
الحكاية كاملة …
في يوم فرحي بعد كتب كتابي على طول لقيت حماتي أخدتني في أوضة جانبيه عندهم وادتني كوباية مياة وقالتلي اشرب
_ايه دا طيب
=دي مياة مقري عليها عشان تحفظكم
_مقري عليها ايه
=هيكون مقري عليها أغنية عبدالباسط بتاعت انا مش عارفني، مقري عليها أذكار يا ابراهيم، ماتشرب بقا وماتتعبنيش
_طب بنتك شربت
=اه دي شربت لما ارتوت وسيبتلك الكوباية دي بالعافية
_طب اديهالها تكمل انا مش عطشان
=ماهو انت لازم تشرب منها انت كمان عشان المفعول يسري بينكم
_ولا مفعول ولا مضاف إليه، يا ستي انا بخاف من الحاجات دي
=لو ماشربتش ممكن تتربطوا فتشوفك قرد لا سمح الله
_تشوفني قرد؟!!
=أماااااال -بصوت فريد الديب المحامي- وممكن انت تشوفها عرسه ولا سحلية
_هي وصلت للسحالي كمان
=يا بني البلد كلها حاسداكم وناظراكم، وقرايبك، أه منهم قرايبك دول
_مالهم دول كمان
=شوفتهم في المنام عاملين زي تعابين وحيات
_طب وقرايبكم؟
=عقارب وبرايص
_هو انا ليه حاسس ان احنا هنتزف في حديقة الحيوانات
=انت تعبتني معاك
_طب خدي منها بوق انتي الأول
=ماينفعش، دي معموله مخصوص ليكم انتوا الاتنين
_ليه،، معموله بالحمض النوو,,ي
=عيب يا ابراهيم تقول الكلام القبي,ح دا لحماتك كدا، اختشي عيب
_يا حماتي الحمض النووي حاجه كدة زي المادة الوراثية
=انت كمان بتفسر، لا لا انت زعلتني منك بجد
_احنا كدة مش هنوصل لنقطة تفاهم ابدا يا حماتي
=وانا مش هطلّع البت الا اما تشرب، انا مش مستغنية عنها ابدا تلوشها حاجه كده ولا كده
_طب هاتي الكوبايه وانا هشرب لوحدي
=لا لازم اشوفك وانت بتشربها قدام عيني
_طب بصي انا مش هشرب دلوقتي يا حماتي، مش عارف أبلع حتى ريقي، سيبيني بس اخد بنتك ونروح القاعة عشان اتأخرنا واهو السهرة لسه مطولة وهبقا أشرب واحنا هناك ف الفرح قبل ما نروّح على شقتنا…
فضلت واقفة ثواني محتارة وفي الاخر ردت
=أمري لله، بس مش هتدخلوا ابدا قبل ما تشرب …
روحت بعدها خدت العروسة وروحنا القاعة لكن حماتي فضلت زي الناضورجي حواليا، راحت فضت كوباية المياة دي تقريبا في ازازة مياة صغيرة وكل شويه تيجي جنبي وتقولي
_ها عطشت
=لسه
تغيب وتروح وتيجي تقول
_ها عطشت
=لسه
الرقص يشتغل والشباب تهيص والدنيا تروح وتيجي ودي واقفالي
_خلاويص
=لسه
لغااااية ما كنت خلاص هخد عروستي وهنقوم نمشي من الفرح، فبدأت وقتها بجد أشوفها بتتحول عالكرسي جنبي، بقا شكلها بيتغير بجد، حسيت اني أول مرة أشوفها، كأني قبل كده كنت بشوف وشها دا طاقة نور وخلاص،، ودلوقتي بدأ يظهرله ملامح
والغريب انها كانت ملامح غير الصورة اللي كنت راسمها في دماغي خالص
وشها فضل يرفع يرفع يرفع لغاية ما حسيت انه على ما نيجي نقوم هيختفي خالص، والاقيها مالهاش وش تكلمني
لكن الغريب ان في وسط دا كله لقيت حماتي جايه عليا جري وبتقول
_الحق يا ابراهيم
نسيت وش بنتها اللي اختفى وقمت وقفت
=خير يا حماتي هو في كارثه أكتر من اللي بتحصل قدامي دلوقتي
_بيقولوا الشقة بتاعتكم ولّعت والناس ملمومة هناك
=يا نهار مايعلم بيه الا ربنا دا انا دافع فيها دم قلبي دا انا اروح فيكوا في داهية
لقيتها بتناولني ازازة المياة وبتقول
_اشرب بقا رد روحك
