
قصة اليوم بعنوان “خزين طماطم”
تقول صاحبة الرسالة …أنا ست بيت عمري 28 سنة، عندي طفلين ومستقرة في بيتي بشكل كبير، أسرتي كبيرة ومترابطة، ولأني البنت الكبيرة وأكبر بنت في العيلة فـ بقى لي فوق الـ 7 سنين – من وقت ما اتجو,زت – وأنا بستضيف العيلة في أي مناسبة.ساعدني في ده إن بيتي كبير وسفرتي كبيرة فعلاً، وأنا في الحقيقة بتبسط بـ ده، في أول جوازي جوزي قال لي إنه اكتشف إن لغة الحب بتاعتي إني أعمل له أكل، عشان لما ببقى متضايقة منه بيكون طعم الأكل كأنه عقاب! ضحكت … دي الحقيقة اللي ما كنتش أعرفها عن نفسي … أنا بحب أعمل أكل وبحب أوي أعمله للناس اللي بح,بها.وده تقريباً سبب إني بحب أستضيف عيلتي كل سنة … كانت الأمور ماشية عادي لغاية ما أخويا – “ليو” 32 سنة – اتعرف على “كام” 30 سنة.
من أول يوم اتعزمِت “كام” عندي وهي يا ح,بيبة قلبي عندها حالة هرش مس,تعصية في ايديها، بمجرد ما تقعد على السفرة لازم تمد ايديها بالملح والفلفل وأي توابل تقدر تحط ايديها عليها وتزود في السرافيس! الحقيقة إن ده تصرف أقل ما يقال عليه مس,تفز – ما قلتش إنه قليل الذ,وق ولا قليل الأ,دب لأن ليو اتجو,زها بعدها – ولما بان على وشي إني اتضايقت من اللي حصل جت تكحلها بالتبرير فـ عمِتها لما قالت: حاولت أدي للأكل طعم! يعني انا أكلي مالوش طعم يا بنت بياعة الجزر؟!
ليو لم الليلة بدل ما انتف لها شعر حواجبها التقيلة اللي بتتعايق بيها دي، وهي – للأسف – لطيفة فعلاً مش تمثيل وده – للأسف برضه – اللي خلاني أتمالك أعصا,بي معاها خلال الأربع سنين اللي كانت موجودة فيهم في حياتي!يعني ليو خطبها واتج,وزوا بل وعندهم دلوقتي ولد وهي اللي فيها فيها! ما بطلِتش عادتها الم,هببة دي بل زادت! ما هي بقت واحدة من العيلة وبتدخل مط.بخي بقى! أبقى حاطة الطفح على النا,ر تشيل الغطا وتحط توابل على مزا,جها! يا ولية هو أنا مش,لولة ما أنا بتنيل أطبخ طول اليوم مش مستنية رشة البصل الباودر دي! عاملين سلطة خضراء والا سلطة مكرونة بالتونة والا أي بلا أزرق هناكله لازم تضيف حاجة للدريسنج!
اللي هو كرهتني في نعمة ربنا!على مدار السنين وجودها في أي عزومة بقى يوترني، لأن طاقتي بتبقى مشتتة ما بين إني بطبخ وبجهز السفرة وما بين إني بحلّق عليها ومش قادرة أديها بالطاسة السخنة على أم راسها يمكن تتهد وتقعد بره مطبخي اللي قلت لها ألف مرة ما تدخلهوش وأنا بطبخ! آخر عزومة كانت في عيد الاستقلال ودخلِت زودت خردل على السلطة! أنا مثلاً ما بطيقش ريحة الخردل! كانت أول مرة أتكلم معاها بشكل حازم فعلاً إني مش عايزاها تمد ايديها في أكلي مرة تانية! الموضوع كان هيقلب خن,اقة وهي عاملة إنها مندهشة جداً من رد فعلي الحاد، لولا إن ليو وماما تدخلوا قبل ما أن,تف لها شعر القُصة اللي فرحانة لي بيها دي!
والحمد لله عدت على خير وخلاص …المهم من كام يوم كنت متفقة مع ليو يعدي عليا عشان عندي شنطة هدوم من بتاعة ابني ياخدها لابنه … العيال لما بيلبسوا من بعض ربنا بيبارك يا مترجمة يا أختي!اليوم ده نزلت السوق وجبت 40 كيلو طماطم لقيتها رخصت فجأة، معرفش السبب ناس بتقول أوانها وناس بتقول التصد,ير قل، مش مهم ما دام رخصت، جبت الـ 40 كيلو وقلت أجهزهم كـ صلصة وأفرّزهم.في العادي ده بيبقى سهل جداً خصوصاً في العزومات بطلع أكياس الصلصة دي يا دوب تفك وأضيف التوابل على مزاجي بقى، أحط توابل إيطالي .. أحط توم .. أحط بصل .. أحط بصل وتوم … على حسب الوجبات اللي هطبخها، المهم إني بشيل خزين الطماطم من غير أي إضافات في الفريزر.
قطعت الطاطم وضر,بتها في الخلاط وحطيتها على حلل كبيرة على النا,ر، شوية اتجهزوا رفعتهم وحطيت حلل تانية.في اللحظة دي ليو رن الجرس خرجت فتحت له، لقيت كام معاه قال لي إنهم جايين ياخدوا شنطة اللبس.قلت لهم اتفضلوا في الصالون وطلعت الدور التاني أجيب الشنطة، حضرتك أنا رحت ثانية واحدة رجعت لقيت كام مختفية!سيبت الشنطة من ايدي ودخلت جري وأنا بقول يا رب اخلف ظني!ولأني ما كنتش متوضية تقريباً الدعوة ما تقبلتش! دخلت لقيت كام واقفة بتقلب في الحلل، حتى اللي اتشالت من على النار متقلبة … حاطة فيهم كلهم ملح، فلفل، بابريكا، بصل بودر، توم بودر، توابل إيطالي! في الأربعين كيلو خزين الطماطم!
كنت حاسة إن قلبي هيقف وأنا بنقل عيني ما بين علب التوابل اللي طلعِتها رصتها أدامها تستخدم منها وبين الحلل!تقريباً بان على وشي فـ قالت لي وهي بتهز كتفها بلا مبالاة: أنا ضيفت شوية توابل، الصلصة كانت ماسخة!لو كنت رديت عليها على الأرجح كنت هشيل لحمها من على ع,ضمها بسناني! سيبتها وخرجت لـ ليو اللي لقيته بيشيل الشنطة من على الأرض وبيبص لي بتساؤل عبيط من نوعية “إيه اللي حصل؟” قلت له بغل حقيقي: خد مراتك واطلع بره بيتي … هي مش مسموح لها تدخله مرة تانية!
بص لي بذهول وهو بيبص عليها ورايا وبيبص لي … كانت ورايا سمعتها بتع,تذر، وتقريباً كده بدأِت تستوعب إني فعلاً جبت آخر آخري منها!رفعت ايدي من غير ما أبص لها بمعنى اخرسي وكملت لـ ليو: خدها وامشي وبعدها تعالى لوحدك خد الـ 40 كيلو طماطم خزين اللي الش,ملولة خر,بتهم، وأقسم بالله لو ما جيت أخدتهم لأرميهم في التو,اليت!ليو كان بيحاول يهديني وهي لسه بتع,تذر صر,خت فيه: خدها من وشي وامشي أحسن لك!سحبها من ايديها وخرج بيها جري وأنا حاسة إن د,,مي بيغ,,لي في عر,,وقي! افتكرت المجهود بتاع شراء الطماطم والعصر والتجهيز حسيت إن د,,مي بيغلي أكتر!
كلمت ليو وأول ما رد عليا قلت له تكون أدامي خلال ساعة تاخد الخزين اللي مراتك خربته وتجيب لي 40 كيلو طماطم بدلهم!جه جايب لي الطماطم وقعد يع,تذر لي فـ قلت له إني مش مهتمة أسمع اع,تذارات لأني مش فاضية للأسف، هدخل أعيد مجهود خزين الـ 40 كيلو طماطم من الأول!تاني يوم ليو جه تاني وجايب لي معاه جواب اع,تذار من كام – بصر,,احة أنا عملت لها بلوك من كل داهية – وكيكة جزر – المفضلة عندي – هي عاملاها كـ نوع من معاهدة السلام وكده.قلت له اع,,تذار مقبول بس أنا لسه عند كلمتي مر,,اتك مش مسموح لها تدخل بيتي!
طبعا ليو اشتكي ل ماما وبابا، بابا كان شايف إني غلطانة لأن من أول يوم حاولِت تعدل على أكلي كان لازم ألبسها سرفيس الأكل في وشها! ماما شايفة بابا غلطان ودي مش طريقة تعامل مع أفراد العيلة.ليو حاول يزيط في الزيطة ويقول إنها بس كان قصدها تساعدني وتدي أكلي طعم، ماما قلبت على الوش التاني وقالت له ليه ان شاء الله؟ المعدولة مراتك دي لو وقفت على رموش عينيها ما تعرفش تعمل أكل زي أكل بنتي!وبصت لي بعتاب: ليه أخدتي منها كيكة الجزر ألا تكون عاملة لك فيها عمل يا منيلة، ازاي تآمني تاكلي من ايديها حاجة بعد ما طردتيها من بيتك؟
علي الرغم من إني اتبسطت من دعم أهلي ليا إلا إنهم دلوقتي بيضغطوا عليا عشان أسامحها خصوصاً إن عيد الشكر قرب!أنا مصممة على قراري وقلت لـ ماما لو عايزة تعزمها تستضيف الحفلة عندها، وأنا هاجي عادي لكني حلفت إنها مش هتدخل لي بيت تاني وانا مش هصوم تلات أيام انا!جوزي بيقول لي إني مزوداها والست اعت,ذرت تعمل إيه تاني؟ نجيبها في شوال تحت رجليكي عشان ترضي عنها؟استغربت حقيقي لأن أفكاره عني طلعت متـ طرفة بالشكل ده! مين قال إنهم لو جابوها في شوال تحت رجلي هسامحها أصلاً؟!قولولي الحقيقة عشان بدأت أتعصب من التسامح اللي هم فيه!
#ريديت