
بعد كام شهر، كانوا خارجين يسهروا بعد الشغل. واعترف إن واحد من زمايله في الشغل شاف صورة ليا أنا وهو على شاشة الموبايل المقفولة، وسأله أنا مين، وفي لحظة هلع رد عليهم وقال “أختي”.
كان بيعتذر جدًا في النقطة دي، وكان بيعيط جامد، ومقدرش يبصلي وكان بس بيقرا الكلام اللي كتبه.
المهم، قال إنه من ساعتها بدأ يحفر حفرة أعمق لنفسه، لأنهم كانوا دايمًا بيسألوه عني وعاوزين يشوفوا صور تانية ليا. قال إنه ساب الموضوع يمشي بزيادة، وما كانش عنده الشجاعة إنه يعترف بالكذبة.
كانوا دايمًا بيجيبوا سيرتي ويقولوا حاجات زي “اديتها رقمي؟” أو يهزروا ويقولوا إنهم خرجوا معايا وكده. فلما جاله الرسالة من جيك، كان مفكر إنها مجرد هزار منه، لكن هو ما كانش مرتاح للنكت اللي كانوا بيقولوها عني، وقال إن أنا متجوزة على أمل إنهم يبطلوا، بس ده ما حصلش.
قال كمان إن دي ما كانتش أول مرة يقول لهم إني متجوزة، في الحقيقة قال كده تقريبًا على طول بعد ما قال لهم إني أخته.
قال إن الصور بتاعتنا في بالي هي الصور الوحيدة اللي بعتهم عمداً وكذب بخصوصهم، بعد ما حصل “سيل متواصل” من الزن من زمايله عشان يشاركهم صور رحلته.
قال إنه مكسوف جدًا إنه عمل كده.
قال لي إنه عمره ما خانّي ولا حتى فكر في كده، وإن الرسائل بينه وبين زميلاته في الشغل كانت مجرد “هزار”، وإنه عادي بيتكلموا بالطريقة دي في المكتب.
كمان قال إنه عارف إنه تصرف وحـ،ـش وإنه مكسوف من نفسه.
ختم كلامه بالاعتذار مرة تانية، وقال إنه قرفان من نفسه ومكسوف إنه كذ.ب لمدة طويلة، بس كان حاسس إنه حبَس نفسه في الكذ.بة ومقدرش يلاقي طريقة يخرج منها.
قال إنه عارف إنه كان ممكن يعترف بالحقيقة لزمايله في الشغل أو ليا في أي وقت، بس ماعملش كده لأنه كان جبان. وإنه مستعد يعترف للكل في مكتبه إنه كان بيكذب وإن أنا مراته مش أخته لو أنا عايزة كده. كمان قال إنه هيقدم استقالته من غير كلام لو ده هيخليني أحس بتحسن، وإنه بيتمنى إني أسامحه.
المهم، مقدرتش أفكر في حاجة أقولها في الوقت ده. هو قفل على نفسه في الحمام، وأنا قعدت على الكنبة بعيط.
لسه مش عارفة إذا كنت أقدر أصدقه ولا لأ، وكدبة بالحجم ده فعلاً بتخليني حسه بالحيرة. لو قدر يكذب كده، وبالمدة دي كلها، يبقى ممكن يكون بيكدب في حاجات تانية كمان؟ بس تفسيره واعتذاراته كانوا واضحين وصادقين جدًا، ولحد ما كلامه مقنع.
هو دايمًا كان اجتماعي بس سهل حد يأثر عليه خصوصًا من اصحابه.
المهم، جمعت شنطتي ورجعت عند صوفي، ولسه قاعدة عندها وأنا بكتب الكلام ده. هي قالت لي أقدر أقعد عندها زي ما أنا عايزه.
قلت لجوش إني محتاجة وقت بعيد عنه عشان أفكر في كل حاجة وإذا كنت أصدقه ولا لأ، أو إذا كنت أقدر أثق فيه تاني.
هو قال لي آخد وقتي كله وإنه هيكون موجود لما أرجع لو حبيت،”حتى لو الموضوع اخد سنة”.
دلوقتي مفيش حاجة حاسة بيها حقيقي، لسه بتعامل مع الصدمة العاطفية من اللي حصل ومش قادرة أحتفظ بأي أكل في معدتي ولا أركز في أي حاجة.
أخدت أجازة من الشغل النهارده وجوش قال إنه هياخد اجازة طول الأسبوع.
صوفي واصحابي التانيين قالوا لي ما أخدش أي قرار دلوقتي لحد ما دماغي تهدى. كلمت أهلي الصبح ومامتي بتقول إنه “مجرد مطب في طريقنا” بس هي وبابا بيحبوا جوش جدًا، فممكن يكون رأيهم منحاز شوية.
ده وضعي الحالي. هاخد وقتي قبل ما أفكر في الخطوة اللي جايه، مش قادرة أقول إذا كنت أميل للتسامح ولا الطلاق، بس دول الخيارات الوحيدة اللي قدامي. حاسة كأني تايهة في فراغ، يمكن ده أفضل وصف، مجرد إحساس بالفراغ.
شكرًا تاني على نصايحكم ودعمكم، أنا بجد ممتنة جدًا إن عندي مكان أكتب فيه كل أفكاري.
ده هيكون آخر تحديث ليا. كل الخير ليكم….
(القصة حقيقية مترجمة)
#حواديت_الاجانب
#ريديت