
فى مرة اتعاقد محمود المليجي على الظهور فى فيلم عالمي بيتصور فى إسبانيا ساهمت ماري كويني فى إنتاجه مع شركة “روما فيلم”..
سافر المليجي ونزل فى فندق من الفنادق فى مدريد.. وبعد ما ارتاح من تعب السفر اتصل بشركة “روما فيلم” علشان يعرف معاد التصوير امتي.. فرد عليه واحد من المسئولين فى الشركة.. فالمليجي قاله “أنا محمود المليجي.. وجيت من مصر علشان أصور دوري فى فيلم غرام بنت الشيخ”.. فالمسئول رد عليه وقاله “بس إحنا منعرفش حد بالاسم ده” ..
قفل محمود الخط واتصل بمسئول تاني عن الإنتاج وقاله “أنا محمود المليجي”.. فضحك بسخرية وقال “إحنا مش عارفينك”.. فالمليجي قاله “إزاي وأنا ليا دور فى الفيلم؟” .. فسأله “دور إيه؟”.. فالمليجي قاله “دور إبراهيم”.. فضحك مرة تانية وقال “اه.. انت إبراهيم؟ مقلتش ليه من الأول؟”.. فالمليجي قاله “لأن اسمي الأصلي محمود المليجي مش إبراهيم”.. فالمسئول رد عليه بتهكم وهو بيقول “بس إحنا منعرفش غير إبراهيم”..
انتهت المكالمة واضطر المليجي زي ما بيقول فى مقاله لمجلة الكواكب إنه يبلع اللى حصل معاه.. وقال إن أسماء الفنانين العرب مكنتش معروفة برة وقتها لأنه مكنش بيتعمل لهم دعاية مناسبة..
المهم .. تاني يوم نزل المليجي من الفندق وحاول يغير العملة اللي معاه معرفش.. فطلع جري على الاستديو علشان معاد التصوير .. وهناك بدأت المتاعب..
بيقول المليجي إن محدش من المسئولين فى الاستديو رحب بيه.. وحتى لما حس إنه محتاج فنجان قهوة يهدى بيه الصداع اكتشف إن محدش بيقوله انت فين .. لحد ما لقى عامل البوفية رايح له وبيقدم له فنجان قهوة .. يببص حواليه لقى واحد من عمال الكهرباء فى الاستديو بيبتسم له.. وعرف وقتها إنه هو اللي قرر يعزمه على القهوة..
بلع المليجي اللي حصل للمرة التانية.. وفضل قاعد فى الاستديو لا شغلة ولا مشغلة لحد ما الليل دخل .. ومشي كل الموجودين.. وجه خارج فلقى كل واحد رايح يركب عربيته وهو واقف تحت المطر مش عارف يعمل إيه.. وهنا اتدخل عامل الكهرباء للمرة التانية وشده من إيديه دخله الاستديو.. واتصل بالتليفون وبعدها شاور له بإيديه إن فى تاكسي جاي خلال دقايق..وفعلا بعد دقايق وصل التاكسي وركب محمود وانطلق إلى الفندق..
تاني يوم راح الاستديو.. وعلشان يتفادي اللي حصل امبارح طلب منهم يعرف هو هيصور امتى بالظبط ؟ .. فقالوا “أقعد بس الأول اتفرج على المشاهد اللي بتتصور “..
فضل المليجي قاعد يتفرج لحد ما اليوم خلص ..تالت يوم اتكرر نفس الموضوع.. لحد ما لقى نفسه بيروح يعمل مكياج ويفضل12 ساعة قاعد يتفرج.. قصدي واقف على رجليه يتفرج..
وهنا حد يسأل ليه واقف؟ ما يقعد؟ .. فأقولك إن المليجي مكنش له كرسي وقتها يقعد عليه.. وقال إنه أول يوم لقى كراسي فاضية فى الاستديو فقعد على واحد منها.. وفجأة لقى واحد من العمال جاي بيطلب منه إنه يقوم .. فقام وقعد على كرسي تاني فراح وراه وطلب منه يقوم..
وعرف المليجي وقتها إن الكراسي دي لها أصحاب من الممثلين اللي في الفيلم هيقعدوا عليها.. ففضل يدور حواليه مالقاش كراسي.. لحد ما لقى سلم صغير مخصص كجزء من الديكور.. فبص للعامل وقاله “السلم ده بتاع حد ؟ أنا هقعد عليه”.. وبقى المليجي لما يتعب من الوقفة يقعد على السلم..
وسط ما هو بيراجع اللي بيحصل له وبيفكر يرجع مصر ويشتري دماغه.. لقى المخرج الإيطالي فرنيتشو اللي سبق له واشتغل فى مصر أكتر من تجربة داخل الاستديو..
وقتها جري عليه المليجي واشتكي له من اللي بيحصل معاه.. فخده من إيديه وداه لمخرج الفيلم اللي قاله إنه فى ممثل إسباني هيمثل قدامه الدور .. ولازم المليجي يركز معاه كويس جدا علشان يقلده وقت التصوير ..
جه الممثل الإسباني ووقف يمثل للمليجي.. وبعد ما خلص لقوا المليجي بيقول “بس اللي بيعمله ده فيه أخطاء”.. فالمخرج بص له وقاله “إحنا عايزينك تقلده وبس”.. فالمليجي قال “لا.. أنا همثل دوري بالطريقة اللى أنا شايفها”..
وهنا اتدخل فرنيتشو واتكلم مع المخرج .. اللى بص للمليجي وقال بتهكم “طيب.. ورينا طريقتك”..
عمل المليجي البروفة وبعد ما خلص لقى على وش المخرج علامات الذهول .. ولسه هينطق لقى فجأة الجو اتكهرب فى الاستديو.. وممثل طول بعرض داخل ومعاه الحاشية بتاعته .. وعرف المليجي إن ده زي ما بيوصف “أفضل ممثل شر فى إسبانيا”.. والجماهير هناك بتجري وراه فى كل مكان..
للوهلة الأولى حس المليجي بالقلق لأنه هيقف قدام الممثل ده .. لكن لما عمل معاه بروفة ارتاح ولما صور المشهد قدامه اكتشف من نظرات اللي حواليه وكلامهم اللي ترجمه فرنيتشو إنه خلى النجم بتاعهم “تلميذ مبتدئ” ..
وهنا الحال اتبدل تماما .. وبعد ما كان الكل بيتجاهل المليجي بقوا يهتموا بيه.. والعامل اللى منعه يقعد على الكراسي جري جاب له كرسي وكتب على ضهره اسم المليجي.. ده غير إن إدارة الاستديو وفرت له عربية توديه وتجيبه .. لكن الملجي رفض يستخدمها واتصل بالتليفون يطلب تاكسي..
وتاني يوم لقى المخرج بيكلمه فى الفندق يبلغه إنه تم توفير عربية مخصوص تحت أمره .. لكن المليجي رفض ونزل من الفندق خد تاكسي وساب العربية اللي شركة الإنتاج بعتتها واقفة عند باب الفندق..
وقال “حبيت أديهم درس فى كيفية معاملة الفنان .. خصوصا لو كان ضيف .. لأننا فى مصر بنحط الضيوف فوق راسنا” ..
وختم المليجي مقاله بإنهم حاولوا يسترضوه بكل الطرق ومع ذلك رفض.. وأصر على إنه يروح الفندق ويرجع بالتاكسي ..وإنه وقت التصوير يقعد على السلم الصغير مش على أي كرسي..
#الحكواتي_الهامي_سمير
#الهامي_سمير