=انتِ في ايه ولا ف ايه دلوقتي يا شيخه، حوشيهم بقا يمكن نحتاجهم واحنا بنطّفي
جيت اتحرك عشان اجري على ترابيزة اخواتي
لقيتها مسكت ايدي جامد وقالت
_مش هيطفي النار هناك الا إنك تشرب صدقني
نفضت ايدها وانا بقول
=على أساس ان الحريقة في بطني وعندي حمو
سيبتها وطلعت اجري على اخواتي ومنها طلعنا ف العربيات اللي كانت هتزفنا ع الشقة بتاعتي،
شقتي كانت دور اول علوي في اول البلد ع الطريق العمومي وماحاوليهاش عمار، تحتها محلات وفوقها مافيش أي مباني، البيت كان بتاعي وارثه عن أبويا وطلع عين أهلي على ما جهزته
لما قربنا كان البيت منور من بعيد وسط ضلمة الليل
كانت السنة اللهب طالعة من الشبابيك وواصلة للسطوح، كنت حاسس ان السطوح نفسها مولعه حتى المحلات المقفوله تحت كانت منورة كإن في نار جواها
كمان كان في نار في المدخل جوا بوابة العمارة الحديد والسنة اللهب بت,ضرب فيها
ركنا العربيات بعيد عن البيت، الناس والجيران اللي اتلمت كانوا خايفين يقربوا ،، والمطافي ماكنتش لسه قامت من النوم خصوصا انها كانت لسه هتيجي من المركز واحنا هنا بلد صغيرة
وقفنا جنب الناس بعيد وعرفنا ليه مابيقربوش
كانت الحرارة رهيبه كإننا قدام فرن واحنا واقفين بينا وبين البيت خمسين متر ..
بس الغريب ان فجأة سمعنا صوت صريخ جاي من جوه البيت، كان صوت صريخ عالي بعدها اتفتح شباك بع,نف والنار طلعت منه مندفعه لبره جامد ومع الحركة دي حسينا بهبّة هوا سخنه لفحت وشوشونا
لدرجة ان معظم الناس حوالينا طلعت تجري لبعيد وهي بتصرخ
_دا شغل عفاري,ت، دا شغل ج,ن
مافضلش ساعتها الا انا واخواتي وقرايبي وكان لسه في عربيات بتيجي من عند الفرح
وسط دا كله مديت ايدي في جيبي وعطيت مفتاح البوابة الحديد ل أحمد أخويا وانا ايدي بتترعش
_خد يا احمد افتح البوابة دي بسرعة يمكن نجيب جرادل ونملاها من الترعة ونعمل أي حاجه
لقيته بص لي باستغراب ورد
=بوابة ايه اللي افتحها دا انا واقف مكاني وحاسس اني بقيت نص سوى، وبعدين انت ماسمعتش الصريخ اللي جاي من جوه، انا بنطلوني اتبل يا ابراهيم ورجليا منملين، ادعي بس ان بتوع المطافي يوافقوا يقربوا لما ييجوا…
سمعت حد من ورا بيأمن على كلامه وبيقول
_دا بناطيل البلد كلها اتبلت مش انت لوحدك يا أحمد يا اخويا
وسط كلامنا كانت حماتي وصلت
جات مسكتني من ايدي وقالت
_يا بني اشرب المياة خلينا نخلص، اشرب عشان النا,ر دي تخمد، كان لازم تشرب اول ما كتبت الكتاب
بصيتلها للحظة وانا ساكت بعدها رديت
=يعني لو شربت النار دي هتطفي
_ايوة هتطفي في لمحة عين
=طب ومين هيرجعلي فرشي وشقا عمري
_اشرب بس ونلحق الدنيا وبعدها نشوف هنعمل ايه
مسكت الازازة من ايدها وبصيت ناحية البيت
بعدها شربت المياة
عشان فجأة يغمى عليا واقع ع الأرض
ماحستش بنفسي غير وانا بيفوقوني على سريري في شقتي
أول ما فتحت عينيا لقيت البيت سليم مافيهوش أي أثر لنار، وحواليا حماتي ومراتي واخواتي
اتنفضت قاعد وانا بقول بفرحة
_هو انا كنت بحلم ولا ايه، البيت سليم اهوه، مافيش نار ولا حاجه، انا كنت بحلم صح
رد أحمد أخويا
=والله اللي حصل أغرب من الأحلام، انت وقعت مغمى عليك من هنا والنار سكنت من هنا، مابقالهاش أي اثر الا الشباك اللي اتفتح، كإن النار دي كانت نور، او كان سحر، او نار لا مست خشب ولا مست جدران ولا فرش ولا أي حاجه
بصيت لحماتي وسألت
_طب ازاي؟؟
ابتسمت بلؤم وقالت
=لما تبقا تفوق نبقا نقعد مع بعض واحكيلك
بعدها وطت على ودني وقالت بصوت واطي
=المهم ماتدخلش بمراتك النهارده وبكرة بينا كلام
رديت بصوت عالي وسطهم
_دا اذا عرفت ادخل أصلا بعد الخضة التي اتخضيتها …
بدأوا ساعتها يمشوا وسابوني انا وهبة مراتي، لما خرجوا قلت اقوم احاول أعمل أي حاجه ومش شرط دخول دخول يعني،، كانت هي لسه واقفه بفستان الفرح وفاتحه الدولاب قدامها وزي ما تكون محتارة هتلبس ايه روحت قربت منها وحاولت أشيل طرحتها لقيتها اتدورت بسرعة ونفضت ايدي
رجعت لورا خطوة كده من المفاجأة
بعدها قلت بتهريج
_يعني طول الخطوبة كان ممنوع اللمس تماما وكان الكلام بالعافية وقلنا ماشي، وقلتو كتب الكتاب يوم الفرح وقلنا ماشي، انما بعد كل دا أجي المسك تنفضي ايدي …
ماتدورتش ناحيتي حتى ، ردت من غير ما تلف
=أمي قالتلك مافيش دخول النهاردة وانت وافقت، أصبر بقا لما تسمع منها
_طب ايه رأيك ان انا ماكنتش ناوي أدخل بس بمزاجي ،،انما امك ماعدش ليها حكم عليكي ولا عليا وهدخل الليلة دي
لقيتها ردت من غير ما تلتفت
=طب ابقا جرب كده
روحت ناحيتها والدم بيغلي في عروقي وشديتها دوّرتها ناحيتي عشان اعمل اي حاجه في ليلتي اللي مش فايته دي
لكن مجرد ما جيت أقرب وشي من وشها لقيت وشم زي نجمه سوده ظهر على أورتها ونني عينيها اتقلب بقا بلون الدم وفجأة نور الكهربا بدأ يضعف وسمعت زنه جاية من اللمبة كأنها هتنفجر وفجأة شباك الأوضة اتفتح ومع فتحته اتفتح كل ضرف الدولاب والتسريحة
وسط كل دا رجعت لورا خطوتين وبعدت عنها فلقيتها بتضحك بصوت عالي زي المجنونة ورافعة ايديها لفوق وبتلف كأنها بتطوح
لغاية ما وقعت ع الأرض بعنف وراسها اتخبطت في الارض
كنت رايح اتسحب ناحية باب الأوضة وهي وشها ناحية الأرض عشان انفد بجلدي
لكن فجأة رفعت وشها ناحيتي
كانت مبرقة ومرسوم الخ,وف والرع,ب على كل مللي في ملامحها، بعدها مسكت رقبتها بأيدها كأن حبل ملفوف حوالين رقبتها وبتحاول تشيله
بدأت تخد نفسها بالعافية وتشهق وتكح
ومدت ايدها التانية ناحيتي وقالت
_هموتك يا إبراهيم لو لمستها تاني
سيبتها وطلعت ناحية الصالة جري ومنها روحت أوضة الأطفال وقفلت على نفسي
اتكسفت انزل الشارع دلوقتي
الناس هتقول عليا ايه
مسكت تليفوني بإيد بتترعش واتصلت بأمها
لما ردت، من غير سلام عليكم قلت
_انتي تمضيني على قايمة بمليون جنية، دا انا هروح فيكوا في داهية، ما انتي أكيد عارفه ان بنتك ملبوسة وان دا مش هيظهر الا بعد الجواز
=قلتلك أصبر لما اجيلك الصبح وقلتلك ماتدخلش بيها الا اما اجيلك
_لا انا مش هصبر للصبح، ولا هي إكمنها يعني مش بنتك بنتك، وبنت جوزك الله يرحمه، فماصدقتي خلصتي منها
=عيب كده يا ابراهيم ماتخلينيش ازعل منك
_لا ازعلي مني وتعاليلي يلا عشان نفض الليلة دي
=طب يا ابراهيم الصباح رباح وهجيلك انا واخوك الكبير بكرة
_ومالو اخويا الكبير بالقصة دي
قفلت الخط وماردتش عليا فاتصلت ب احمد اخويا
اول ما رد قلتله بانفعال
_انت تعرف حاجه مخبيها عني
=حاجة ايه بس اللي هخبيها عنك
_حاجه بخصوص جوازي من هبة او حاجه بخصوص مرات ابوها
_الحاجه بخصوصك انت يا ابراهيم
=حاجة ايه اللي بخصوصي
_ماهو المشكلة انك مابتصدقش
=انت هتجنني معاك، مابصدقش ايه
_انت يا ابراهيم اللي عندك العلة
=علة ايه يا جدع انت كمان
_اصبر للصبح وهاجي انا والست نجاة نتكلم معاك، وخلي بالك احنا اقنعناها بجوازك من بنتها بالضالين
قفلت معاه وانا مش فاهم أي حاجه
علة ايه اللي عندي، انا ماعنديش علل
فضلت قاعد على طرف السرير ف الاوضة الاضافي لغاية ما من شدة التعب غفّلت في مكاني
لكن صحيت بعد قيمة ساعة
طلعت بره ناحية الصالة لقيت هبة مراتي قافلة باب اوضتها عليها
مشيت ناحية باب الشقة ببطء
فتحت الباب وطلعت للسطوح
ماكنتش عارف انا طالع السطوح ليه لكن لما وصلت لقيت الاوضة اللي فوق السطح منورة وسط الضلمة
النور خارج من تحت عقب بابها ومن بين شيش شباكها
روحت فتحت الباب ودخلت لقيت النور فيها أصفر ومافيهاش أي حاجه الا سريري اللي عليها
روحت قعدت على طرف السرير وبدأت أدور بوشي على الحيطان بتاعتها البيضة
بدأ وقتها يظهر رموز وتختفي ع الحيطة
دواير جواها مربعات صغيرة
مثلثات متقسمه من قلبها لمثلثات أصغر
جداول وارقام وحروف
أقزام ليها شعر طويل مجدول وعيون حمرة بلون الدم ماشيه في الجدران الاربعه من تحت
طيور بدأت تتحرك كانها بتطير جوا الجدران
كنت بتلفت في الأوضة زي المج,نون
لغاية ما ظهرت أنثى متغطية بملاية سودة مغطية كل جسمها
ظهرت في الجدار اللي قصادي
ومامرش لحظة ولقيتها اختفت من الجدار وظهرت واقفه قدامي
رفعت ايدها على راسي فشوفت ايدها زي عضم اسود ومكسي بطبقة جلد شاحب
وطت على ودني وقالت
_انت ملكي باختيارك، ومحكوم على كل قرين ليك بالموت، إنس أو جن
حاولت انفض ايدها واطلع أجري لبره لكن لقتني متكتف، حاولت أصرخ ماطلعش صوتي بره حلقي، فضلت اتنفض في مكاني وانا حاسس بيها بتزقني ترميني على ضهري على سريري وبدأت أحس ….
عيب احنا مابنكتبش قلة أدب هنا
بعدها غيمت الدنيا في عينيا وصحيت على حاجه بتهزني
فتحت لقيتني نايم في الأوضة الإضافي وأحمد أخويا بيهزني وبيصحيني وواقفة جنبه حماتي ومراتي
قمت اتعدلت في سريري فلقيت حماتي بتقول
_ها، فاكر انك شفتها امبارح؟
=هي مين؟
_ايه اللي هي مين، شوفتها ولا ماشفتهاش؟
=شوفتها
بصت لاخويا وقالت
_أهو دا أول العلاج
بصيتلها باستغراب
=علاج مين ومن ايه
خدوني وطلعنا للصالة بره بس لقيت بنت خالة مراتي بره، اخدت هبه مراتي ونزلوا للمضيفة اللي ف الدور الأرضي ورا المحلات
وقعدنا انا واحمد وحماتي ع الركنة البنفسجي اللي دفعت فيها دم قلبي، كانت أكتر حاجه خايف عليها من النار بعد التلاجة، كانت لسه بشوكها وهاين عليا اقولهم يفرشوا اي حاجه تحتهم قبل ما يقعدوا لاحسن تتبهدل
المهم انهم بدأوا بعدها يحكوا هي واحمد أخويا،
قالوا ان البيت دا كان مهجور من بعد وفاة أبويا اللي يرحمه لغاية من سنتين وقت ما بدأت أشطب فيه…
وقتها كنت من خوفي على كل قشايه بجيبها البيت، قررت أحط سرير في الاوضة اللي ع السطوح وأبات فيها لاني ماكنتش عاوز ابات في الشقة ولو ليلة الا وهي جاهزة وفيها العروسة
ماكنوش بيقولوا جديد
كل دا كنت عارفه وبشاور براسي وبسمعهم وبقول ف بالي طب ايه الجديد
بس بعد كده قال أحمد اني بعد شهر واحد من بياتي هنا ف الاوضة بتاعت السطوح اتغيرت أحوالي
بقيت مجرد ما يدخل الليل من بعد المغربيه لا بروح ولا باجي، قبلها كنت عادي بخرج اروح عند احمد ولا أقعد على قهوة لغاية ما ييجي النوم ف اروح انام في الأوضة لكن بعد الشهر دا مابقيتش أخرج أبدا من بعد الغروب ولما حد يسألني انت بتعمل ايه من المغرب لتاني يوم الصبح برد وبقول نايم
ماكنتش بفتكر أي حاجه نهائي بتحصل ف الليل
حتى لما خلصت تشطيب البيت فضلت بردو أبات في الأوضة فوق من غير أي اسباب، احمد ييجي قبل المغرب يحاول يقولي ان بيت الجماعه موجود في وسط البلد وفيه اختي وعيالها وانا ابدا
يزق عليا اعمامي واخوالي
وانا ارفض
وأي حد كان ييجي بعد المغرب كان بيلاقي البوابة الحديد مقفوله ومهما نده او خبّط مابردش
ووسط كل دا قررت أفسخ خطوبتي ب نسمة خطيبتي الأولانية، بعد ما خلصت الشقة اللي كنت بشطبها عشان نتجوز فيها
وفضلت بعدها من غير لا خطوبة ولا غيره
بعيش نص يوم بس
بعيش النهار عادي
اما الليل ماعرفش حاجه عنه
لغاية ما بدأت اتحول واحده واحده وكنت رايح في سكة المجاذيب
وكان كل ما نروح بيت عروسه بعد ضغط من خالي ابراهيم ومن احمد اخويا، أشوف وشها زي مسخ ومارجعش تاني ابدا
وحكايتي انتشرت في البلد كلها ومابقاش حد عاوز يدخلني بيته
لغاية ما خالي راح لحماتي دي وهو عارفها كويس وعارف ان اختها تبقا الشيخة فتنة، شيخة بادية،، البلد اللي جنبنا
راح يمهد اني اطلب ايد بنتها وهو متردد لكن وافقت
بس قبل ما تخليني ادخل بيتها او أشوف بنتها شرطت انها لازم تدخل المبنى بتاعي دا لوحدها ومعاها اختها الشيخة فتنة
وفعلا دخلت عندي البيت ولما رجعت منه قابلت خالي واخويا
قالتلهم اني مسكون ومعقود عليا سبع عقد يتحلوا عقدة ورا عقدة من قبل ما ادخل عندها البيت لحد ما ادخل بمراتي بعد دخلتي
كل عقدة ليها سقوة وأول أربعه هيتحلوا من غير ما أعرف أي حاجه أما العقد التلاته الأخارى فلازم أكون عرفت كل حاجه…
وفعلا سمعوا كلامها والعقدة الأولى انحلت بإني يوم التقدم للخطوبة جه أحمد أخويا واداني مياة اشرب منها واتحمم بيها، وبعد مناحية وعناد وافقته
التانية اتحلت بأن أول حاجه شربتها من أيد هبه خطيبتي كانت ماية ورد مخلوطة بلفحة حلتيت عشان أفضل اشوفها عادي او حتى أشوف وشها زي نور بدل ما كنت بشوف كل اللي قبليها مسوخ…
لكن فضلت من بعد السقوة التانية على وضعي
مابخرجش من اوضة السطوح بعد المغرب ابدا
حتى زياراتي لخطيبتي كانت بتبقا بالنهار
أما العقدة التالتة فكانت الماية اللي كان المفروض أشربها بعد كتب الكتاب عشان مراتي ماتتحولش في عيني من بعد الخطوة الجديدة واقضي ليلتي وانا في وعيي، وبعدها اشرب السقوة الرابعة قبل دخول البيت بمراتي عشان ماجريش على أوضة السطوح تاني بعد غروب كل ليلة وافضل قاعد فيه طول الليل
وحتى إن روحت وطلعت يبقا مش زي الاول
مابقاش مجذوب مسحور
وافتكر اللي شوفته
أو حتى اقاوم الطلوع
لكن انا فوّت سقوة كتب الكتاب، وشربتني السقوتين مع بعض، التالته والرابعة، شربتهم قدام البيت لما كان بيوّلع عشان كده أغمى عليا ….
