منوعات

أنا حياتي إتد..مَّرِت بسبب الإنستجرام!

أنا حياتي إتدمَّرِت بسبب الإنستجرام!

***

الموضوع بدأ برسالة من أكونت مش حاطِط صورة، اسمه كان (نصايِح)، الرسالة كانِت سطر واحِد: «خُد الشمسية معاك… هتشتي!»

قريت الرسالة وأنا لسَّه صاحي من النوم، آه عادي… ما أنا زيي زيَّك بالظبط، أول حاجة بعمِلها أول ما بصحى من النوم هي إني أمسِك الموبايل وأشوف مين بيقول إيه! حرَّكت عيني من على شاشة الموبايِل ناحية السما الصافية والشمس اللي منوَّرة السما، هتشتي؟

أولًا: اسمها هتمطَّر، مين اللي بيقول هتشتي دا، الفعل هو سقوط المطر فتبقى هتمطَّر!

ثانيًا: مين مجنون مُمكِن يشُك ولو للحظة إن السما مُمكِن تمطَّر في الجو الرايِق دا؟

ضحكت على الرسالة وبعت إيموچي بيضحَك، قُمت دخلت الح.مَّام، خدت شاور سريع، وخرجت على المطبخ، مراتي كانِت سايبالي رسالة متعلَّقة على الميكروويف: (الساندويتشات في الميكروويف، جبنة سايحة زي ما بتحبها، ٤٠ ثانية بس)، وسايبالي جنبها حاجة حمرا كدا، مش عارف دي المفروض تكون بوسة ولا هي كانت بتعيَّط بدل الدموع دم على القدر اللي وقعها مع زوج زيي، رومانسي أوي أنا… صح؟

مراتي بتصحى تنزل هي والولاد على الساعة ستة الصُبح عشان تلحَق تروح شُغلها والولاد يلحقوا يروحوا مدارسهم، إنما أنا شُغلي بيبدأ الساعة عشرة، عشان كدا بصحى بعدهم بساعتين تقريبًا، سخَّنت الساندويتشات وكلت، لبست وظبَّطت نفسي، ونزلت الشُغل.

يمكِن لو كُنت سمعت كلام الرسالة الغريبة اللي جت لي الصُبح… مكانش زماني واقِف مبلول دلوقتي على باب البيت، بعد ما الدنيا مطَّرت، ها… مطَّرت، وغرقتلي هدومي كُلها، بس هنا هيظهَر سؤالين مُهمين: مين اللي بيبعتلي؟ وإزاي عرف إنها هتمطَّر؟

ومكدِّبتش خبر… بعت السؤالين دول في الرسايل لأكونت (نصايِح)، عمل سين ومردش، بعد شوية كُنت نسيته، اتعشيت وإتفرَّجت على شوية فيديوهات على التيك توك، ونمت.

صحيت الصُبح… لقيت رسالة جديدة من سطر واحِد من نفس الأكونت: «بلاش تجيب غدا من محل (…..) النهاردة».

هنا بقى… كان عندي مُشكِلة! هو عرف منين إني بتغدى كُل يوم من المطعَم دا؟ دا حد عارفني كويِّس أوي… وعارِف خط سيري!

المرَّة دي… بعتله رسالة على طول: «إنت مين؟ الموضوع بدأ يبقى سخيف!».

وكالعادة… عمل سين… ومردِّش!

شوية شوية نسيته، رُحت شُغلي، كان يوم طويل ومليان دوشة، ما صدَّقت ميعاد البريك جه، كُنت هموت من الجوع، نزلت من الشركة ومشيت ناحية مطعمي المُفضَّل، كُنت على وشك أدخُله وأطلُب وجبتي اللي متعوِّد آكلها كُل يوم، بس في آخر لحظة إفتكرت الرسالة بتاعة الصُبح، وقُلت: ليه لأ؟ لمَّا أجرَّب أسمع الكلام!

مشيت للمطعم الموجود قُصاده، قعدت وطلبت وجبة جديدة عليَّا، قبل ما أخلَّص أكل… قامِت حريـ.ـقة في مطعمي المُفضَّل، المطعم اللي كُنت على وشك أدخُله، لولا الرسالة بتاعة الصُبح، الحريـ.ـقة كانت قوية لدرجة إن محدِّش خرج من المطعم عايِش، لا الزبايِن ولا اللي شغَّالين فيه!

يعني إيه؟ يعني لولا إني سمعت كلام الرسالة دي كان زماني ميِّـ.ـت زيّهم؟ مش معقول… دا مُستحيل أساسًا… محدِّش بيعرف الغيب! دا مش منطقي!

