منوعات

المطارد

المطارد

استرها علينا يارب استرها.

هم يونس بالرد ولكن أوقفه هذا الصوت القوي والذى أجفل الثلاثة منتفضين .

تكلم سالم وهو يتناول ببندقيته لينهض بسرعة ليتفقد الوضع من سور السطح

ياساتر يارب! ضړب الڼار دا جاي منين!

دا لازم الحرامية نزلوا البلد تاني دي باينها ليلة مجندلة من اولها الواحد كان قلبه حاسس

قالها يونس وهو ينهض أيضا مع أخيه ليتفقدا الطريق المؤدي للجبل والمنازل والطرقات المتفرقة على مرأى أبصارهم.

أردفت يمنى پ وهي تقف على مسافة قريبة منهم

يابويا تعالى أنزل شوية وأعملوها دوريات انت وعمى.

سالم وهو ممسك بسلاحھ بحذر وعينيه تنظر بعيدا بترقب وتركيز

انزلي أنتي يا يمنى وأتأكدي من قفل الشبابيك والأبواب كويس.

همت لتجادل أباها ولكن مع انطلاق سيل الطلقات الڼارية مرة ثانية اللجمها الخۏف عن الحديث فصمتت تنظر بالقرب منهم بقلق

ياساتر يارب صوت الضړب مش راضي يوقف هو أيه اللي حاصل بالظبط

قالها يونس وهو ينظر لأخيه الكبير سالم بړعب جلي والذى بادله الاخر نظرته بقلق بالغ.

ربنا يستر يايونس دا انت بينك صدقت لما قولت عليها ليلة مجندلة من اولها.

يمنى وهي تنتفض من الخۏف خرج صوتها بارتعاش

يا بويا أرجوك تنزل أنت وعمي دلوقتي وبعدين اطلعوا على ما يسكت ضړب الڼار دا شوية في الليلة اللي ما راضية تعدي دي !

نهر سالم ابنته بعد أن أجفل لرؤيتها ثانية يخاطبها بنبرة حانقة

أنت لسه جاعدة مكانك يا يمنى أخلصي يابت انزلي وأعملي اللي جولتلك عليه.

لكن يابويا..

اخلصي يا

يمنى وأكدي كويس على قفلهم.

قالها سالم بقوة وحسم فأذعنت يمنى مضطرة ونزلت الدرج بخطوات مثقلة وذهنها مشتت ا وإشفاقا على أبيها وعمها الشاب وبداخلها تردد في الأدعية الحافظة حتى ينجي الله الاثنان

تنفيذا لقرار أبيها بدأت يمنى بغرفة أخواتها البنات سمر و ندى شقيقاتها الصغار اقتربت من فراش كل واحدة منهن تعيد عليها الغطاء وهي نائمة وبعدها توجهت للنافذة الخشب وأغلقتها باحكام ثم خرجت لغرفة أخيها الصغير وجدته نائما هو الاخر فعلت معه نفس الشيء وكررت كذلك بجميع نوافذ المنزل والابواب ولم يتبقى غير المطبخ والذي ما إن دخلته لتقفل نافذته الوحيدة وهمت بأشعال الضوء وجدت كفا غليظة وكبيرة تطبق على انفاسها وذراعا تشل حركتها حاولت الصړاخ والمقاومة لكنها لم تفلح مع هذه القوة الجسمانية الضخمة لتفاجأ بصوته الخفيض الأجش يقول

أهدي ما اسمعش نفسك انا مش قاصد أاذيكي لكن لو جبرتيني هاعملها إهدي كده واسمعي الكلام لو هديتي هفكك بس لو صوتك طلع هخلص عليكى حالا.

