
طلعت من إمتحاني ملقتش ولا مواصلة وده بسبب إن كل الطلاب مشوا وأنا حبيت أقعد مع صاحبتي المقربة شوية.
أخوها جه خدها لإن مامتها كانت تعبانة، مكنتش راضية تسيبني بس حاولت أطمنها إني هركب على طول فمشت بعد محايلة مني، وبعدين وقفت لوحدي مستنية أي عربية وكنت واقفة خايفة جدًا لإن الوضع مكنش أمان.
بعد حوالي عشر دقايق وصلت عربية ميكروباص ومكنش فيها غير السوَّاق، قعد يبصلي عشان أركب، رجعت لورا بخطوات خوف وقلق، كنت مترددة ومش حابة أركب، لاقيته نزل من العربية وبدأ يقرب ناحيتي، اتخضيت ودقيقة وكنت هجري لكن كان جوايا حاجة مطمناني، قعدت اقرأ قرآن في سري لحد ما الراجل وقف قُدامي وقالي:
” خليكي واقفة لحد ما العربية تتملى وبعدين اركبي يابنتي ”
رميت نظرة سريعة لاقيته وقف على جنب وطلَّع موبايله من جيبه وبدأ يتكلم ويقول ” حقك عليا شوية وجايلك والله “.
وبعدين بصلي وابتسم وقالي” معلش بقى المدام مستنياني ”
هزيت راسي وسكت، لاقيته بيردد كلام في سره بس مش عارفة إيه، دقيقتين بالظبط والركاب ركبوا كلهم…
مكنش فيه مكان غير كرسي جنب السواق فركبت، وساب كرسي جنبنا فاضي، فبصيتله لاقيت ملامحه كلها سكون وبعدين شغَّل سورة يوسف بصوت مشاري راشد فلاقيتني بقوله بكل تلقائية ” فاضل نفر كدا صح؟ ”
ابتسم وقال ” لا ده محجوز لمراتي ”
الركاب بعتولي الأجرة فقالي طلعي منها عشرين جنيه وهاتي الباقي، وبعدين خد مني العشرين ونزل أشترى كرملة ووزعها على العربية وقالهم “أدعوا لمراتي عندها مؤتمر مهم النهاردة”
واحد من الركاب قاله ” مؤتمر إيه ياحاج؟ ”
فضحك وقال ” عقبال ولادك مراتي دكتورة أسنان ”
ضحكت وقولتله ” إزاي ده؟ ”
خفض صوت القرآن شوية وقال بلمعة واضحة جدًا في عنيه: ” ركبت معايا في مرة وكان عندها أمتحان في آخر سنة وكنت ملاحظ عليها التوتر فنزلت اشتريت كرملة وفكرتها بسيدنا يونس وإن ربنا نجَّاه في أكتر وقت كان خايف فيه ”
وبعدين وصيتها تقول ” اللهم كما آلنت الحديد لنبيَّك داود سهِّل لي كل صعب ويسِّر عسراتي ”
ضحكت والدنيا ضحكتلي من وقتها وطلعت من الإمتحان مبسوطة، كنت دايمًا بقول مستحيل تتجوزني، دي دكتورة وأنا يادوب سواق، بس مكنش ذنبي أبويا يموت ويسيبلي جواز إخواتي البنات! ”
يوم حفلة تخرجها توكلت على الله واتقدمتلها، أهلها رفضوني بس هي وقفتلهم ووافقت عليا، كنت بحاول أكون جدير بثقتها فيا، لما جات تفتح عيادة بيعت العربية وساندتها ولما ربنا فتحها عليها جابتلي غيرها ”
العربية كلها فضلت تقوله ” يابختها بيك والله ”
رد بهدوء وقال ” بالعكس، هي كانت ممكن تتجوز أحسن مني بكتير ومع ذلك ولا مرة حسستني بالفرق بينا، كانت بتفضل صاحية لحد ما أرجع من بره، وقبل ما تنزل للعيادة بتعملي الفطار ”
وبعدين وقف قدام مبنى ونزل طبطب على كتف زوجته اللي كان باين عليها العز والشياكة، وبعدين باس على راسها وجه ركبها جنبي
في الحقيقة إن وسط العك والجوازات الفاشلة اللي بنشوفها دي لازم تختار راحتك النفسية قبل ما تختار فلوس.
في الوقت ده افتكرت جارتنا اللي متجوزة دكتور ولابسة دهب بالكوم في صوابعها وايديها ومع ذلك ملامحها باهتة طول الوقت ودايمًا تقولي الجواز جاف ومفيهوش حنيَّة.
متتجوزوش الشخص المناسب، اتجوزوا الشخص الصح
التضحية بتفرق
مأخوذة من قصة واقعية..
#عزة_العمروسي
السعادة لقلبك