
الدولة العربية التي أشار إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنها “أرق أفئدة وألين قلوباً” ووصف أهلها بأنهم أهل الإيمان والحكمة هي اليمن.
ورد ذلك في الحديث الشريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“أتاكم أهل اليمن، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوباً، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيةٌ” (رواه البخاري ومسلم).
يشير هذا الحديث إلى الصفات الإيمانية والأخلاقية التي يتميز بها أهل اليمن، مثل اللين، الحكمة، والقرب من القيم النبيلة.
السؤال
ما صحة هذا الحديث: (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان)؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة منها رواية البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم”.
وفي رواية له أيضاً: “الفقه يمان والحكمة يمانية”.
ولفظ مسلم قريب من لفظ البخاري.
هذا الوصف الكريم يدل على مكانة أهل اليمن الخاصة في الإسلام وتاريخهم العريق في نشر الإسلام والحكمة.
ما تفسير الحديث الشريف: أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم .؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه في السؤال حديث صحيح رواه الشيخان، فقوله عليه الصلاة والسلام (وأرق أفئدة…) أي ألينها وأسرعها لقبول الحق واستجابة للداعي لأنهم أجابوا إلى الإسلام بدون محاربة للين قلوبهم، وقوله (ألين قلوباً) وفي رواية (أضعف قلوباً) أي أعطفها وأشفقها، وقوله (الإيمان يمان) أي الإيمان يماني، فنسب الإيمان إلى أصل اليمن إشعاراً بكمال إيمانهم، قال النووي: ثم المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان. قوله (الحكمة يمانية) نسب الحكمة إليهم كما نسب الإيمان، قال ابن حجر: والمراد بها هنا العلم المشتمل على المعرفة بالله.
وقوله (الفخر والخيلاء في أصحاب الإبل) الفخر هو الافتخار وعد المآثر، والخيلاء هو الكبر، قال الخطابي: إنما ذم هؤلاء لاشتغالهم بمعالجة ما هم فيه عن أمور دينهم وذلك يفضي إلى قساوة القلب. (والسكينة والوقار في أهل الغنم) لأنهم غالباً دون أهل الإبل في التوسعة والكثرة وهما سبب الفخر والخيلاء، وقيل: أراد بأهل الغنم أهل اليمن لأن غالب مواشيهم الغنم؛ بخلاف ربيعة ومضر فإنهم أصحاب الإبل.
والله أعلم.
له أعلم.