أي أعطوني زبر الحديد وناولونيها أمرهم بنقل الآلة، وهذا كله إنما هو استدعاء العطية التي بغير معنى الهبة، وإنما هو استدعاء للمناولة، لأنه قد ارتبط من قوله: إنه لا يأخذ منهم الخرج فلم يبق إلا استدعاء المناولة، وأعمال الأبدان.

و زبر الحديد قطع الحديد.

وأصل الكلمة الاجتماع، ومنه زبرة الأسد لما اجتمع من الشعر على كاهله.

وزبرت الكتاب أي كتبته وجمعت حروفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل