منوعات

وعد_جواز

عارفين الغلطة اللي بنعملها بدون ما نحس بعواقبها وتفضل تلاحقنا باقي عمرنا مش عارفين نتخلص منها ازاي؟!

أنا غلطت غلطة كبيرة أوي ودلوقتي بتعاقب بيها، لما حبيت مرام زميلتي في الجامعة ووعدتها بالجواز وخليتها تستناني.

أنا فادي حداد 28 سنة، شاب من أسرة ميسورة الحال.

لما وصلت المرحلة الجامعية وقعت في حب بنت كل المُدرج كان واقع في حبها معايا تقريبًا، مرام البلوشي، اجمل بنات الجامعة.

ولاني مش الشخص اللي ممكن يتنازل عن حاجة عايزها بسهولة، فضلت ألاحقها طول الوقت لحد ما عرفت أنها هي كمان بتحبني وفي قبول من ناحيتي.

عملت البدع علشان أقدر اكلمها ونرتبط، وبالفعل نجحت رغم صعوبة الموضوع.

مرام شخصيتها من قريب ماكنتش حلوة زي شكلها اللي انبهرت بيه، كانت طفولية وبتعيط من أقل موقف بينا، وبتتعصب بسرعة وبتتقمص.

صفات كده أي راجل بيتخنق منها مع الوقت، ملقتش فيها الانثى اللي كنت متوقعها لما نتكلم.

وعدتها بالجواز بعد ما نخلص الجامعة وانا من جوايا عارف نفسي إني عايز اخلع منها ومكملش، لكن قولت نعدي مرحلة الجامعة دي بهدوء بحيث لما أبعد ميجمعناش مكان.

وفي سنة رابعة مستوى مرام بدأ ينحدر جدًا وده بسبب المشاكل المستمرة بينا والتوتر اللي كان في علاقتـ,ـنا، لأني الحقيقة كنت بجهز للفراق وقتها، وبطلت اكلمها واهتم بيها زي الاول وده خلاها نفسيًا مش قادرة تركز في شيء.

الغريب أنها كانت بتحبني بشكل قوي جدًا وواثقة فيا ثقة عمياء.

ولما خلصنا دراسة أنا نجحت وهي سقطت في أخر سنة رغم شطارتها وتفوقها، وكنت عارف ومتأكد إني السبب في اللي بيحصلها.

بدأت تكلمني بعد ظهور النتيجة وتحكيلي إزاي أهلها منزعجين منها ورافضين إنها تكمل تعليم وكل سنين عمرها بتضيع منها على الفاضي ودوشة كتير كلت نافوخي بيها.

وطبعًا أنا متعاطفتش معاها بجنيه، وكنت شايف أنها تستاهل لانها كانت مركزة معايا ومع المشاكل ما بينا ومتفرغالي.

بدأت ابعد عنها بالتدريج وكل يوم اقوم على رسايل وندب منها مبيخلصش، وأنت مبقتش مهتم، وانت بطلت تحبني وكلام كلنا حفظناه من صنف البنات عمومًا، فكنت برد عليها بكل برود وأكدلها شكوكها جايز تبعد عني وتسبني في حالي.

لكن كانت متمسكة بيا.

وفي يوم لقيتها بتتصل عليا وبتقولي “فادي ألحقني، بابا جايبلي عريس وعايز يغصب عليا اتخطبله، أرجوك ألحقني وتعالى يلا اتقدملي مش انت وعدتني؟”.

ودي كانت اللحظة اللي عارف أنها كده كده هتحصل ما بينا وقولتلها “أنتي عارفة أني لسه مشتغلتش وموقفتش على رجلي، ومعنديش أي حل اقدمهولك دلوقتي لو عايزة تتخطبي براحتك”.

كنت بحاول أجيب العيب منها علشان أظهر ضحية، لكن حصل اللي متوقعتوش في حياتي.

الساعة اتنين بليل لقيت جرس بيتنا بيرن بشكل مستمر، قومت فتحت وانا مخضوض ولقيتها واقفة بتمسح دموعها وبتبتسم وبتقولي “أنا هربت من بيتنا، أنا مش عايزة غيرك يا فادي وده إثبات لحبي ليك، يلا نتجوز وهعيش معاك هنا”.

اتصدمت من وجودها في بيتي، وخرجت ماما قلقانة من نومها وهي بتقولي “مين يا فادي؟” وشافت مرام.

أنا وقتها اتوترت وقولتلها “معرفش يا ماما، دي شكلها واحدة مجنونة معرفهاش”.

ماما خافت منها خصوصًا أنها بتنهج وباين أنها متبهدلة ومش طبيعية، وقالتلها “امشي يا حبيبتي من هنا بدل ما اطلبلك الأمن يجي ياخدك”.

مرام فضلت تعيط وعنيها في عيني وبتقولي “أنا مرام يا فادي، انت بتهزر صح، اكيد بتهزر، بابا هيقتـ,ـلني يا فادي لما يعرف أني هربت”.

وبرغم أن كلامها كان واجعني إلا إني مقدرش اقول اني أعرفها واتدبس في جوازة ومشاكل بالشكل ده، وقفلت ماما الباب في وشها.

دخلت البلكونة لقيتها حاضنة شنطتها وعمالة تتلفت حواليها وخايفة كأنها تايهة أو مضروبة على راسها، وأكيد الصدمة كانت تقيلة عليها.

فضلت متابعها لحد ما جه موتوسيكل عليه شابين وقفوا يقربوا منها وهي بتبعد وواضح أنها بتدافع عن نفسها وأنهم بيغلسوا عليها بشكل مش تمام.

الدـ,ـم جري في عروقي ومقدرتش اشوفها في الموقف ده، وجيت أنزل لقيت ماما واقفة في الصالة بتقولي “على فين يا فادي؟ إيه أنت تعرف البنت دي بجد ولا إيه ؟”.

مقدرتش أواجه ماما ورجعت في كلامي وقولتلها “لا لا معرفهاش، دانا كنت نازل اجيب حاجة بس خلاص خلاص مش مهم”.

ورجعت أبص تاني من البلكونة ملقيتهاش.

الموقف كان صعب وفضل معلق في دماغي وحاجة جوايا بتقولي أن الليلة دي مش هتمر بسلام على مرام، واكيد هترجع بيتها وهتتعاقب بشكل وحش خصوصاً أن باباها ظابط شرطة وشديد جدًا عليها.

تاني يوم قاعد على تليفوني وزهقان، واتفاجئت بمنشور لواحدة من صحابنا في الجامعة بتقول “البقاء لله مرام البلوشي في ذمة الله، ادعو لها”.

الخبر زي السكينة نزل على قلبي، ودخلت كلمت البنت قولتلها “إزاي ؟ حصل إزاي ؟! باباها**صح”.

ردت البنت وقالتلي “لقوها مقتولة على الطريق، وفي كاميرات جابت أن في شابين خدوها على مكنة ولما عافرت معاهم ضربوها بسـ.كينة واتسابت تنزف على الطريق”.

يعني لو كنت نزلت لحقتها ماكنش كل ده حصل، ولو ماكنتش عشمتها بالجواز وفضلت وراها علشان عجباني ماكنش كل ده حصل.

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
54

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل