
أنا برتاح يوم واحد كل أسبوع لإن دي طبيعة شغلي وهو يوم الجمعة، ويعتبر باخده كله نوم
وفي يوم كان الجو متغير وجالي برد خفيف، مراتي استأذنت تنزل تجيب طلبات للبيت ونزلت، وبعد نص ساعة رنت عليا وقالتلي أرتب الشقة لأن في ضيوف جيالنا وهي مكنتش تعرف، كتمت غيظي جوايا وقولت: ” طيب تمام ”
وقفلت في وشها وكملت نوم
مكنتش متوقع ردة الفعل ولا النتيجة أنا عاوز أنام وبس…
شوية والباب خبط قومت من السرير بكسل وفتحت، لاقيت مراتي وصاحبتها وجوزها جايين زيارة وجايبين معاهم جاتوه وحاجة ساقعة.
ببص لاقيت وش مراتي اتغيَّر لما بصت للشقة.
وبصتلي بلوم وعتاب ونظرات كلها خذلان وحسرة، حاولت تداري على الموقف وقالت: ” إيه ياحبيبي البرد لسه مخفش برضو؟ حقك عليا نسيت أروَّقلك الشقة قبل ما أنزل ”
وبعدين دخلت المطبخ وأنا عارف إنها داخلة تعيط!
مبتقصرش معايا برغم إني دايمًا مشغول وحتى يوم الأجازة بقضيه نوم، ضغط الشغل كان بيخليني حتى مرنش عليها.
دخلت وراها المطبخ، لمَّا حست بخطواتي غسلت وشها.
قربت منها وقولت: ” متزعليش مني، انتي عارفة الدكاترة بتشوف كتير في العيادة ”
بصتلي بابتسامة مُصتنعة وقالت: ” خلاص مفيش حاجة ”
ولكن كالعادة هي قالتها عشان تنهي الحوار والكلام!
الزياردة خلصت واليوم أنتهى، وهي نامت بدري، دخلت في أوضة الأطفال لاقيت علبة متغلفة جنب الحاجة اللي الضيوف كانت جيباها، فتحت العلبة لاقيت فيها ” ساعة ” كانت عجباني من فترة!
نزلت الشغل تاني يوم وأنا متضايق من نفسي.
هي بتفكر فيا رغم تقصيري وأنا لمجرد طلب بسيط بوَّخت صورتها قدام صاحبتها، ببص لاقيت راجل واقف بيبع بلح الشام وبيضحكلي! حبيت أشتري منه فقربت وقولتله بتوهة:
” عاوز بخمسه جنيه حمص الشام ”
رد وقالي: ” بلح😂😂 ياباشا مش حمص! شكلك بتفكر في حاجة مزعلاك صح؟ ”
ضحكت بتعب وقولت: ” لا مفيش حاجة ”
لاقيته شد كرسي وقالي: ” طب أقعد هطلعلك بلح سخن ”
قعدت رغم تأخيري؛ طلعلي طبق وقعد جنبي وحاول يتكلم معايا فاتكلمت معاه براحة، لاقيت طبطب على إيدي وقال:
” متغلطش غلطتي ”
بصتيله بعدم فهم وقولت: ” غلطتك إيه؟ ”
رد وقال: ” أنا مراتي غابت تعاني من عدم إهتمامي ويوم ما جيت أهتم ماتت، بقيت بتمنى لو ترجع يوم واحد أراضيها ”
النبي كان بيخيَّط هدومه بنفسه، وكان بيساعد زوجاته، حتى نعل جزمته كان بيعمله لنفسه، كانت زوجته عزيزة مش مُهانة النساء يابني قلوبهم بتتغذى على الذكريات!
بنيت ذكرى حلوة ليها ممكن تفديك بروحها، خذلتها في موقف مش هيعدي على قلبها بالسهل حتى لو سامحت، هما ضعفاء بيفكروا كتير بس بيتراضوا بسرعة.
مفيش ست نكدية، ولا قماصة، بس حبها ليك بيديك عنها انطباع إنها بتتلكك، بلاش تخلي اعتيادك على النعمة تفقدك قيمتها وعظمة وجودها، كونك عارف قيمة الست ده مستحيل يضعف شخصيتك، بالعكس ده هيخليك تقدر أمك وتحب مراتك وتكون بطل في عين بنتك.
خد اجازة النهاردة من الشغل واشتريلها أي حاجة بتحبها حتى لو بسيطة وقولها: ” لاقيتك وحشاني فقولت أقضي معاكي اليوم ”
وشوف بعدها هي هتعاملك إزاي، وهتحبك إزاي.
متزعلهاش عشان هي ملهاش غيرك.
روَّحت فعلاً وانا في إيدي علبة ” مِشَبِّك ” من اللي بتحبه.
لما شوفت لمعة عنيها وحبها اللي كان ظاهر في كلامها وأنا تقريبًا بقيت كل يوم أفضي نفسي دقيقة وأرن أطمن عليها.
أحاول أجيبلها معايا حاجة حلوة، باخدها في يوم إجازتي ونتمشى بعيدًا عن خنقة ولغبطة البيت.
كنت فاكر إني بفرحها بس اكتشفت إني أنا اللي بفرح ❤️
وفي يوم كنَّا خارجين وجيبتلها لبس شتوي ومطلبات البيت وصرفت تقريبًا مرتب الشهر عليها ومفضلش معايا غير عشرة جنيه أجرة الطريق، فلاقيتها بتعيط عشان الفلوس خلصت.
شديتها من إيديها وروحت ناحية حلواني.
لاقيتها بتقولي: ” بس أنت معاك عشرة جنيه بس🤔
خلاص نجيب بيها مِشبَّك ونروَّح مشي، حابب أمشي معاكي.
الست بتتغذى على الذكريات، الإهمال بداية النهاية.
متخليش الإعتياد يفقدك قيمة النعمه