طلَّعت الموبايل من جيبي وصوَّرت المطعم المحروق، بعت الصورة للأكونت وتحتها علامتين استفهام «؟؟».

كالعادة… عمل سين ومردِّش!

رجعت شُغلي، ورغم إن بالي كان مشغول باللي حَصَل، بس نسيته… وإتسحلت في ضغط الشُغل، ولحَد ما نمت بالليل… كُنت ناسي كُل حاجة عن الأكونت دا.

بس صحيت الصُبح… لقيت رسالة جديدة منه!

«بلاش تمشي من شارع (…..) بعربيتك النهاردة، روح الشُغل من طريق تاني».

طيب… أنا دلوقتي عندي مُشكلتين، أولًا: إن دا حد فعلًا مراقبني كويِّس… عارِف خط سيري، بمشي منين؟ باكل إيه؟ وهكذا…

وثانيًا: أنا مش عايز أسمع كلامه… لأنه مُمكِن ينقذني من حاجتين، بس يض.رني في النهاية!

بس في الأول وفي الآخر… مفيش أدامي غير إني أسمع كلامه، مش هخ.اطِر… وهشوف إيه اللي هيحصَل، وبناءً عليه… هحدِّد هعمل إيه!

كُنت قاعِد بشتغَل لمَّا علاء زميلي في الشُغل دخل عليَّا زي المجنون، كان بايِن عليه إنه خايِف، بس لمَّا شافني ارتاح، قالي: “كُنت خايف عليك أوي!”.

سألته بدهشة: “ليه؟”.

بصلي شوية قبل ما يقولي: “إنت معرفتش اللي حَصَل؟”.

قُلتله: “لأ… لو عرفت مكُنتش سألتك!”.

قالي: “حصلِت ح,,ادثة كبيرة في شارع (…..) اللي بتمشي فيه كُل يوم، المُص..ابين بالميَّات، قلقت تكون هناك”.

حسيت ريقي نشف فجأة، دقَّات قلبي زادِت، وجسمي بدأ يترعش، لدرجة أن علاء سألني: “مالك؟ إنت كويِّس؟”.

حاولت أتماسَك، قُل..تله: “أنا… أنا زي الفُـ… زي الفُل”.

لو مكُنتش سمعت كلام الرسالة… ومشيت في الطريق دا… كان زماني مُص,,اب أو… ميِّـ.ـت!

طلعت الموبايل، إيدي كانِت بتتر,,عش، فتحت الرسايل ودخلت على رسايل أكونت (نصايِح)، فكَّرت كتير أكتب إيه، وفي الآخر كتبت: «شكرًا!». وللمرة الأولى… عمل سين وعمل ريأكت قلب على الرسالة!

دا كان أول تفاعُل ليه معايا غير الرسايل!

بعتله بعدها: “إنت مين؟ وليه بتعمل معايا كدا؟”.

عمل سين ومردِّش!

كُنت قريت عن الملاك الحارِس قبل كدا، معقول دا ملاك حارِس؟ بس ثانية… ثانية… هو فيه ملاك حارِس عنده أكونت على إنستجرام؟ عندهم نت يعني؟ دا مش منطقي!

روَّحت البيت، نمت بسُرعة، كُنت عايِز أصحى الصُبح عشان أشوف رسالته الجديدة، بس لمَّا صحيت… مكانش فيه أي رسايل! شكيت إن النت مقطوع! شكيت إن عندي مُشكلة في الأكونت! بس كُل حاجة كانِت تمام! طيب ليه؟ ليه مبعتش الرسالة بتاعة كُل يوم؟

كُنت حاسِس زي الطفل اللي تايـ.ـه من مامته! زي الولد اللي باباه ساب إيده وسط الزحمة!

رُحت شغلي… مكُنتش مركّز… كُل حاجة كانِت بايظة… الشغل مكانش ماشي كويِّس… كُل شوية كُنت بمسِك الموبايل أتأكِّد إنه مبعتش رسالة جديدة! لحَد نص اليوم… جالي رسالة منه: «روح لنهى المدرسة حالًا!».

طبعًا مكُنتش هتفاهِم، قُمت من مكاني زي المجنون، تجاهلت كُل الناس اللي بتسألني رايح فين؟ لمَّا الموضوع يكون ليه علاقة بنُهى – بنتي حبيبتي – مبيبقاش فيه تفاهُم!

في وقت قياسي كُنت في مدرستها، دخلت أجري على الفصل بتاعها، ولمَّا وصلت… شُفت في عينيها إن كان فيه حاجة مضايقاها، جرت عليَّا وإترمت في حُضني، خدتها ومشينا، رُحنا مطعمها المُفضَّل، وهناك حكت لي على كُل حاجة، فيه ولد من زمايلها في المدرسة حاول يلمسها بطريقة مش لطيفة، هي بلَّغت الإدارة وهُمّا عملوا اللازِم، لكن هي كانِت مصدومة، سألتني: “عرفت منين إني محتاجة لك؟”.

قُلتلها: “قلبي قالي… مش إنتِ عارفة إنك قلبي؟”.

إتفقنا مش هنحكي حاجة لمامتها دلوقتي عشان هي عادةً بتكبَّر المواضيع، روَّحنا سوا وقضيت يوم لطيف في البيت، قبل ما أنام منسيتش أبعت له رسالة…

«شكرًا جدًا!».

وللمرَّة التانية تفاعَل معايا بقلب على الرسالة، كُنت ممتن ليه فعلًا، أنقذ حياتي مرّتين وخلاني أبقى موجود في أكتر وقت بنتي كانِت محتاجاني فيه.

بس رسالة الصُبح… غيَّرِت كُل حاجة!

«إقتـ.ـل صفاء… دي مش مراتك! دا شيطان وعامِل نفسه مراتك!».

كدا الموضوع خرج عن الحد! وتحوَّل لجنـ.ـون تام! طبعًا مش هسمع كلامه مهما حَصَل!

تجاهلت الرسالة تمامًا، لأول مرَّة أكون متضايِق منه بالشكل دا، لأول مرَّة أكون عايز أعرف هو مين عشان أقوله أد إيه هو مجنون! مش عشان أشكُره!

في نُص اليوم بعتلي رسالة تانية: «لازِم تثق فيَّا! دي مش مراتك!».

تجاهلت الرسالة تاني، بعدها بكام ساعة بعتلي: «لو مقتلتهاش النهاردة… هتحصل كارثة!».

تجاهلته تمامًا!

روَّحت وأنا متوتِّر… نظراتي لمراتي كانِت متغيَّرة، ونظراتها ليَّا كانِت متغيَّرة! مش عارِف دا بجد ولا الزفت دا قدر يلعب في دماغي!

المهم اتعشيت ودخلت أنام! صحيت الصُبح على صوت مراتي بتصرَّخ، قُمت أجري لقيت عُمر… ابني الوحيد… في حالة حرِجة… يبدو إنه حاوِل يعمل حاجة في نفسه! بس ليه؟ عُمر عُمره ما كان من النوع اللي مُمكِن يؤذي نفسه بالشكل دا؟

نقلناه المُستشفى بأقصى سُرعة، والحمد لله… قدروا يلحقوه والحالة بقت مُستقرة!

في وسط الدوشة دي نسيت أشوف رسايلي، ولمَّا فتحت الرسايل كانت باعتلي رسالتين، الأولى قبل ما نكتشِف عُمر بدقايق: «اصحى حالًا! الحق ابنك منها!».

التانية: «لازِم تقتـ.ـلها! انقذ نفسك وولادك منها!».

فكَّرت أعمل له بلوك، بس تصرُّفات مراتي كانِت غريبة، كانت مُتماسكة، جامدة، مش طريقة أم ابنها كان على وشك يمـ.ـوت!

يومها روَّحنا… عُمر كان لسّه هيقعد كام يوم في المُستشفى، نمت من التعب، صحيت الصُبح على صوت صريخ، نهى… حاولت تؤذي نفسها زي أخوها!

كدا فيه حاجة غلط! كدا مش صح! نقلناها المُستشفى والحمد لله قدروا يلحقوها هي كمان، بس الدكتور طلب لنا الشُرطة! حقّه… أنا لو مكانه هعمل أكتر من كدا!

التحقيق استمر شوية بس بعدها الظابِط شاف إن لأ… مش معقول حد يعمل كدا في ولاده، بعد شوية فتحت الموبايل، ٣ رسايل منه!

الرسالة الأولى في نص الليل: «الدور على نُهي! لازم تنقذ ولادك منها!».

الرسالة التانية قبل ما أصحى من النوم بشوية: «قوم الحق بنتك! حرام عليك!».

الرسالة التالتة من شوية: «حاول متنامش! عشان الدور عليك!».

