
النهاردة الصبح لما وصلت عند عربيتي اللي كنت راكنها في الجراج بتاع العمارة لاحظت ورقة بيضا صغيرة محطوطة على التابلوه بتاع العربية من جوا. مكنتش فاهم الورقة دي وصلت جوا العربية إزاي خصوصا إني موسوس شوية ناحية عربيتي وبتأكد إني قافلها كويس أوي فتحت العربية وركبت ومسكت الورقة عشان أقراها كويس وعلى رواقة
خد طريق مختلف وإنت رايح الشغل النهاردة.
فضلت باصص للورقة شوية بحاول أفهم إزاي.. الورقة.. دي.. دخلت.. العربية! بعد شوية قررت إن مش مهم ورميتها بضيق على الكرسي اللي جنبي. وبدأت أسوق ناحية الشغل في نفس الطريق اللي بروح منه كل يوم وكل اللي في بالي دا أكيد حد سخيف عامل فيا مقلب سخيف زيه!
بس لما كنت واقف مستني إشارة من الإشارات تفتح مسكت الورقة وبدأت أقراها مرة تانية وكعادتي لما بحب أفكر كويس بدأت أكلم نفسي بصوت عالي إيه بس اللي يخليني آخد طريق مختلف وأنا رايح الشغل النهاردة وأوصل بعد ساعة إلا ربع ومتأخر على شغلي
وبعدين خدت بالي من حاجة مهمة أنا بكلم حتة ورقة! بصيت لنفسي في مراية وضحكت. سبت الورقة من إيدي فوقعت على رجلي.. مقلوبة. وساعتها خدت بالي إن مكتوب عليها حاجة كمان من ورا مسكتها تاني وبدأت أقرا الملحوظة التانية
هيكون فيه ضړب ڼار عند الإشارة الجاية ولو مخدتش طريق تاني هتكون إنت الضحېة.
حسيت بمعدتي بتتقلب بعد ما قريت الملحوظة دي جسمي إترعش لما العربية اللي ورايا زمرت بصوت عالي لأن الإشارة بقت خضرا وأنا كنت سرحان في الورقة ومخدتش بالي ضغطت على دواسة البنزين وإديت إشارة وقررت ألف وآخد طريق تاني وفعلا وصلت الشغل متأخر حوالي تلت ساعة.
مديري السيد بوتش طلب يشوفني في مكتبه بمجرد وصولي الشغل كنت لسه
ماسك الورقة في إيدي فحطيتها في جيبي اللي ورا قبل ما أدخل مكتبه بثواني.
أول ما شافني قال إنت جاي متأخر ليه.
قلتله يومي مكانش حلو واضطريت آخد طريق زحمة عشان أوصل هنا.
رد عليا پغضب إنت مبتزهقش طيب من كتر الحجج والأعذار دي طيب.. عشان تبقي عارف هو دا سبب تأخر ترقيتك مش ممكن أوافق على ترقية واحد مهمل زيك واحد زيك مينفعش يتحمل أي مسؤولية.
دافعت عن نفسي وقلتله بس أرقامي أحسن من أرقام أي حد تاني في الشركة كلها محدش هنا بيعمل مبيعات ولا بيحقق تارجت ولا بيجيب فلوس ومكسب للشركة دي أدي.