زامت بصوتها من تحت كفه وهي تحاول عبثا الإفلات مما أضطره للزمجرة وهو يضغط بذارعيه عليها ليسيطر على حركتها أكثر مع مراعاته لضعف جسدها الهزيل فقال بنبرة حانقة من تحت أسنانه

الله ېخرب بيت ابوكي ياشيخة انا مش عايز اللمسك غلط لتفكري بيا حاجة عفشة اهدي شوية عشان يدي ماتخونيش وبعدها انتي اللي هاتندمي

هدأت قليلا وهي تستوعب معنى كلماته ومقصده فاستغل هو سكون حركتها قليلا ليقول بټهديد

شاطرة وجدعة انك فهمتي ممكن بقى ياحلوة تستوعبي كمان بقية الكلام عشان افك يدي عنك ولا ناوية لسة تتعبيني

أومأت له برأسها ا مع ازدياد وتيرة أنفاسها المضطربة بړعب بعد لحظات قليلة من شعوره بسكون حركتها واطمئنانه قليلا بطاعته رفع كفه عن فمها وفك ذراعه عنها بحذر وبطء تسمرت محلها غير قادرة على الألتفاف وهي تجاهد لعدم إظهار رعبها وجسدها ينتفض من رأسها لأخمص قدميها وجهها للحائط وصوت تنفسها يكاد أن يخرج للخارج المطبخ سمعت صوته من الخلف يأمرها

لفي جسمك عشان تشوفيني .

كانت تشعر بتخشب جسدها وبالشلل اصاب رقبتها حتى للألتفاف نحو رؤية هذا الرجل المجهول الواقف خلفها وحرارة انفاسه تلفح عنقها من الخلف حاولت التحرك ولكنها فشلت ويبدوا انه شعر بما أصابها سقط قلبها من الړعب حينما فاجأها بوضع كفيه الكبيرتان فوق اكتافها وصوته الرخيم همس بأذنها

ياريت تكملي بهدوئك دا ورزانتك كدة على طول عشان لاتتعبيني ولا اتعبك يابت الناس ماشي .

انهى جملته الأخيرة ليدير جسدها بأكمله اليه وهي كالمغيبة تتحرك معه مستسلمة صامتة پ تجهل ما ستراه وما سيفعله معها هذا الغريب والأفكار البشعة برأسها تصور لها أسوء السي يوهات فهي وحدها يقظة في البيت والجميع نائمون عدا عمها وابيها الجالسان فوق السطح وهما لن يشعروا بها أو يأتوا لنجدتها سوى اذا صړخت ولكن كيف تفعل وقد هددها

شهقت مصډومة وتوسعت عيناها بشكل مخيف حينما رأته أمامها بطوله الفارع وملا السوداء ملثم الوجه بشال من الصوف الذي يشبه شال عمها يونس لا يظهر منه غير هاتان العينان العميقتان بلونهم البني ونظرتهم الحادة والقادرة على قټلها ا تحاوطها رموش سوداء طويلة للغاية هذه العينان تعلمهم جيدا رسمتهم قبل ذلك في اوراقها عدة مرات لا تعلم عددهم وذلك لأنها هي نفسها ما تراودها هذه الأيام في أحلامها هذه

الايام بشكل متكرر ومستمر!

….يتبع

الفصل الثاني بقلم امل نصر

انت مين

سؤال بسيط خرج منها بعفوية ودون أن تفكر وكأنها نسيت الظرف

للمتابعة اختار متابعة القراءة :

3

المطارد

المقيت وعادت لأحلامها وهاتان العينان العميقة والغريبة بنظرتها الحادة والتي تحولت لمخيفة بعد سماع السؤال فصړخ فيها بصوت خفيض من تحت اسنانه

انت مالك أنتي انا مين وصفتي إيه انتي تجاوبي وبس هو انا جاي اتعرف بيكي.

عادت للواقع المخيف وهي تومئ برأسها إذعانا ا منه

أنتي بقى البت الممرضة

سأل هو بخشونة اهتزت هي حدقتيها بريبة وتوجس قبل أن تجيبه بإرتباك

أنا لسه بدرس يعني بس في نهائى تمريض.

لوح بيده امامها وهو يقول بټهديد

طب اسمعى الكلام دا كويس أنتي هاتطلعي معايا دلوك على طول من غير نفس ولا صوت انا مش هائذيكي انا بس هاخدك تعالجيني وأرجعك بعدها سليمة من غير ما امسك بأي سوء.

شحب وجهها كالأموات وهي تستوعب فحوى كلماته فهتفت باعتراض

اجي معاك فين هو أنت اټجنن…

لم يمهلها لتكمل فيسمع صوتها من اهل المنزل أطبق بكفه مرة ثانية على فمها ودفعها للخلف يهدر عليها جازا على أسنانه

انا مش منبه ماسمعش حسك ولا انك تعملي معايا اي حركة قرعة تنبهي بيها اهلك ولا يكونش عايزاني ااذيكي .

أومأت برأسها ودماعاتها هطلت على كفه المطبقة بقوة على فمها تنفس بخشونة قبل ان يعيد طلبه منها

هاتيجي معايا وتعالجيني زي اي فرد من البلد تاخدي اجرتك وترجعي قبل أي حد من اهلك ما يصحى ويحس بيكي

حركت رأسها رافضة فازدات حدة أنفاسه وهو يرمقها پ حارق ثم مالبث ان يدفعها نحوه كي يسيطر على حركتها مرة وهو يسحبها من ذراعها و صوته يخرج بتوعد

أنا كنت عارف من الأول إن هاتتعبيني بس انا قولت اعمل الي عليا!

حاولت بكل قوتها ان ټقاومه بشراسة لتنزع نفسها من هذا المچنون او حتى يسمع أحد من أهلها صوتها فينجدها ولكنها لم تفلح أبدا امام القوة البدنية الهائلة له وهي صغيرة وجسدها ضعيف سمعت منه صوت تأوه پألم يكتمه وهو يخرج بها من باب المطبخ الخشبي ولكنه استمر بسحبها للخروج من المنزل وكأنها تساق لمنصة الإعدام حتى يأست واصبحت دموعها تتدفق بغرازة من هذا المصير المجهول ولكن مع سماع هذا الصوت الدافئ القوي الذي أتى فجأة دون مقدمات سكنت حركتها مع توقف خطواته هو الاخر!

سيبها بدل ما أخلص عليك .

قالها سالم أبيها وهو مصوب بندقيته على رأس الملثم توقعت منه تركها في الحال ولكنه ظل ممسكا بها وهو ساكن دون حركة.

كرر أبيها بصوت أشد وأقوى

بقولك سيبها ياعديم الشرف يابن ال…. بدل ما أفرغ رصـ,,ــاص بندقيتي كلها فيك.

أفلتها فجأه وتركها ليلتفت نحو أبيها ينظر إليه بتحدى ووعيد وهو يومئ له بسبابته ناحية صدره

بقى أنا ابن ال…… وعديم الشرف انت قد كلامك ده

سالم وقد تراجع خطوات قليلة ومازال مصوب البندقية بوجه الغريب قال بازدراء

لا أنت عايزني اسقفلك وأنا شايفك بتسحب بنتي وټخطفها!

ظل ساكنا دون أن ينطق بكلمة ولكنه كان ينظر لسالم بكل تحدي.

انت مين ياض اكشف وشك خليني اشوفك.

سأل سالم وهو مازال مصوب البندقية نحوه والأخر لا يهتز او تتحرك شعرة واحدة منه أو ينطق بكلمة أيضا.

صړخ عليه سالم بصوت قوي أيقظ جميع من في المنزل قائلا

أكشف وشك ياض ولا اكشفهولك

هنا فقط تكلم وهو يلوح بيده بصوت خفيض ومريب قال

حاول بس انك تتجرأ وتمد أيدك ناحيتي عشان اقطعهالك!

تبسم سالم لهذا الغريب قائلا بسخرية

دا انت كمان بجح ولسانك طويل! دا غير انك مستعفي ومستقوي قلبك قدامنا قولي

ياض هو انت شارب ولا مبلبع حاجة قبل ماتيجي عندينا وتورينا طلعتك البهية دي

اهتزاز راس الغريب أظهرت ابتسامة ساخرة باتساع بلا مبالاة رغم تلثم نصف وجهه ليزداد الحنق بقلب سالم الذي كان يزئر بغيظ ونفاذ صبر منه كل هذا أمام يمنى المستند بظهرها على الحائط ترتجف من الخۏف ودموعها تهطل بصمت وهي تراقب الاثنان وكأنها ترى مشهد سينمائي أمامها وهي بعالم آخر الټفت فجأة على صوت والدتها الذي صدر من الخلف

ايه الډم ده

قالت نجيه بجزع وهي تنظر إلى الحائط الخارجي للمطبخ بعد أن استيقظت وخرجت من غرفتها.

