جاتلي رسالة على الواتس اب، الساعة كانت واحدة بعد نص الليل وكنت لسه يا دوب هنام.
الرقم مش متسجل بس مش غريب عليا.. فتحت الرسالة لقيت ڤويس حوالي ٧ دقايق!!.
شغلته وسرّعت الصوت علشان انجز .. بعد ما خلصت حسيت اني مش فاهم حاجة رغم اني ركزت في الكلام، عيدته كذا مرة بنفس السرعة ومافيش فايدة علشان كدا قررت اسمعه بصوته الطبيعي، ولما خلصته .. حرفياً دخلت في هيستريا من الضحك، فضلت اضحك بصوت عالي .. اضحك واضحك لدرجة ان ولادي ومراتي صحيوا من صوت ضحكاتي.
مراتي استغربت من نوبة الضحك اللي دخلت فيها، شافتني ماسك موبايلي وفاتح الڤويس وعمال اسمعه كذا مرة.. لما مراتي سألتني (في إيه؟).
شاورتلها تسمع الڤويس وللمرة العاشرة سمعته معاها وكانت كالآتي :
_ ايه يا ابراهيم انا موسى الشناوي .. بتصل بيك يا عم موبايلك مقفول ليه؟.. عموما انا بعتلك الرسالة دي علشان اقولك اني هخلع من ام الشقة الي جبتهالي دي يا عم.
ده انا شوفت بلاوي.. هحكيلك الي حصل.
بعد ما كلمتني عليها ركبت تاكسي ونزلت قدامها.. عديت الشارع (الي كله عربيات رايحة جاية بسرعة رهيبة )
وصلت العمارة على ١١ بالليل.. لقيت واحد قاعد مربع على دكة قصاد العمارة .. اسمر ولابس جلابية بيضا وماسك لّي شيشة محطوطة قدامه .. ريحة المخدرات فايحة منها .. مهتمتش اوي وقولت اكيد البواب.. اول ما شافني قام وجيه عليا وقالي بلهجته الصعيدي :
_ شكلك الساكن الچديد؟.
هزيتله راسي وانا مبتسم.. كنت تعبان ولسه جاي من البلد مانت عارف.. سيبته وجيت علشان اطلع لقيته بيمسكني من ايدي وبيقولي بصوت واطي :
_ خلي بالك من الوَلية اللي ساكنة (جصادك) .. اسمها مروة.. دي وَلية مخلولة .. كل يوم بالليل تصحى تصرخ كن حد (جتلها جتيل) .. اوعاك تسمعلها.. اوعاك .
علشان اهاوده واطلع قولتله ( ماشي .. ماتقلقش).
سيبته ومشيت .. ولان الشقة في الدور الرابع ومش قادر اطلع قولت اركب الاسانسير.. لسه هطلب الدور لقيت واحد جاي جري عليا وهو بيقولي ( استنى اطلع معاك ).
كان راجل في التلاتينات لابس بدلة سودة وجزمة متلمعة وحاطط تحت باطه دوسيه.. ركب معايا وهو بينهج شكرني وبدأ يعرفني بنفسه :
_ اهلا .. انا رامي عبدالوهاب المحامي .. ساكن في الدور التالت .. شكلك الساكن الجديد .
قولت لنفسي وانا بنفخ ( يا دي النيلة .. هو انا اتشهرت اوي للدرجادي ).. ابتسمت ابتسامة مصطنعة وقولتله :
_ اه .. انا .
قالي قبل ما الاسانسير يقف عند الدور التالت :
_ انا شوفتك واقف مع عمارة البواب.. احسن لك بلاش تقف معاه تاني .. ده راجل قليل الادب وبتاع حشيش .. انا مطلعه من تلات قضايا تعاطي والمعفن مدانيش حتى سندوتش طعمية .. شكلك شاب محترم وهادي .. سيبك منه علشان مايشبهكش.
زيه زي عمارة البواب قولتله برد فاتر :
_ ماشي .. ماتقلقش .
هو نزل وهو بيشاورلي وطلع بيا الاسانسير وهو لسه واقف.. قولت لنفسي ده اكيد مجنون .. وصلت الدور الرابع .. خرجت من الاسانسير وبصيت شمالي .. لقيت رقم الشقة .. خرّجت المفتاح ولسه هفتح الباب :
_ خاينين .. كل الرجالة خاينين .. انت .. بست بست .
بصيت ورايا رجعت بضهري بقوة لدرجة ان باب الشقة كان هيتكسر لما شوفت واحدة ست واقفة قدامي وشعرها منكوش وفاتحة عيونها وعلى وشها ضحكة مش مفهومة.. شاورتلها على نفسي لقيتها بتقول بنفس نبرتها العالية :
_ ايوة انت .. مش انت راجل ؟.
بلعت ريقي وقولتلها :
_ للأسف مافيش وطواط بيتكلم .. ايوة راجل طبعاً يا آنسة.
كنت غلطان لما قولت كدا.. لقيت وشها بيحمر وعنيها بتحول وبدات تقف على صوابعها ومسكت شعرها وهي بتقول:
= آنسة !! .. انت معدوم النظر ولا ايه!.. انا مزمازيل مروة .. اجمل واحدة في العمارة دي.. خا,ين زيك زي الرجالة .
فجأة بدأت تضحك وقالت بدلال وهي بتهرش في شعرها بكل قوة فيها وبتقولي بدلع :
_ شكلك الساكن الجديد؟.. طب ايه؟.. البغل مش هيحن بقى؟.
وهي بتقول الجملة بطني قلبت ..ضربت كف على كف وانا مش فاهم اي حاجة .. فتحت الباب وقفلت في وشها.. رميت الشنطة بقرف وبفتح النور :
_ تؤتؤتؤتؤتؤتؤ .. النور ياااااااه!!.
الجملة دي سمعتها من ورايا.. بصيت لقيت اكتر من ١٤ نفر مرمين في الصالة نايمين.. اللي رفيع واللي طويل واللي تخين واللي مش باين من الارض.
اللي قالي الجملة دي كان واضح انه اكبرهم سنا.. قام من على الارض وبص على الحمام وراح قفله وهو بيقول :
_ سوري اصل مراتتنا كاشفين راسهم.
= مراتتكم!!!.
_ شكلك الساكن الجديد؟.
= يادي النيلة .. ايوة انا الزفت الجديد .. دا انا بقيت تريند العمارة .
_ يا عم ولا ترنج ولا حاجة .
= ترنج؟!!.
_ ايه يا عم انت جاي تتصدم هنا ؟.
= انا هتتجن .. ما كنتوا تعملولي ( سيربرايس بارتي ) احسن.
_ يا عم الموضوع مش هيوصل للمحاكم اطمن .
= بتقول ايه انت ؟.. ثم تعالى هنا .. انت مين .. انتوا مين ؟.. دي شقتي ولسه مأجرها .
_ شششششش .
= ايه ؟.
_ حموكشة نايم.
= حموكشة مين؟.
_ جوز مامي.
= طب وانا مال مامي؟.
_ هفهمك بسرعة علشان مش فايق ويادوب نايم اسبوعين و٦تيام بس وعايز اكمل نوم.. عمارة ورامي ومروة من عشيرتنا .. بمعنى تاني .. احنا عمّار العمارة وماتقوليش (ايه) علشان انا قولتها مرة وغلاوتك عندي ماهعرف اقولها تاني.. احنا واخدين العمارة دي وضع يد من التلاتينات .. انجز بقى واخلع احسن أصحيلك خاربها ابني يلبسك.
= وعلى ايه .. خلي خاربها بيه يقفل شهر ماتصحيهوش.
هو قال كدا يا ابراهيم وانا نزلت جري من العمارة ولما خرجت لا لقيت الاسانسير شغال ولا لقيت اي نور ومدخل العمارة مترب ومافيش اي حياة.. قولي بقى اعمل انا ايه؟.
لقيت مراتي قفلت الموبايل وبتقولي وانا لسه بضحك :
_ بتضحك علشان صاحبك شاف عفاريت ؟.
قولتلها وانا بضحك :
= لأ.
_يبقى اكيد عملت فيه مقلب وانت عارف ان العمارة مسكونة.
قولتلها وانا مسخسخ وبتنطط من الضحك :
_ برضو لأ.
= اومال ايه اللي يضحك يا ابراهيم صوتك بقى عالي اوي .. ايه ده استنى .. انا صحيت على غفلة ومكنتش مركزة .. بس انا دلوقتي فهمت .. انت بتجيلك هيستريا الضحك لما تكون خايف.. طب وخايف من ايه؟.
رديت عليها وانا لسه بضحك بهستيريا:
_ انا ميت في جلدي يا وفاء .. ده فعلا صوت صاحبي ..بس موسى الشناوي نفسه ميت من سنتين وهو بيعدي الشارع علشان يروح يشوف الشقة .. يعني هو مدخلش العمارة من اساسه!!.
= غريبة!!.. اومال جاب رقمك منين؟.
_ ده الي همّك يا وفاء .. يلعن ابو الغباء.
سمعت من بعيد ولادي رضوى وعمر بيتكلموا بصوت واطي:
_ عمر.. هو بابا بيضحك تاني؟.. كدا كتير اوي .
= هنعمل ايه بس يا رضوى.. مانتي عارفه انه كان بيحبها.
_ولازم يستوعب الصدمة زي ماحنا عملنا.
=فعلاً لازم .. لازم يقتنع ان ماما ميتة من ٥ سنين!!.
تمت.