وكان فاضل تلات سقوات
الخامسة ودي كان المفروض اشربها بعد ما اعرف الحكاية واشوف الجنية اللي بتجيلي فوق السطوح وافتكر اني شوفتها يعني أشربها وهم بيحكولي دلوقتي
والسادسة أشربها على باب أوضة السطوح قبل أخر مرة هدخل فيها الأوضة دي
يعني الليلة دي بالليل
أما السابعة والأخيرة فقبل ما أدخل بمراتي….
خلصوا كلامهم فرديت وقلت
_وانتوا بقا فاكرين اني هطاوعكم في كل الجنان دا، دا انا هروح فيكوا في داهيه عاللي سقيتوهولي ف كل الفترة اللي فاتت دي
وقف احمد واتكلم ب وش مرسوم عليه العناد
=انت مش عارف مصلحتك، انت كنت متغيب وعامل زي المجاذيب وبعدين اديك شوفت الجنية اللي عاقده عليك ليلة امبارح وافتكرت انك شوفتها عاوز ايه تاني عشان اثبتلك انك لازم تتعالج وتفوق
قامت حماتي وجابت ازازة مياة من شنطتها
مدت ايدها وقالت
_اشرب يابني السقوة الخامسة والا هتنسى كل حاجه من تاني وترجع تبات الليل كله فوق السطوح زي المجاذيب، اشرب والا هتأذيك أذى جامد
قمت وقفت ورديت
=وانا ماعدتش هشرب حاجه ومش عاوز تخاريف من دي تاني ابدا
وقتها حطت الأزازة على ترابيزة الركنة وقالت
_خلاص انا عملت اللي عليا ولعلمك انا بنتي محمية ومافيش حاجه هتصيبها
قالتها وكانت رايحه تمشي لكن قبل ماتمشي انشكيت في لساني ورديت وقلت
=ليه هي ماحكتلكيش انها كانت بتتخنق امبارح وكانت هتموت
وقفت واتدورتلي وهي مبرقه وقالت
_دا حصل امتى وازاي، وازاي هي ماحكتليش؟
=روحي اسأليها هي بقا
_هي مادام ماحكتش يبقا مش فاكره
=حصل لما حاولت أقرب منها
_مش انا قلتلك ماتقربش الا اما نقعد
سكتت ثواني وبصت لاحمد وكملت
_انا كنت فاكرة انه لو حاول يقرب هينصاب هو مش بنتي، بص يا ابن الناس، إما اخوك يكمل طريقنا زي ما بدأناه أو هخد بنتي ف ايدي وانا ماشيه
قطعت كلامها مع احمد ورديت
=وانا ماعدتش شارب حاجه تاني ابدا، وماحدش هيخد مراتي من بيتها الا على جثتي، عاوزه تخديها روحي هاتي القايمة وتتنازلوا عن كافة شيء
ردت على أحمد مش عليا وقالت
_احنا لو فضيناها اخوك هيعيش مجذوب لحد ما يموت
اتحرك احمد ساعتها ناحيتي بالراحة لغاية ما وقف قصادي وقال
_انت واثق فيا ولا لا ؟
=لا ، مش واثق فيك ولا واثق في حد ومش هشرب حاجه
روحت ناحية الباب وندهت على هبة بصوت عالي فطلعت جري
قلتلها بلهجة كلها جد وعزم
=ادخلي أوضتك يلا، الزيارة خلصت خلاص
خرجوا من عندي واخدوا بنت خالة مراتي في ايدهم لكن حماتي قالت قبل ما تمشي
_انا راجعالك، قبل المغربية هكون واخده بنتي
لما مشيوا نزلت قفلت الباب الحديد اللي تحت
وأي حد كان بييجي يخبط ماكنتش بفتح
فضلت قاعد مابعملش حاجه لغاية ما جات المغربية
قمت ساعتها طلعت للأوضة اللي فوق السطوح
اول ما دخلت من الباب المرة دي لقيتها فاتحة دراعاتها
ست المكان
كانت بنفس الملاية السودة اللي مش باين منها أي حاجه الا كفوف ايديها
كفوف ايدها عضم أسود ومتغطي بجلد باهت
وحجمها ضخم، راسها قرب السقف
كانت واقفه في وسط الأوضة قدام سريرها
قربت منها بلاوعي
لغاية ما دخلت جوه حضنها
لكن المرة دي سمعت صوتها بيتردد في ودني
صوت غليظ وبطيء ومخيف
_انزل هات هبة
_انزل هاتها
_انزل
_هنا هنتقل لجسدها
_ونكمّل اللي بدأناه زي ما اتفقنا
_سواء كنت ناسيه أو فاكره
نزلت وقتها بهدوء لشقتي تحت
كانت هبه قاعدة قدام التليفزيون
قعدت جنبها ثواني وبعدها مسكت ايدها وقلت
_تعالي أما أوريكي الأوضة بتاعت السطوح
سحبت ايدها من ايدي وقالت
_لا انا مش عاوزه أطلع فوق وأمي محرجه عليا ماطلعش فوق ابدا
=وانا جوزك وبقولك تعالي معايا نطلع فوق سوى
_وانا مش هطلع ابدا فوق
قمت شديتها من ايدها وبدأت أجرجرها ورايا
لكن فجأة حسيتها اتصلبت ف الأرض
بقت زي صخرة وزنها ١٠٠ طن
سحبت ايدها من ايدي وقالت
_لو عاوزني اطلع معاك يبقا تشرب المياة اللي في الازازة دي
شاورت بايدها ناحية الازازة اللي سابتها امها
بس لاحظت ان حجم المياة اللي في الازازة الصغيرة زايد الضعف
الصبح امها لما سابتها كان فيها التلت بس
لكن دلوقتي كان فيها التلتين
عرفت انها حطت السقوة السادسة فوق السقوة الخامسة
بصيت ناحيتها ورديت
_يعني لو شربت هتطلعي معايا
شاورت براسها بمعنى الموافقة
ماكنش في تفكيري أي حاجه غير اني اطلعها معايا زي ما أخدت الأمر من فوق
روحت أخدت الإزازة وشربت المياة اللي فيها
بعدها روحت أشد ايدها فلقيتها بتزمزق وبتتمنع لكن في الاخر قامت وقفت وجات معايا
طلعنا ع الأوضة وأول ما دخلنا كانت ست المكان واقفة في مكانها في نص الأوضة وفاتحه دراعاتها
لكن مجرد ما دخلنا وقفلنا الباب ورانا
بدأ يظهر صوت صريخ واطي كإنه جاي من بعيد
وكل ما كان صوت الصريخ بيقرب ويعلى
كان نور الأوضة بيبهت
بدأت الجداول والأرقام تظهر ع الحيطة
الأقزام
المثلثات والدواير
مسوخ وطيور وهوام
وشوم ورسومات غريبة لجماجم وهياكل
لكن وسط كل دا لما عيني جات على هبة حسيتها مش خايفه
لكن وقتها اتردد الصوت الغليظ تاني في ودني
_هنا هتدخل بيها
_على نفس سريرنا اللي اتلاقينا عليه
_مش في أي مكان تاني
_ولا تنفيذ لأي رغبة تانيه
_هنا هنتقل لجسمها البشري
_من هنا هنكمل سوى
_وهنقلب تخطيطهم عليهم
وقتها سحبت هبه ورميتها ع السرير ولحقتها فوقه
كان بدأ صوت الصريخ يعلى لحد ما بقا بيشق راسي من الألم، وحرارة الأوضة بدأت تزيد لغاية ما بقيت حاسس ان احنا وسط الشمس
النور ضعف لحد ما بقيت شايف حواليا بالعافية
وخرج سبع أقزام من الجدران وقفوا حوالين السرير واتدورت ست المكان وبصت ناحيتنا
حاولت ارفع عباية هبة لكن لقيتها رفعت نصها الفوقاني وشدت راسي
حطت شفايفها على شفايفي
عشان مجرد ما يحصل دا لقيتها بترمي مياة من بوقها لبوقي وفضلت حاطه شفايفها على شفايفي لغاية ما بلعتها
بعدها لقيتها ابتسمت لثانية
ابتسمت ابتسامة غريبة
قطعتها بإنها صرخت تنده باسم فتنة
وقتها انفتح باب الأوضة ولقيت امها وخالتها واقفين
لكن خالتها فتنة كانت ماسكه في ايدها عكاز خشب ورافعاه ناحية ست المكان
خالتها كانت لابسه أسود وعندها عين معمية وبيضة
كان شكلها مرعب اكتر من أي حاجه تانية حواليا
وهي واقفه تحت ضي القمر قدام الباب وبتقول
_كنتي جايه تصطادي جسد يا بنت الليل فجينا نصطادك
_اخضعي يا بنت الليل انتي واتباعك لروح بنتنا اللي خضّعت قرينك البشري….
