
وفاة الداعية السلفي أبو إسحاق #الحويني عن عمر يناهز 69 عامًا بعد صراع طويل مع المرض
#مزيد
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
توفي الشيخ الوالد أبي إسحق الحويني
وموت العالم ثلمة في الدين..
التقيته فكان هيناً ليناً بشوشاً كريماً
فاللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجزه خيراً عن سنة نبيك الكريم يا أرحم الراحمين..
هذا خبر مفجع والله، ليس مفاجئًا لكننا كنا نفزع بآمالنا إلى غيره، وربك يخلق ما يشاء ويختار.
لم يكن الشيخ الحويني رحمه الله مجرد رجل علم تعلمنا منه قضايا من مباحث العلوم الإسلامية، بل كان منارة في الهدي والسمت وطيب القول وسلامة الصدر، وكتب الله له من المحبة والقبول ما لا يكون إلا للندرة من الناس.
كان الشيخ لنا منارة تدلنا على طريق العلم وتحثنا عليه وتثبتنا فيه وتستفز هممنا إليه في زمن قل فيه الناصر وعز المعين، وامتلأ بالمزهدين.
كنا كلما فترت الهمم ذهبنا له أو استمعنا إليه فتتجدد العزائم ونتشبث بالطريق، ونعض على ما بين أيدينا لا يتفلت منا ولا ننصرف عنه.
هذا هو مقام الشيخ في نفوسنا وهو مقام لا ينازعه فيه رجل من جيله وطبقته، وما من رجل في جيلنا إلا وللشيخ في عنقة منة، فاللهم اجزه عنا خير الجزاء واجمعنا به في دار الخلد إخواننًا على سرر متقابلين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال رسول الله ﷺ: إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ.
اللهم ارحم عبدك الحويني واجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
أظلم قلبي حين قرأت الخبر، فالشيخ بالنسبة لي هو سبب من أكبر أسباب توبتي، مكنتش بسمع غيره، كنت بحسه زي جدّي وبسمعله كأني منه وهو مني، ويمكن أول فيديو عرفني الناس منه كنت متأثر جدا بهجوم حاصل عليه فعملته وأظن الفيديو انتشر ببركة اسم الشيخ الحويني اللي اتقال فيه
يا رب اغفر له كما دلّنا عليك
إنا لله وإنا إليه راجعون
ليس لي عملٌ أُواجِهُ به الله إلا أنّي أُحبّه…!
– الشيخ الحويني.
إنا لله وإنا إليه راجعون
علي مثله تبكي الدنيا وتحزن ، رحمة الله عليه.
كلنا كان يجري خلف فضيلة الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني -حفظه الله- لينهل من علمه، دون أن يكون له هدف آخر
وسرعان ما تبدل هذا الهدف لديّ عندما التقيت الشيخ وهو بجسد نحيل وساق مبتورة ويدين ملأتهما الجروح والضمادات، خارجًا من جلسة الغسيل الكلوي دام فيها لأربع ساعات، وهو صائم في رمضان لم يفطر!
فقلت له: ياشيخنا اصبر واحتسب، فإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه
فرد عليّ بتلقائية شديدة وقناعة تامة:
“ابتلاء ايه يا بني! كيف بك لو رأيت المرضى في المستشفيات؟! أنا في نعيم والحمد لله”
حينئذ تحول هدفي من تلقي علمه فقط إلى الاقتداء به في عبادته لله سبحانه وتعالى
وها أنا ذا أقولها بملئ فمي
إن ما عند أبي أسحاق الحويني أكبر من العلم
فعلمه يستطيع أي أحد تحصيله من كتبه
أما ما تكتسبه من ملازمتك له فهو أمر آخر
وهذا ما جعله قدوة يُحتذى بها وكان سببًا في غرس حبه في قلوب الجميع (الموافقين له والمخالفين)
رأيت وتعلمت منه معنى العبودية
وكيف تكون عبدًا لله على الحقيقة
بل ورأيته يتلذذ بعبوديته لله تعالى
ورأيت فيه تسليمًا تامًا لكل ابتلاء قدره الله عليه
ولا أنسى أبدًا يوم أن كنت أزوره في المستشفى وقد أجهده المرض
فقلت له: اصبر يا سيدنا، ربنا يؤجرك
قال لي: لو صح أن أقول (أنني مضيت لله على بياض أن يفعل بي ما شاء) فقد فعلت، فأنا عبد له وهو سيدي، يفعل بي ما يشاء، ويأخذ مني ما يريد
أراه يجلس بالاربع ساعات على جهاز الغسيل الكلوي، وساقه مبتوره وجسده ملئ بالجروح، ويعالج من القلب والكبد، وقد ابتلاه الله في كل جسده، ورغم ذلك لا يترك صلاة الجماعة قط، إلا حين يشتد عليه المرض
تخيل رجل ينتهى من جلسة الغسيل ثم يذهب إلى بيته ويأخذ كرسيه المتحرك يقوده بنفسه ليذهب إلى المسجد ليلحق بالجماعة
رأيت في فضيلة الشيخ الحويني رجلا شديد الحب لله ورسوله وصحابته وأمهات المؤمنين
شديد الاتباع لهم
شديد الزهد، لا تشغله الدنيا ولا يهتم بمظاهرها إطلاقًا
عايشت شيخنا في مرضه هذا مدمنا للعلم بحق!
ولست أبالغ في كلمة مدمن، ولكنها الحقيقة
فلا يقطعه عن الكتاب اي عارض إلا المرض الشديد
ويفرح بالكتب الجديدة فرح الرجل بمولود جديد
عايشت رجلا سليم الصدر لإخوانه
لا يغضب لنفسه قط، بل يغضب لله فقط
أذكر أني ذكرت له شخصًا يقع فيه
وقلت له: يا سيدنا لمَ لمْ ترد عليه؟
فقال لي: لست أول من أحسن ولا آخر من أسئ إليه
ثم إن اخونا هذا فريد في منطقته، والله ينفع به الناس
فإن تكلمت في خطئه فمن يسد مكانه ويقوم مقامه؟!
رأيت شيخًا لم تشغله كم المصنفات، بل ما يشغله جودة ما يصنف
وأنا أُشهد الله أنه لو اتبع الشيخ الحويني في مؤلفاته طريقة الجمع دون التحرير لأخرج كل أسبوع كتابًا ضخمًا
ولكنه أخذ على نفسه أن يكون مُحرِرًا للعلم
لذا، فمصنفاته عظيمة عزيزة، وهي بمثابة مراجع لخواص طلبة العلم، لا حظ للعوام فيها
وقد قال شيخنا حفظه الله: [لساني للعوام وقلمي للخواص]
وقد صدق..
ختامًا..
أقول إن ما عند أبي إسحاق من عبودية لله وايمان بالقدر يفوق ما عنده من العلم
[هذا رجل عرف الله في الرخاء وهرول إليه في الشدة]
أسال الله عز وجل أن يحفظه ويرعاه ويخلد ذكره بالخير
✍ أحمد علي النجار.
#الدعاء_للحويني
#الحويني