انتقلت نظرات الثلاثة ناحيتها وبقعة الډم الكبيرة في الحائط عادت يمنى للواقع وهي ترفع كفيها دون تفكير لتجد آثار الډماء بهما فأنتقلت بأنظارها إلى هذا الغريب الواقف أمامهم بكل ثبات وجلبابه مغرق بالډـ,,ــماء ناحية ذراعه الايسر والكتف ومع ذلك لم يهتز بحركة واحدة حتى!

صاح عليه سالم بعدها پجنون.

أنت أيه حكايتك ياجدع انت رد عليا! بدل ما أنت واقف كده زي الحيطة وساكت.

رد أخيرا الرجل الغريب فقال بهدوء .

حكايتي ملكش دعوة بيها أما بقى حكاية إني أخطف بنتك فأديك عرفت السبب عشان تطلعلي الطلقة اللى في كتفي وتطهرلي الچرح يعني أنت دلوقتي تسيبها تطلع معايا ولو أنت عايز تيجي معاها يبقى اخلص عشان تنزلوا قبل الفجر.

هز سالم راسه واصدر ضحكة ساخرة وهو يقول

أنت مچنون ولا حاصل في عقلك حاجة بقى عايزني أطلع أنا وبنتي معاك الجبل

قولتلك هرجعكم قبل الفجر.

قالها الآخر بقوة فرد سالم بصوت أعلى

المطارد

وأشد وهو يلوح ببندقيته

أخلص أنت وغور من وشي أنا صبري نفد وكلمة تانية وهفرغ بندقيتي كلها فيك وأنت اساسا ملكش دية.

وبدون سابق إنذار شد هذا الغريب البندقية من سالم وباغته بضړبة في رأسه جعلته يترنح وقبل ان يسقط أرضا كانت البندقية في يد الغريب الملثم ترافقه صرخات يمنى ووالدتها نجية كل هذا حدث في ثوان بسيطة.

وضع سالم يده على رأسه يأن الما والآخر ينظر إليه من علو بظفر وانتصار قبل أن يقول بتشفي

ها ايه رأيك بقى تحب افرغها انا دلوك فيك

رمقه سالم بكره وڠضب وزوجته تندب على خديها وبجوراها التصقت يمنى تعاود البكاء فزفر الرجل الغريب ب وهو يردف بتعب

اسمعني كويس أنا مش هأذى بنتك ولا أضرها أنا هاخدها بس تعالجني وبقولهالك تاني اها لو عايز تيجي معاها تعالى وأنا هرجعكم قبل الفجـ،ـــر.

رد سالم وهو يحاول رفع نفسه عن الارض

دا على چثتي أن اخليها تطلع الجبل اموتها احسن ولا تطلع معاك!

هدر عليه الآخر بصوت جمهوري بعد أن فقد إتزانه

وانا بقولك هاخدها يعني هاخدها انا يا يا النهاردة.

تدخلت نجية ببنهم هاتفة بحل وسط

طب خلاص يابني أقعد أنت هنا وأحنا هنعالجك ونطلعلك الړصــ،ــاصة.

آه وتجيبولي البوليس ياخدني وانا على سريري دا أنا مأمنش أديكم ضهري!

قال الأخيرة بصړاخ فى نجية ليستغل سالم هفوته ويمسك بالبندقية ويحاول تخليصها من يده أو إسقاطه أرضا ولكنه تماسك قبل أن يسقط

فغلت بداخله النيران ليصوب نحو سالم بالبندقية نحو صدره قبل أن يردف پ مكبوت

متخلنيش أئذيك أنت راجل كبير وأنا مش عايز أيتملك عيالك يظهر ان الزوق منفعش معاكم بس انت اللى جبته لنفسك اخلصي يابت انجري جدامي

هدر الأخيرة في يمنى التي أخذت تبكي بعويل.

فصاح نحوها أبيها بټهـ,,ــديد ووعيد

أياك تتحركي يا بت من مكانك لاحسن اقطع خبرك.

فصړخ الرجل الملثم بصوت ۏحشي

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل