
التب*ول اللاإرادي والصلاة
إذا أخذت حالة السائل المړضية شكلا متكررا فإنها تأخذ حكم سلس البول بمعنى أنه يتوضأ لوقت كل صلاة ولا يصح له أن يصلي أكثر من فرض، أما بالنسبة للثوب الذي
أصــ،ـابته الڼجـ،ـاسة فلا يجب غسله ما دام العذر قائما لأن قليل الڼجاسة يعفى عنه والحق به الكثير للضرورة التي تقتضيها حالة السائل
أوضحت لجنة الفتوي بمجمع
البحوث الإسلامية أنه إذا كان المړ.يض لا يشعر بما ينزل منه من قطرات البول فهو فى حكم صاحب سلس البول وحكمه أن يتوضأ لكل صلاة وضوءاً جديداً وإذا توضأ ونزل
منه شئ فلا حـ،ـرج عليه لأنه معذور بالمړ.ض ’ لقوله تعالى ” ولا على المړ.يض حرج ”
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(( حا.د.ثة الإفك ))
_________
رجع المسلمون من غزوة {{ بني المصطلق }}
ودخل المنافقون المدينة بعد فضيـ،ـحتهم ، ونزول القرآن في شأنهم
وكانت قلوبهم ممتلئة بالغـ،ـيظ والحقـ،ـد على الإسلام والمسلمين،
و بمجرد دخولهم المدينة ، افتعلوا مشكلة جديدة حاولوا بها أن يبثوا أحقادهم تجاه المسلمين
وتجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحادثة هي التي أطلق عليها القرآن العظيم {{ الإفك }} واستغرق الحديث عنها في كتاب الله صفحة كاملة
والإفك هو الكذب والافتراء ، وهو أشد أنواع الكذب
كانت امنا السيدة عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة {{ بني المُصْطَلق }} كما ذكرنا
وفي طريق العودة ، وبعد أن اقترب الجيش من المدينة، وقف الجيش في أحد الأماكن ليستريح وكان ذلك في الليل،
وذهبت السيدة {{ عائشة }} لتقضي حاجتها في العراء
[[وأمهات المؤمنين أشد الناس حياء ]] فابتعدت عن الجيش. لكي تتمكن من قضاء حاجتها
وعندما عادت وجدت أنها قد فقدت عقداً لها
كانت قد اعطتها إياه امها هدية زواجها
وكان العقد ثميناً به حجر من العقيق ، ومصنوع في اليمن في بلده يقال لها (( ظفار }} كانت مشهورة بصناعة العقود
كان من أغلى الأنواع ، وأحبه للنساء ، فعز عليها العقد
فعادت السيدة عائشة مرة أخرى إلى المكان الذي كانت فيه لتبحث عن العقد
وتأخرت السيدة {{ عائشة }} بعض الوقت
والوقت كان في الليل
وبدأ الجيش يتحرك
وجاء الذين يحملون هودجها ، فحملوا الهودج
[[ والهودج هو غرفة صغيرة من الخشب توضع فوق الجمل وتركب فيه المرأة حتى لا يراها أحد ]]
حملوا الهودج ، ووضعوه على بعيرها
وهم يعتقدون أن السيدة عائشة بداخل الهودج
[[ لأنها رضي الله عنها كانت في ذلك الوقت خفيفة الوزن جداً ]]
قام القوم وارتحلوا
[[ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا تعجل بهم ليشغلهم عن فتنة المنافق وحديثه {{ ابن أبي سلول }} وهذا قبل دخولهم المدينة ]]
عادت السيدة عائشة فوجدت الجيـ،ـش قد تحرك
فخافت أن تسير خلف الجـ،ـيش ، فتفقد طريقها وكان الوقت ليلاً
فجلست مكانها
وقالت في نفسها أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما يكتشف عدم وجودها ، سيعود مرة أخرى
خاصة أنه صلى الله عليه وسلم كان من عادته أن يسير بجوار بعيرها ، ويتحدث إليها
ثم غلبتها عيناها فنامت في مكانها
_____________
في ذلك الوقت كان أحد الصحابة واسمه {{ صفوان بن المعطل }}
يسير خلف الجيش متأخراً عنه،
وكان {{ صفوان }} من خيرة الصحابة
[[شهد بدراً وقد استشهد بعد ذلك في إحدى الغزوات في خلافة عمر ]]
وكانت هذه هي عادة العرب في ذلك الوقت ، أن يسير أحد أفراد الجيش [[أصحاب الخبرة في طرق الصحراء ]] خلف الجيش
حتى إذا وقع أي شيء من متاع الجيش أخذه معه
فكان {{صفوان }} لا يسير بالليل ، وإنما يسير في الصباح حتى يظهر له ما وقع من الجيش
تقدم {{ صفوان }} مع طلوع الصبح
فرأى سواد إنسان من بعيد
فاقترب فوجد السيدة {{ عائشة }} نائمة، فأراد أن يوقظها
فاسترجع أي قال : إنا لله وإنا إليه راجعون
قالها بصوت مرتفع ، فاستيقظت وغطيت وجهي بجلبابي
قالت عائشة فيما رواه الشيخان في صحيحهما
[[البخاري ومسلم ]]
قالت :
{{وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش، فأصبح عند مكاني فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني فاستيقظت باسترجاعه
اي انه قال ان لله وانا اليه راجعون وعرفني، فخمرت وجهي بجلبابي
____________
فلما رأت السيدة عائشة صفوان ، واستيقظت من نومها وغطت وجهها بجلبابها
أناخ {{ صفوان }} راحلته[[ أي أبركها أوأجلسها ]]
ووضع رجله على ساق البعير
وركبت عليه السيدة عائشة
وانطلق {{ صفوان }} يقود الراحلة
[[ الجمل خلفه عليه السيدة عائشة، وهو يسير أمام الجمل، حتى وصلا إلى الجيش في وقت وصوله إلى المدينة ]]
_____________
تقول السيدة عائشة: والله ما كلمني كلمة واحدة
ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه
[[ لم يكن بينهما أي كلام ، ولا حتى سألها ما الذي خلّفك عن الجيش ، أو ما الذي حدث، ولم تسمع منه غير كلمة واحدة {{إنا لله وإنا إليه راجعون }} وهو ليس حديثاً موجهاً إليها ، وإنما ذكر لله تعالى بقصد أن يوقظها من نومها ]]
____________
انطلق {{ صفوان }} بالسيدة عائشة حتى وصلا إلى الجيـ،ـش، وشاهد المسلمون السيدة {{عائشة}} على راحلتها يقودها
صفوان
هنا كان رأس النفاق {{ عبد الله ابن أبي بن سلول}} يمتلئ قلبه غيـ،ـظاً من النبي صلى الله عليه وسلم
فقبل قليل أمسك ابنه {{عبدالله رضي الله عنه }} ناقته وأناخها وأشهر السيف في وجهه ، ومـ،ـنعه من دخول المدينة حتى يأذن له رسول الله
وقام يصرخ ويقول : لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من النساء ، ليت أمي لم تلدني ، ليت أمي لم تلدني
فلما نظر إليهما وجدها فرصة[[ أن يلهي الناس عن أمره ]]
فقال كالمتجاهل وهذه أساليب المنافقين
قال للمنافقين حوله
قال: من هذه ؟ !!
قالوا له : عائشة زوج النبي
قال : زوجة نبيكم ؟؟ !!!!! [[ أسلوب المنافقين متعجب ]]
ومن هذا الذي معها صفوان ؟ !!!!
هل باتت ليلة كاملة مع رجل لا تعرفه ؟ ثم أقبلت في وقت الظهر ؟؟
ثم تحول بحديثه عن الز.نا وبشـ،ـ،ـاعته
هو لم يوجه اتهـ،ـاماً مباشراً ولم يذكر أسماء
وسمع حديثه أصحابه المنافقون
فأخذوا يرددون هذا الكلام في المدينة بالتلميح دون التصريح [[ حتى لا يؤخذ عليهم أي شيء]]
فكان المنافقون لذلك في حالة خوف شديد ، وفي حالة غيـ،ـظ وحقـ،ـد شديد في نفس الوقت
فقد فضـ،ـحهم القرآن
ولذلك تحدثوا في هذا الأمر وهو {{ حديث الإفك }} كثيراً ليفرغوا حقـ،ـدهم وغيظهم، ولكن تلميحاً لا تصريحاً
____________
أما النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما وضعوا هودج عائشة فلم يجدها
كان مهموماً لذلك
يقول : أين عائشة ؟ !!
لما حضرت عائشة أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم خبرها فقبل النبي الأمر ، وليس فيه ما يضر
دخلت عائشة بيتها
[[ولأن الطقس كان شتاء ونامت بالعراء ، وركبت على جمل بلا هودج مر.ضت ولزمت الفراش ، رحمة من الله بها ، مر.ضت حتى لا تسمع حديث أحد منهم ]]
مر.ضت بسبب السفر ، وظلت مر.يضة شهراً كاملاً
والناس في المدينة يتحدثون عنها وهي لا تعلم شيئاً
_____________
ولكن الذي لاحظته أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان إذا دخل عليها ، فإنه صلى الله عليه وسلم ، لا يتلطف لها كما اعتاد أن يفعل كلما كانت مر.يضة
[[ وكان إذا مـ،ـرض أزواجه صلى الله عليه وسلم يُظهِرُ لهنَّ عطفاً وحناناً ]]
فكان صلى الله عليه وسلم يقول مثلاً إذا مر.ضت عائشة
يدخل عليها ويسألها ، كيف {{ عايش}} يدلعها في مر.ضها
ولكن في ذلك الوقت كان إذا دخل عليها يقول لمن حولها من النساء
– كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟
[[ تيكم اسم إشارة مؤنث باللغة العربية كيف تيكم ؟ أي كيف حال هذه المرأة ، ما أخبارها ]]
ولا يزيد عن ذلك كلمة واحدة ، – كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟
تقول عائشة : أنكـ،ـرت هذه الكلمة، وقلت في نفسي لعله همه أمر {{ ابن سلول والمنافقون }} ولم أدرِ أن الناس كانوا يتحدثون عني، نهائياً
فطلبت منه ان اذهب الى امي كي تعتني بي في مر.ضي
فقال لا عليك (يعني اذهبي)
_____________
ظلت السيدة عائشة مر.يضة شهراً كاملاً
وكل المدينة تتحدث عن هذا الأمر
وكان هذا الموقف من أشـ،ـد الابتـ،ـلاءات التي مر بها
صلى الله عليه وسلم
لأنه يطـ،ـعـ،ـن في شرفه ، وهذا من أشد الأمور على أي رجل ليس هذا فحسب
بل يط،،ــعن صلى الله عليه وسلم في أحب زوجاته إليه
وابنة أقرب أصدقائه
وكل ذلك في وقت هو أحـ،ـرج لحظات الدعوة الإسلامية
لأنه في ذلك الوقت كانت الأخبار تصل إلى المدينة بأن القبائل تتجمع لغزو المدينة، وهي التي عرفت {{ بغزوة الأحزاب}}
____________
اقتربت السيدة عائشة من الشفاء
ودخلت في طور النقاهة
فخرجت لقضاء بعض حاجتها مع إحدى النساء من المهاجرين من قرابتها واسمها {{ أم مسطح }}
مسطح ولدها يكون ابن {{ خالة أبي بكر }}
وبينما هما في الطريق عثرت {{ أم مسطح }} في مُرطها
_____________
ماهو المُرط ؟؟
عثرت في مُرطها
أي أطراف ثوبها المتدلية على الأرض اسمه {{ مرط }}
يعني داست على ثوبها من طوله، لأن النساء كنّ يرخينَ الثوب ويسمينه ذيلاً، تجره المرأة وراءها
فلما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إطالة الثوب واعتبره من الكبرياء ، وما زاد عن الكعبين فهو في النار
قامت أم سلمة أم المؤمنين
وقالت : بأبي وأمي يارسول الله ، ماذا تصنع النساء ؟؟[[ يعني يقصرن ثيابهن مثل الرجال ]]
ماذا تصنع النساء ؟؟
قال: يرخينَ شبراً [[ يعني زيادة بالثوب للمرأة للأرض شبر ]]
قالت أم سلمة : تظهر رؤوس أقدامنا عند السير يا رسول الله [[ يعني أطراف أصابعها لما تمشي الشبر لا يغطيها ]]
قال : يرخينه ذراعاً ولا يزيد [[يعني زيادة عن طولها يجر من الثوب ذراع ]]
___________
عثرت {{ أم مسطح }} في مُرطها أي ثوبها
فقالت: تعس مسطح [[ كعادة النساء تدعو على نفسها أو على أولادها ]]
فتعجبت السيدة عائشة وقالت لها:
بئس ما قلتِ يا خالة !!!!
أتسبين رجلاً شهد بدراً ؟؟!!
[[ وعائشة لا تعلم بماذا يتحدث الناس عنها ]]
قالت لها أم مسطح : يا هُنتاه
[[ يعني يا مسكينة ]]
يا هُنتاه أولم تسمعي ؟؟ !!!!!
[[ كانت أم مسطح تتوقع أن تتحدث إليها السيدة عائشة عن هذا الأمر، ولكنها وجدتها لا تتحدث فيه ، فأرادت أن تفتح الموضوع بقولها تعس مسطح ]]
قالت عائشة: وما قال الناس ؟
فأخبرتها {{ أم مسطح }} بكل ما يقوله الناس عنها، وبكل ما خاضوا فيه طوال شهر كامل
فذهلت
ولم تستطع أمنا {{عائشة }} أن تقضي حاجتها من هول ما سمعته
فعادت إلى بيتها_____
رجعت السيدة {{عائشة}} إلى بيت أبيها {{أبي بكر الصديق}} وقالت لأمها: يا أماه ما يتحدث الناس ؟؟
فقالت لها أمها {{ أم رومان }}
قالت : يا بنية هوني عليك
فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة [[ أي جميلة ]]
عند رجل يحبها ولها ضـ،ـرائر إلا أكثرن عليها
[[ ونسبت المكـ،ـيدة للضـ،ـرائر ، وليس للضـ،ـرائر فيها يد ]]
تأكدت السيدة {{عائشة }} من المعلومة، فأغشي عليها، فلما أفاقت ظلت طوال الليل تبكي وزاد عليها المر.ض
____________
كان النبي صلى الله عليه وسلم في كرب، ربما أكثر من السيدة عائشة
لأنه يط،ـ،ـعن في شرفه
فأخذ يستشير أقرب الناس إليه من أصحابه
واستشار في ذلك
{{أسامة بن زيد }} رضي الله عنه
فقال أسامة : يا رسول الله ، أهلُك ، أهلُك، ما علمنا عنهم إلا خيراً
ثم استشار {{علياً رضي الله عنه }}
فقال علي : يا رسول الله لم يضيق الله عليك ، والنساء سِواها كثير ، ولكن اسأل الجارية {{ بريرة }}
[[ رأي علي رضي الله عنه كان هو تطليق السيدة {{ عائشة}} ليس لأنها قد وقعت في هذا الأمر، ولكن لإنهاء هذه المشكلة المعلقة منذ شهر، والمدينة تتعرض لخـ،ـطر الأحزاب ، ليس الوقت وقت هذه المشكلة فالمدينة في خطر
ثم تراجع عن هذا الاقتراح، وأشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسأل الخاد.مة التي في البيت مع {{عائشة }}فإن كان هناك أي شيء فلابد أن تعلمه هذه الجارية ]]
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الخاد.مة ، وكان اسمها {{ بريرة }}
فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم :
أي بريرة اصدقِي الله ورسوله
هل رأيتِ من شيء يريبك ؟؟
[[ يعني أرأيت شيئاً لم يعجبك بعائشة ]]
فقالت: والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرا قط أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله ، فقام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
{{ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي}}
ومعنى من يعذرني مِنْ رَجُلٍ
[[يعني من ينصرني على هذا الرجل وهو( عبد الله بن أبي بن سلول ) الذي كان سبباً في هذه الفتنة ]]
وقد قلنا من قبل أن مشكلة {{عبد الله بن أبي}} أن له مكانة كبيرة في المدينة، وخاصة عند قومه من الخزرج
فقام سعد بن معاذ سيد الأوس وقال:
– يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ
[[ سعد بن معاذ رضي الله عنه يعلم أن الأنصار فريقان أوس وخزرج، فلزم الأدب مع الإيمان ،أنا أمون على عشيرتي أضـ،ـرب عنقه الساعة ، أما الخزرج فلهم سيد وهو سعد بن عبادة لذلك قال سعد بن معاذ :وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ]]
فقام {{ سعد بن عبادة }}
[[ وهو رجل صالح وصحابي جليل ولكن غلبته الحمية ]]
فقال لِسَعْدٍ:
– كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْـ،ـتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْـ،ـلِهِ
فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ [[ ابن عم سعد بن معاذ ]] فَقَالَ:
– كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْـ،ـلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَـ،ـادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ
هنا
قام الأوس والخزرج،
وسلَّ {{سعد بن معاذ }} سيفه
وكاد أن يقع قتـ،ـ،ـال بين الأوس والخزرج
وهو ما كان يريده ويسعى إليه اليهود والمنافقون ..
كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر
وأخذ يهدئ الناس حتى هدؤوا وسكتوا جميعاً
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم من على المنبر واجماً حزيناً مهموماً
______________
وباتت السيدة {{عائشة }} ليلة ثانية تبكي ، ثم دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم
تقول عائشة وعندي أبواي [[ أي أبو بكر وأمها ]]
وعندي امرأة من الأنصار ، استأذنت وجلست معي تبكي
[[ أي تساعدني بالبكاء ]]
تقول عائشة :لا أنساها لها
[[ جبرت خاطري، لم تنسها عائشة لها، في هذه المواقف لا ينس الإنسان من يجبر خاطره ]]
دخل النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليها
[[ وكانت هذه هي أول مرة يجلس إليها منذ بدأ الناس حديث الإفك ]]
ثم حمد الله وأثنى عليه
وقال : يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا
فإن كنت بريئة فسيبرئك الله
وإن كنت ألممتِ بذنب ، فاستغفري الله وتوبي إليه
فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب إلى الله ، تاب الله عليه
تقول عائشة :
فلما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
توقفت عن البكاء
[[وكانت في بكاء لا ينقطع منذ يومين وليلتين ]]
فلم أدر ما أقول
ثم نظرت لأبيها أبي بكر وقالت :
أجِب رسول الله
فقال أبو بكر : ما أدري ما أقول لرسول الله ؟
فالتفتت إلى أمها
وقالت : أجِيبي رسول الله
فقالت أمها : ما أدري ما أقول لرسول الله ؟
فقالت السيدة عائشة:
والله لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به [[ يعني أنتم من داخلكم قد صدقتم الكلام ]]
فلئن قلت لكم إني بريئة ، والله يعلم أني بريئة ، لا تصدقوني
ولئن اعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أني منه بريئة ، لتصدقني
والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف
[[ تقول عائشة غاب عني اسم {{ يعقوب }} فقلت أبي يوسف ]]
قَالَ {{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }}
تقول: ثم أجهشتُ بالبكاء وأدرت وجهي للحائط
ورسول الله جالس على فراشي
___________
وصدق الله العظيم الكريم الرحيم ذو الجلال والإكرام
الذي قال
{{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ }}
ألـ،ـم شـ،ـديد في نفس عائشة
وفي نفس النبي صلى الله عليه وسلم
ونفس أبويها
ولكن ما المخرج ؟؟
انحبس الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم يريد شيئاً يستند عليه
فلما أدارت وجهها للحائط وأجهشت بالبكاء الشديد
تقول : فهبط الوحي على رسول الله
فوالله ما كنت أظن أن ينزل في شأني قرآن يتلى إلى قيام الساعة ، لأنا أحقر في نفسي ، أن ينزل الله بي قرآناً ولكني كنت أظن أن يرى رسول الله رؤيا صادقة تبرئني
___________
فهبط الوحي ، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يجهد جهداً شديداً وغشيه ما غشيه من نزول الوحي ، وأخذ جبينه يتصبب عرقاً
فلما سري عنه [[ أي ذهب الوحي ]] وإن عرقه ليتساقط من جبينه ، كأنه الدُر واللؤلؤ
ابتسم في وجه عائشة وضحك
فكانت أول كلمة قالها : أبشري يا عائشة فقد نزلت براءتك من فوق سبع سموات فقد برَّأكِ الله
تقول عائشة : فوثبت أمي
وقالت : قومي بنية ، فاشكري رسول الله
فخرت عائشة على الفور {{ ساجدة لله }} ثم تلا قوله تعالى من سورة النور
{{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ *لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}
لا بد أن أبين بحق من نزلت هذه الآية
{{ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}
أبو أيوب الأنصاري من خيار الصحابة
[[وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيفاً في بيته في أول يوم دخل المدينة يوم الهجرة ]]
أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه صحابي جليل
وهو آخر من مات من الصحابة وهو من الأنصار
لم يتكلم بهذا الأمر ، وكان يأتي بيته مهموماً ويخرج منه مهموماً بسبب {{حا.د.ثة الإفك }}
وزوجته امرأة صالحة أيضاً
فقالت له ليلة
يا أبا أيوب !!!
قال : نعم
قالت : أما سمعت مايقول الناس بعائشة ؟؟
قال : وماذا يقولون ؟؟
قالت : أوما سمعت ؟ !!!
قال : سمعت ذلك الكذب كله
وقال : أم ايوب !!!!! وقد احمرت عينه وارتفع صوته
فقالت وهي خائفة من صوته: نعم
قال : أكنتِ فاعلة مايقوله الناس [[ يعني أنت تزنين ]]
فنفضت ثوبها وقالت : معاذ الله ورب البيت
فقال لها : والله إن عائشة خيرٌ منك وأطهر
{{ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}
___________
نزلت آيات من سورة النور تناولت هذه القضية الهامة، وهي قضية اتهـ،ـام الناس في شرفهم بالباطل
ووضعت لذلك عقاباً دنيوياً رادعاً
وهو الجلد ثمانين جلدة
وطبق هذا العقاب بالفعل في ثلاثة من الذين ثبت بالفعل تناولهم هذا الأمر بكلمات صريحة واضحة لا تأويل فيها وهم
١- مسطح بن أثاثة
٢- حسان بن ثابت
٣- حمنة بنت جحش
وهذا مااخرجه الزهري في الصحيحين
أما {{عبد الله بن أبي بن سلول}} فلم يطبق عليه الحد
[[لأنه كما ذكرنا من خبثه الشرير لم يتكلم في هذا الأمر بكلمات صريحة بل كان يقول ، أما سمعتم ما قيل عن {{ عائشة }}قيل كذا وكذا، ثم يتحدث عن بشاعة الزنا، وهكذا]]
ولكن توعده الله تعالى هو و أصحابه من المنافقين بالعذاب الشديد يوم القيامة، فقال تعالى ((وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) أي الذي كبر الأمر فله يوم القيامة عذاب عظيم .
و حسان بن ثابت قال في أبيات شعريه يتناول فيها حادثةالافك ويهجو صفوان ابن المعطل حيث قال: :
امسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا
وابن الفريعه امسى بيضةالبلد
قد ثكلت امه من كنت صاحبه
او كان منتشيا في براثن الاسد
ثم اعتذر حسان بن ثابت في أبيات شعريه على ماصار منه بحق عائشة حيث قال:
حسان بن ثابت ماتزن. بريبه
وتصبح غرثى من لحوم القوافل
عقيله حي من لؤي بن غالب
كرام المساعي مجدهم غير زائل
فاني كنت قد قلت الذي زعمتم
فلا رفعت سوطي الى اناملي
فكيف وودي ماحييت ونصرتي
لآل رسول الله زين المحافل
وان لهم عزا ترى الناس دونه
قصارا وطال العز كل التطاول
.
_____________
(( زواج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة زينب بنت جحش))
______________
السيدة { زينب بنت جحش }
تكون بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم
أمها هي { أميمة بنت عبد المطلب } عمة النبي صلى الله عليه وسلم
وأخوها هو { عبد الله بن جحش } قائد سرية نخلة ، والذي استشهد في أحد
______________
تبدأ قصة { زينب } حين بلغ { زيد بن حارثة } سن الزواج وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطب له ،،
{ زيداً } خرج وهو طفل صغير ، عمره ثمانية أعوام مع أمه لتزور قبيلتها
و أغارت عليهم قبيلة أخرى ، واختطف في هذا الهجوم
{ زيد بن حارثة } وأصبح عبداً بعد أن كان حراً
وعرض للبيع في أحد الأسواق ، فاشتراه { حكيم بن حزام بن خويلد } ابن أخ السيدة { خديجة }
ثم أهداه { حكيم بن حزام } إلى عمته السيدة { خديجة } والتي أهدته بدورها إلى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم
فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم من أول يوم.
في هذه الأثناء كان { حارثة بن شراحيل } والد { زيد بن حارثة }
يبحث عن ابنه { زيد } حتى وصل إليه أخيراً في مكة
وعلم أنه عبد عند رجل اسمه
{{ محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم }}
[[ وهذا الكلام كله كان قبل نزول الوحي ]]
فتوجه والد { زيد } إليه مع أخيه وطلب منه أن يشتري منه ابنه { زيداً } وتوسل إليه ألا يغالي في السعر
و قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم :
فهل لكما في شيء خير من ذلك ؟
أدعوه لكم ، وأخيره ، فإن اختاركم فهو لكم ، وإن اختارني فما أنا بالذي يرغب عمن اختاره
فقالا : قد زدتنا على النصف وأحسنت
ثم كانت المفاجأة أن يختار { زيد بن حارثة } أن يظل في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفض أن يعود إلى قبيلته مع أبيه
يقول زيد: بل أبقى معك ، أنت لي بمنزلة الأب والعم ، ولا أختار عليك أحداً أبداً يا أبا القاسم
فتعجب أبوه وقال: ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟!
