
تمالكت أعصابي وكنت متخيلة إن مولي هتتجنب اللي خلفوني وتحل عن سمايا … لكن مولي خيبت آمالي وجت وانا ماشية وقّفتني في الجراج عند عربيتي وقالت لي إني أحرجتها وطلبِت مني أعتذر لها لأن رد فعلي ضايقها جداً!
فضلْت باصة لها شوية وانا بتجنب أقول كل الشتيمة اللي جت في بالي وكل الشتيمة اللي جت في بال المترجمة دلوقتي! وسيبتها وركبت عربيتي ومشيت!
وانا في الطريق واحدة من أصحابي في الشغل كلمتني وقالت إن مولي قاعدة مع “كيت” – دي صاحبتها من الاتش آر – وبتقدم فيا شكوى إني هزأتها أدام الناس!
يا صلاه العيد! دي المثل الحي لـ ضربني وبكى وسبقني واشتكى!
تمام!
تاني يوم الصبح وصلت الشغل بدري ساعة عن معادي وفتحت ملف كتبت فيه كل مرة مولي أساءت ليا أدام الكل أو رمتني بكلام حقير أو أشارت إني مش مناسبة للمكان لمجرد إني عاملة إجراء تجميلي مالوش علاقة بقواعد الشركة ولا بيمنعني عن أداء شغلي!
بعد ما خلصت الملف اكتشفت إن قلبي اسود أوي ومحتفظة في ذاكرتي بكل كلمة قالتها فعلاً!
الـ 8 اللي كانوا معانا على الترابيزة جم وطلبت منهم لو طلبتهم للشهادة يقولوا الحقيقة.
5 منهم تطوعوا وكتبوا جوابات مضوها باسمهم بشهادتهم للواقع، والتلاتة الباقيين قالوا لو اتطلبوا هيشهدوا، بس يفضّلوا يكونوا بره الدراما دي كلها!
مش قادرة ألومهم حقيقي!
لما جه معاد الشغل بفتح الايميل لقيت ايميل من الاتش آر بيقول إني مطلوبة لاجتماع معاهم الساعة 12 الضهر.
قبل الساعة 12 بربع ساعة أخدت الملف وجوابات الشهادات دي ودخلت مكتب الاتش آر، لقيت “كيت” في وشي تجاهلتها وخبطت على مكتب مديرة الاتش آر ودخلت، بصت لي بعدم فهم شرحت لها إني مطلوبة للتحقيق في شكوى ضدي، وإني – وطبقا للعقد بتاعي – من حقي أرفض الكلام من أي حد أحس إن حكمه هيكون متحيز، وبالتالي أنا برفض إن كيت تحقق في الشكوى دي بما أنها صديقة شخصية للي مقدمة الشكوى!
المديرة بصت لي وبصت لـ كيت اللي اترسم على وشها تعبير – روحي إلهي تنفضحي – بس ما اتكلمِتش! المديرة سألتني عرفت منين مين اللي مقدم الشكوى أصلا، قلت لها إن حصل خلاف امبارح وإني مش غبية والموضوع مش محتاج عبقرية يعني!
قامت بنفسها ودخلنا أوضة اجتماعات وقعدنا، قرأِت الشكوى وأنا قاعدة بسمع بصمت، وبعد ما خلصِت سألتني عن السبب اللي خلاني قلت عليها أدام الناس مهووسة ومختلة، طلعت الملف واديتهولها!
فتحِت الملف وبدأت تقرأه وبان على وشها إنها فعلاً متضايقة، بعد ما خلصِت فضلت باصة لي كأنها مش عارفة تقول إيه بالظبط!
قلت لها إن ملفاتي الطبية عندهم وأنا فعلياً ما كنتش مصابة أبداً بالسرطان، لكن في خلال 18 شهر فقدت جدتي وأمي وخالتي الصغيرة بسرطان الثدي! ده بجانب إن بنت خالتي الكبيرة تم تشخصيها بسرطان الثدي!
احتمالياتي للإصابة كانت عالية بالفعل، ولما عملت تحليل للأسف اتأكدت إن الموضوع مسألة وقت!
قررت إني أشتري نفسي وعملت جراحة لإزالة الثدي، الجراحة اللي سابتني بإحساس معقد جداً! زي ما يكون كنت شايلة قنبلة هتنفجر فيا في أي وقت لكنها اتشالت، في نفس الوقت كنت حاسة بالحزن وإني مش قادرة أبص لنفسي في المراية.
بعد شهور من العلاج النفسي الدكتورة اقترحت عليا عملية التجميل، العملية اللي لما عملتها ما كانتش بهدف إني ألفت الانتباه أو اكون ست مثيرة! أنا عملتها عشان أحس إني “ست طبيعية” حتى لو بإجراء مش طبيعي!
قلت لها إن كلام مولي أعاد عليا حالة الاكتئاب اللي مريت بيها بشكل أسوأ!
المديرة شكرتني وخرجت، بعدها تم استدعاء الـ 8 اللي كانوا موجودين وقت “انفجاري” في مولي، اللي كتبوا شهادتهم واللي ما كتبوش شهدوا باللي حصل فعلاً!
على الساعة 2 مولي اتطلبت لمكتب الاتش آر، قعدِت جوه ساعة وخرجِت معيطة وبتلم حاجتها وبتحسبن عليا عشان خربت بيتها، وإني أثبت إني ست صناعية وسيليكون لأن الستات المفروض يدعموا بعض!
بشكل كبير بعد ما مولي مشيت حسيت نفس إحساسي بعد ما اتخلصت من صدري! إني أخيراً قادرة أتنفس!
بس ده ما يمنعش إني أعتقد إن الوقت مناسب عشان أدور على شغل تاني في حتة تانية …
ما بقيتش مرتاحة هنا!
#ريديت