وقتها هبه حدفتني من فوقها وقامت وقفت
طلعت خاتم أزرق من صدرها ولبسته في صباعها
وبدأت تردد ترانيم غريبه
_عووون عووون عووون يا من تسمعون
_عووون وندا ووجوب
_عووون ورد المكتوب
_عون العجل
_عون اللحظة
بعدها قربت من ست المكان وقالت بصوت قوي
_إخضعي يا بنت الليل وقبّلي الخاتم
_إخضعي وادخلي في الاتباع وإلا هتهلكي انتي وأتباعك
وقتها بدأ ضباب أبيض يملى الأوضة ويلف فيها
ضباب حسيت في وسطه أشباح بتدور …..
لكن فجأة طلع صوت ضحكة من ست المكان
ماكنتش عارف هي ضحكة ولا صرخة
وبدأت تترنم بلغة غريبه وكلام مش مفهوم
كان زي همهمات وحروف
ووقتها اتحول جسمها كله لنار ماعدا ايديها الاتنين
والأقزام السبعه راحوا اتجمعوا وحاوطوها
فبدأ يظهر صور شياطين على الجدران
شياطين بروس أشبه بروس الثيران
بقرون طويله وعيون بلون الدم
واجسام سوده زي الغوريلات
نزلت من ع السرير وبدأت أزحف ناحية الباب
كنت عرفت ساعتها اني وقعت ما بين سحرّة من ناحية وجنية من ناحية تانيه
ولا دول عاوزين يساعدوني عشان ينجدوني
ولا الجنّية كانت معايا
الجنّية كانت عاوزه تكسب جسم بشري تسكنه وتعيش جواه
والسحرة دول عاوزين يسخروا الجنية اللي قالوا عنها بنت الليل
فضلت اتسحب ناحية الباب وانا حاسس ان نار هتولع فيهم كلهم تاخدهم
لكن فجأة لقيت فتنة دي طلّعت من هدومها كيس فيه مسحوق اسود وبدأت تتحرك وترمي منه ع الجدران وهي سايبه عكازها متوجه على بنت الليل كإنها بتحذرها
وكل ما كانت ترمي على جدار تنطفى صور الشياطين اللي عليه ويرجع الجدار فاضي بلونه العادي
لغاية ما انطفى الاربع جدران وبدأ الضباب في الأوضة يزيد لغاية ما بقيت مش شايف اي حاجه الا بنت الليل دي وهي مولعه وهبة مراتي اللي كنت فاكرها غلبانه وعبيطة واقفه قدامها تزعق وتقول اخضعي يا بنت الليل وهي ماده ايدها بالخاتم
لغاية ما وصلت عندها فتنة و,ضربتها بعكازها ورفعت كيسها ناحيتها وقالت
_اخضعي يا بنت الليل والا هطفي نارك في مكانك ومن بعدها مش هتقوم ليكي نار تاني
كررت جملتها تلات مرات
فانطفت نارها ورجعت لصورتها في الملاية السودة
وفجأة سخونة الأوضة بدأت تقل وصوت الصريخ بدأ يبعد
بعدها بلحظة قربت بنت الليل او ست المكان أو الجنية أو المحروقة ايا كان اسمها من هبة
مسكت بايدها العضم ايد هبة اللي فيها الخاتم
ووطت راسها عليها
فقالت هبة بصوت غليظ
_من الاتباع صرتي يا بنت الليل ووجب عليكي الطاعة وتلبية الندا والا حق عليكي عهود النكران الأربعة
شاورت بنت الليل براسها
فردت هبة
_انصرفي انتي واتباعك
انصرفت وانا انصرفت مغمى عليا انا كمان
صحيت تاني يوم على سريري بعد ادان الفجرر
كانت هبة مراتي نايمه جنبي
اول ما فتحت عيني وشوفتها اتفزعت
لكن قمت من ع السرير بالراحة وانا بتسحب عشان ماتصحاش
طلعت بره للصاله وقعدت ع الركنه وانا بندب حظي زي محمود عبدالعزيز وهو بيقول أه يا حوستي السوده يانا يامه
لكن بعد ساعه طلعت هبه
اول ما طلعت من باب الأوضة وقفت مش عارف ليه
لقيتها بتفرك عينيها وبتقول
_أحضرلك الفطار يا ابراهيم
بلعت ريقي بالعافية وقلت
_أحضرهولك انا
الغريب ان من بعدها انا بقيت عادي بصحى بالليل وبنزل القهوة واحمد اخويا بيقول اني رجعت طبيعي لكن اللي ماكنتش قادر استحمله ان هبة هي اللي بقت بتطلع كل ليلة بالليل
من بعد الغروب لحد الصبح …..
تمت
#عقدة_وتد
عبد الفتاح عبد العزيز