فقال زيد: نعم لا أختار عليه أحداً أبداً
ورقَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ، لوالد { زيد } وأراد أن يطمئنه، فأخذ { زيداً } من يده ، وذهب به عند حجر الكعبة حيث قريش مجتمعة ، ونادى:
يا معشر قريش
اشهدوا من اليوم أن زيداً هو ابني يرثني وأرثه
تقول الرواية {{ فطابت نفس أبيه }}
لأن مشكلة أبيه ليس أن يكون زيد معه ، لأنه كان قد كبر وأصبح شاباً وبلغ السن الذي ينفصل فيه عن أبيه وتكون له أسرته وحياته
ولكن مشكلة أبيه أن يعيش ابنه عبداً
فلما وجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعتقه ، بل وتبناه وأصبح ابناً له يرثه ويرثه ، اطمأن وعاد إلى قبيلته مسروراً
انصرف أبو { زيد } وعمه، وقد اطمأنا على زيد ، وأصبح { زيد } منذ ذلك الوقت بين قريش حراً وليس عبداً ، وأصبح اسمه {{ زيد بن محمد }} وليس {{ زيد ابن حارثة}}
وكان العرب يطلقون على العبد الذي يعتق {{ مولى }}
فكانوا يقولون : زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
______________
نعود إلى قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة { زينب بنت جحش }
النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوج زيد والمعروف اسمه {{ زيد بن محمد رسول الله }}
كأي أب يريد أن يزوج ابنه
[[ التبني في ذلك الوقت كان معروفاً ، يعتبر الابن المتبنى كالابن تماماً ، يرث، ولا يتزوج الأب زوجة ابنه ]]
فعزم النبي صلى الله عليه وسلم
أن يزوج
ابنة عمته السيدة { زينب بنت جحش } لزيد
كان عمر { زينب } في ذلك الوقت { ٣٦ عاماً } وقد وصفتها الرواية بأن أمنا زينب كانت { بيضاء جميلة }
وكان يريد صلى الله عليه وسلم بهذا الزواج أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في المجتمع المسلم
لأن العرب كانوا ينظرون إلى {{ الموالي }} باستعلاء
ويرون أنهم في طبقة اجتماعية أقل منهم
____________
فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأمر من الله
كسر هذه الفوارق
وأن الناس سواسية كأسنان المشط
ولكن أراد أن يقوم بتصرف واقعي في أسرته
وهو أن يزوج { زيد بن محمد } وهو
وقد دخل إلى بيوت بني هاشم عبداً
أراد أن يزوجه بأمر من الله ، من ابنة عمته {زينب بنت جحش } وهي من { بني هاشم } والتي تعتبر من أعرق وأشرف بيوت العرب
فهي من { قريش } وهي أشرف القبائل العربية
_____________
عرض صلى الله عليه وسلم على السيدة زينب الزواج من { زيد بن محمد } ولكن السيدة { زينب }
فوجئت بهذا العرض ورفضت هذا الزواج
لأن بنات الأشراف لا يتزوجن أبداً من الموالي
وحاول صلى الله عليه وسلم أن يُقنع
{{ زينب بزيد بن حارثة }} وأخذ يحدثها عن حسن أخلاقه، ومكانته منه ، ولكن { زينب } لم تتقبل الأمر على الإطلاق وقالت: _ يا رسول لا أتزوجه أبداً
فنزل قول الله تعالى
{{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا }}
فقالت السيدة زينب: رضيته لي يا رسول الله ؟
قال: نعم
قالت: إذن لا أعصي لله ورسوله أمراً
_____________
هكذا تم الزواج بين { زيد بن حارثة } وبين السيدة {زينب } ولكن لم يكن ذلك الزواج ناجحاً أبداً ، المودة والسكينة كانت معدومة
لأن السيدة { زينب } لم تنس أبداً أنها الشريفة بنت عمة رسول الله
ولم تنس أن { زيداً } مولى رسول الله وكان رقيقا
فكانت تعامل {زيداً } بجفاء واستعلاء ، وربما كانت تؤذيه بلسانها
وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ، بأنه سيتم إبطال عادة التبني
[[ هي أن يُنسَب الطفلُ إلى غير أبيه]]
وأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أيضاً بأنه سيتزوج { زينب} زوجة ابنه بالتبني
ليكون هذا الزواج هو التصرف الواقعي والعملي الذي سيقضي على هذه العادة التي لا يرضاها الله تعالى أبداً
___________
ولذلك كان ترتيب الله تعالى
١_أن يتزوج { زيد بن حارثة } والذي كان اسمه في ذلك الوقت {زيد بن محمد } من السيدة زينب
٢_ يطلقها { زيد }
٣_ثم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من السيدة زينب
فيكون ذلك إبطالاً واقعياً عملياً لعادة التبني
لأن العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام
كانوا لا يتزوجون أبداً من زوجة الابن
___________
ووقع بين { زيد} وزينب مايقع بين الأزواج فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ رأيه في طلاقها
فقال له صلى الله عليه وسلم :
أرابك منها شيء ؟ [[ يعني أرأيت منها شيئاً]]
فقال زيد:
– لا والله يا رسول الله، ما رابني منها شيء، ولا رأيت إلا خيراً
ولكنها تتعظم عليَّ لشرفها، وتؤذيني بلسانها
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اتقِ الله ، وأمسك عليك زوجك
___________
وعاد { زيد} ليجرب الاحتمال من جديد
ولكن { زينب} كانت تزداد نفوراً منه
فعاد { زيد } إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه مفارقة زينب
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول له في كل مرة : اتق الله ، وأمسك عليك زوجك
النبي كان يعلم أن هذا الترتيب كان من الله ، يتزوج زيد من زينب ثم يطلقها ثم يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
ولكنه كان
{{ يخشى من كلام المنافقين }}
وهم يتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا تزوج من { زينب }
فسيقولون : أنه يأمر بعدم زواج الأب من زوجة ابنه
وقد خالف ذلك وتزوج من زوجة ابنه
وقد يقولون : أنه أمره بطلاقها حتى يتزوجها هو !!!
وقد عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، من خشيته من كلام المنافقين ، في شيء قد أباحه الله له
حتى جاء اليوم الذي طلق زيد زينب ، وانقضت أيام عدتها
_____________
فنزل قوله تعالى
{{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا }}
{{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ }}
[[وهو زيد بن حارثة وقد { أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ } بالهداية إلى الإسلام { وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } بالعتق من العبودية ]]
{{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ }}
[[ وهذا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله لزيد بن حارثة كلما اشتكى من زوجته زينب وطلب من النبي أن يطلقها ]]
{{وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ }}
[[وهو ما أعلمه به الله تعالى بأنه سيتزوج من زينب ]]
{{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }}
[[ كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى من كلام المنافقين إن هو تزوج من زينب أنه قد تزوج من زوجة ابنه، ويعاتبه الله تعالى على خشيته من كلام المنافقين بهذا القدر في أمر قد أباحه الله له ]]
{{ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }}
[[ بأن تؤدي ما أمرك به من الزواج من زينب]]
{{فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا }}
[[ الوطر هو الزواج، وبهذا يكون زيد رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن العظيم، وذلك من فضله طبعاً ، ولأنه تحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم العبء النفسي لهذا الموقف ]]
ثم يبين الله تعالى الحكمة من ذلك الزواج
{{لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً }}
[[ أي حتى لا يشعر أحد من المؤمنين بالحرج في الزواج من زوجات أبنائهن بالتبني إذا طلقوهن ]]
____________
عندما تم هذا الزواج تكلم المنافقون كما كان يخشى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا: حرَّم محمد نساء الولد ، وقد تزوج زوجة ابنه
_____________
بقي أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة { زينب بنت جحش }
وكانت السيدة زينب تفتخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وتقول لهن
: كلكن زوجكن آباؤكن وأمهاتكن أما أنا فزوجني الله من فوق سبع سماوات ، بقرآن يتلى إلى قيام الساعة
{{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوّجْنَاكَهَا }}
فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيراً
[[ كل فتاة تتزوج فوليها هو أبوها أو عمها أو أخوها ، وزينب كان وليها الله في هذا الزواج ، قال الله تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }} فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فوراً وبنى بها ، الله الذي زوجها لا تحتاج ولياً وشهوداً !!
انتهى {{ فأنا أكرمكنَّ ولياً وسفيراً }} السفير هو جبريل نزل بأمر الله عزوجل يأمره بالزواج من زينب ]]
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبها
تقول السيدة عائشة: كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم [[ أي تساويني ]]
وكانت رضي الله عنها
صوامة قوامة
تقول السيدة عائشة: ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة رضي الله عنها
وكانت رضي الله عنها من حبها للصدقة تصنع أشياء بيدها وكانت تجيد صناعة الأشياء ، ثم تبيع هذه الأشياء، لتتصدق بثمنها
وقد قال الرسول لزوجاته أمهات المؤمنين وهو في مرض الم*وت
قال : أولكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم كانت زوجات النبي
يقسن من هي أطول الزوجات يداً ليعرفن من هي أولهن لحوقاً بالنبي صلى الله عليه وسلم
فكانت أمنا {سودة} هي أضخم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأطولهن يداً
فكن يعتقدن أن السيدة { سودة } هي أول من يم*وت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كانت السيدة {{زينب بنت جحش }} هي أول من مات بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فعلمن أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم {{أطولكن يدًا }} [[ يعني أكثرهن صدقة]]
وكان من حبها للصدقة أنه في عهد { عمر بن الخطاب } بعد الفتوحات الإسلامية رتب { عمر ابن الخطاب } لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم راتباً سنوياً كبيراً
فلم يحل الحول على أموال السيدة زينب في أي عام لأنها كانت تتصدق بكل هذا المال
وعندما جاءت غنائم كثيرة أرسل لها { عمر بن الخطاب}
{{ ١٠٠ ألف درهم }}
فوضعته أمامها ، ووضعت عليه قطعة قماش ، وأخذت تأخذ منه وتضعه في صرر
وتقول لمن معها: اذهبي بهذا إلى بيت فلان ، حتى أنفقته كله
ثم قالت {{ الحمد لله لا أبيت وكل هذا المال في بيتي}}
وماتت السيدة {{ زينب }} في سنة { ٢٠ هـ } بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات ودفنت بالقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
___________
وفي مناسبة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة { زينب }
فرض الله الحجاب ، ونزلت آيات الحجاب
يتبع إن شاء الله .. {{ فرض الحجاب}}