رفعت عيني من على شاشة الموبايل، بصيت ناحية مراتي، كانِت بتبصلي بنظرات قوية، ثابتة، مش عارِف دا بجد ولا تهيؤات… بس كان فيه شر في عينيها، وللحظة… ابتسمت ابتسامة ساخرة قبل ما تختفي فورًا!

الموبايل إتهز في إيدي، رسالة جديدة: «النهاردة… إنت وهي… قاتِل ومقتول… اختار!».

وأنا فعلًا حسمت أمري واخترت! روحنا البيت، طلبت منها تعملي ساندويتش، ولمَّا دخلت المطبخ وضهرها بقى ليَّا… غرست السكيـ.ـنة في رقبـ.ـتها، طـعـ..ـنة ورا التانية لحد ما ماتِـ.ـت ووقعت على الأرض وحواليها بركـ.ـة دم كبيرة.

طلعت الموبايل، خدت صورة ليها وبعتها له.

عمل قلب على الصورة، بعتله رسالة تانية: «إنت مين؟».

رد عليَّا لأول مرَّة: «دلوقتي بس… من حقَّك تعرف أنا مين!».

طوِّل شوية… كان واضِح أنه بيكتب رسالة طويلة، بس لمَّا الرسالة وصلِت… قلبي كان هيُقف من الخوف!

«اسمي طارِق عماد… خط,,يب مراتك اللي قبلك… تعرف إنها سابتني يوم الفرح الصُبح… برسالة على الواتس آب… مُتخيِّل مراتك عملت فيَّا إيه؟ أنا دخلت مصحَّة نفسية بسببها… قضيت أسوأ وقت في حياتي بسببها…. حياتي كُلها إتدمَّرت بسببها… وكان لازِم أدمَّر حياتها زي ما دمَّرِت حياتي… وقدرت أعمل دا… والدليل الصورة اللي إنت لسه باعتهالي… قدرت أخلي الراجل اللي هي إختارته عشان يحل محلي… هو اللي ينهي حياتها!

كان سهل أراقبك شوية وأعرف خط سيرك! كان سهل أتابِع نشرات الأرصاد الجوية وأختار يوم عارِف إنها هتشتي فيه! كان سهل أولـ.ـع في مطعم مش بيتَّبِع إجراءات الأمان والسلامة! كان سهل إني أتسبِّب في حادثـ…ـة على طريق سريع في بلد محدِّش بيحترم فيها قواعِد المرور! كان سهل أراقِب بنتك وأعرف اللي حَصَل! كان سهل أدي للولد فلوس عشان يعمل اللي عمله! وكان سهل أوي أوي… أدخُل بيتك وأعمل كدا في عيالك الإتنين عشان أزرع الشك في قلبك… مراتك طبيعية… أنا بس قدرت ألعب في دماغك لحَد ما أخليك تنتـ.ـقم لي منها… شكرًا يا صديقي… إنت قتـ.ـلت اللعينة اللي د,,مَّرت حياتي… وأديني إنتقمـ,,.ـت منها… دمَّرت لها حياتها… بالمُناسبة… أنا بلَّغت الشُرطة وزمانهم جايين في الطريق… متحاوِلش توريهم الرسايل دي لو عايز ولادك الإتنين يعيشوا… في اللحظة اللي الشُرطة هتشوف الرسايل دي… ولادك هيحصَّلوا مامتهم… سلام!».

بصيت لجُث,,ـ.ـة مراتي اللي على الأرض، للسكينـ.ـة اللي في إيدي، للد,,م اللي مالي المكان، وللرسالة اللي د,مَّرت حياتي كُلها، وسمعتهم… سمعت صوت سارينات الشُرطة وهي بتقرَّب!

كُنت في اختيار صعب أوي… يا أنا… يا ولادي!

مسحت الرسايل كُلها من على تليفوني، وخرجت قعدت على عتبة البيت، ماسك الس,كينة في إيدي ومستني الشُرطة، هعترِف على نفسي، ومش هجيب سيرته، عشان عيالي يعيشوا، بس لو خرجت منها سليم… هدمَّـ.ـر لك حياتك يا طارِق… زي ما دمَّـ.ـرت لي حياتي… دا وعد!

ووعد الحُر دين عليه!

.

لو القصة عجبتك وحابِب تدعمني.. متنساش تعمل لوف، وشير للقصة عشان دا بيساعدني وبيدعمني أكتر مما تتخيَّل

وشكرًا مقدمًا

.

.

.

‏‎#بتاع_الرعب

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
46

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل