
كانت أول مرة يتم دخول شخص لشق في الصحراء حدث بسبب زلـ,ـزال 1992 وكشف عن أشياء لم نكن نتوقعها . في البداية تم تحول كثير من أستاذة الجيولوجيا وغيرهم في الجامعات لدراسة تأثير وقوة الزلـ,ـزال على كل شيء في مصر ، ولكن الدكتور عمر عبدالفتاح أستاذ الجيولوجيا انتقل اهتمامه لخارج الكتلة السكنية إلى الصحراء وخصوصا الصحراء فذهب لصعيد مصر مصطحبا معداته هو وتلميذيه أحمد عثمان وعلى إبراهيم المعيدين في نفس القسم ، وصلوا جميعا إلى مكان يسمى وادي الحبار وذلك لمنظره الغريب الذي يبدو من أعلى الجبل كالحبار ، نزلوا واجتازوه وبعده بمسافة نصف كيلو تقريبا وجدوا شق كبير جدا في الارض . كان العمق كبير جدا ولم يروا ما داخله ، حاولوا دراسته في البداية طول النهار يدرسون ما يبدو منه وبحسب قياسات وحسابات الدكتور عمر وتلامذته وجدوا أن الشق سيعود كما كان خلال أيام وكانوا سيكملون الطريق لداخل الصحراء ولكن الليل قد أظلم عليهم . فقاموا بنصب خيمة لهم في المكان وجهزوا طعامهم وخلال ساعات كانوا قد ذهبوا في النوم بسبب التعب طول النهار . وبينما الكل نائم استفاق أحمد عثمان على صوت بالخارج وكانوا قد أظلموا الأنوار والكشافات التي معهم . وأخذ ينظر من الداخل من فتحة في الخيمة ، وشاهد أشباح تصعد من الشق وتحوم في المكان وكاد يخرج لولا أمسكه الدكتور عمر وأشار إليه بالا يتكلم وأن يبقوا صامتين حتى وإن دخل أحد الخيمة .
ظلوا هكذا بضع الوقت ثم وجدوا الأشباح التي لم يتبينوا ماهيتها تهبط في الشق . نام الجميع مرة أخرى واستيقظوا صباحا . وبدأوا في الخروج والبحث عن تفسير لما حدث بالأمس ، ولكنهم لم يجدوا أي أثر لأقدام وكانت الأقدام قد طُمست ولم يظهر لهم أي معلم من معالم نزول أحد في الشق . وفجأة قرر الدكتور عمر أن ينزل الشق ويربط نفسه بحبال كي ينزل ويصعد بها . وحاول أحمد وعلي نصيحته بالعدول عن قراره ولكنه صمم وإن مات فليدونوا الرحلة ويذكروه فيها . لم يرض أحمد إلا أن يذهب مع أستاذه وطلب الاثنان من على البقاء بالخارج كي يؤمن المكان ويجهز لهما الطعام حتى يعودا .
نزل الاثنان وكانت الحبال طويلة جدا وعلى بالأعلى ينتظرهما . هبط الدكتور عمر وأحمد وبدأوا في المشي وكان الجو مظلما داخل الشق وشاهدوا ضوء من بعيد فمشوا ناحيته ولكن فجأة انهالت عليهم شبكة فقيدتهم الاثنان وحاولوا التخلص منها ولكن لم يستطيعا . فقال الدكتور عمر يبدو أن الأشباح قد استعدت لاستقبالنا وعلموا أن أحدا سينزل فجهزوا هذا الفخ وأعتقد أنهم سيأتون له ليلا ومضى بعض الوقت وقرر الاثنان الاستسلام للأمر وتموا أن ينزل على ليخلصهم من الشبكة قبل مجيء الأشباح ولكن بينما يتكلمان إذ سمعوا صوت أقدام تأتي من بعيد من ناحية النور ولكن النور ضعيف ليتبينوا من هم القادمين . فأطفأ الاثنان كشافاتهم وقبعوا في الظلام ليريا مصيرهمها …
ظلت الخطوات تقترب من الدكتور عمر وأحمد وهما في الشبكة وإذا بشخصين عملاقين كأنهم جنود من الجيوش القديمة ، نظروا للشبكة فحملوها وانطلقوا ناحية الضوء ، وأيقن الدكتور عمر أنهم سينتهون لا محالة ، وصل الحنديان حتى بوابة عملاقة وكانوا هما الحارسان لها ووضعوهما في حجرة بدون باب في الشبكة وسمع الدكتور عمر وأحمد الحارسان يتكلمان باللغة العربية الفصحى قائلين : سنضع هذا الصيد الثمين هنا حتى يتم فتح البوابة ليلا وستفرح الملكة هند واختها الأميرة علياء بهذا الصيد لأننا لم نصل للعالم الخارجي منذ قرون لولا هذا الصدع الذي حدث .
رد الحارس الثالث عليهما قائلا : أخاف من رد فعل عمهما زهير لأنه سيحاول أن يستخرج من هذين الشخصين كل المعلومات التي ستحول مملكتنا ” الفوهارو” لقوة رهيبة تهزم جميع ممالك المنطقة .
قال أحدهم : سنعرف كل شيء بالليل .
تذكروا القصة للكاتب أحمد سيد رجب
بدأ القلق يبدو على وجه الدكتور عمر وتلميذه ولكنهما اتفقا على عدم البوح بأي شيء . وبينما الوقت يمر إذ بالليل قد حل وتم أخذ الاثنين حتى وصلوا بهم لقصر عملاق لم يشاهد أحد مثله حتى في الخيال . ولكن كان الغريب الذي لاحظاه أن الطرقات فارغة ولا أحد فيها . تم فتح البوابات وطلبوا الإذن بالدخول على الملكة لأمر مهم ولكنها أجلت الدخول للغد لأمر مهم تناقشه مع عمها الأمير زهير وطلب الحراس من زميليهما أن يضعوا السجينين في حجرة ويربطوهما حتى الغد ويقدما لهما طعام . لم يعد يدري الدكتور عمر ماذا سيحدث لهما ولكنه أيقن أنهما سيموتان أو سيتعرضان لعذاب شديد . تركهما الحراس في حجرة كبيرة وأسرعوا للوقوف أمام الباب لأن الأمير زهير على وشك الخروج ، وبينما الأمير خارج إذ به يسأل الحارس عن أي أمر جديد في المملكة . فأجابه الحارس بما كان من أمر الاثنان وأن الكشافة خرجوا للصدع لاستكشاف المنطقة أعلى المملكة ، فأمر بإحضار السجينين بسرعة والذهاب بهما لقصره ليرى ماذا سيفعل بهما وفرح جدا وقال في نفسه : لقد اقترب حلمي وسنكون الأعظم في العالم .
ذهب الحارس بسرعة ولكن بعد لحظات أخذ يصيح بأعلى صوته ….
لقد هرب السجينان !!
بدأت أبواق المملكة تضرب في كل مكان وامتلأت الشوارع بالجنود وبدأ البحث في كل مكان .
وعلى الناحية الأخرى فقد تفاجأ الدكتور عمر وأحمد عثمان بزميلهما على يفك قيدهما فتعجبا من ذلك وبدأ الاندهاش على وجهيهما ولكنهما أسرعوا لداخل القصر عندما شاهدوا الحارس قادما نحوهم . دخلوا إحدى الحجرات وبدأ الدكتور عمر يسأل على كيف أتى خلفهما ؟ فقال علي : لقد استبطأتكما في الأسفل فنزلت لأرى ما الخبر . وبينما أسير وجدت الحراس يأخذانكما إلى ناحية باب المملكة فراقبتكما من بعيد حتى تم فتح باب المملكة ليلا وتتبعتكما ودخلت الباب بدون أن يراني أحد ومن حسن حظي أن الشوارع كانت خالية تماما فاستطعت أن أمشي فيها بسهولة .
وعندنا سنحت الفرصة أسرعت لفك قيدكما . وها هي مهمتي قد انتهت ولا أعرف كيف سنعود ؟
وبينما يتحدثون إذ سمعوا أقدام تقترب وفُتح الباب وأطلت منه فتاة في غاية الجمال ترتدي فستانا بألوان غاية في الروعة وتاجا على رأسها وأعلقت الباب ولكنها سرعان ما فتحت الباب ونبهت على الخدم بأن يخبروها إذا تم القـ,ـبض على السجينين . وجلست بهدوء أمام المرآة تفكر بصوت عال وتحدث نفسها وكان الثلاثة رجال يختبئون خلف الستار .
وبينما تنظر لنفسها في المرآة رأت الستار يتحرك وبدت أقدام خلفه فقامت بهدوء وتحركت ناحيته بدون أن تبدي أنها لاحظت شيء وفجأة عندما اقتربت أزالت الستار ومن شدة رعب أحمد وخوفه سقط مغشيا عليه فحاول الدكتور عمر أن يفهمها الأمر ولكنها لم تبد أي عنف أو محاولة لتبليغ الحراس فقط أشارت إليهم أن لا يرفعوا أصواتهم وأن يجلسوا بهدوء ويفهموها ما الأمر ؟
تنهد الدكتور عمر وبدأ يحكي بينما كان علي مشغولا بإفاقة أحمد .
وقال الدكتور عمر : نحن الثلاثة نزلنا الشق لدراسته ولكن تفاجأنا بأسرنا واقتيادنا إلى هنا وحقا لا نريد إيذاءكم .
قالت الفتاة : أنا الأميرة علياء أخت الملكة ولابد أن تغادروا المملكة لأنها إن عثرت عليكم سوف تحدث أشياء قد تدمر المملكة أو تؤثر على عالمكم فكل عدة سنوات يتم فتح نافذة للأعلى لنا ولكن تُغلق بسرعة ولم يصدف مرة منذ مئات السنين أن نزل إلينا أحد من سكان الأعلى . وهناك نبوءة بأن أحد سيقودنا للأعلى لبناء مملكة أعظم فوق الأرض وسنسود العالم . وأخشى إن تم الإمساك بكم أن تقودونا للأعلى فيحدث مالا يُحمد عقباه .
نظر الدكتور عمر ل علي الذي كان قد ترك إفاقة زميله أحمد وسبح في خياله ناظرا للأميرة التي ابتسمت عندما رأت الموقف وأخذ الدكتور عمر ينادي عليه ولكن لا حياة لمن تنادي .
احمر وجه الأميرة خجلا فقام الدكتور عمر وأحضر بعض الماء وصبه على وجه أحمد وراس علي فشهق الاثنان ونهضوا مسرعين . طلب الدكتور عمر من الأميرة مساعدتهم على الخروج فقالت : هناك ساعة لا يخرج فيها أحد نهائيا وهي من تقاليد المملكة وهي ساعة شروق الشمس وقتها ممنوع أحد يخرج حتى لو كان الأمر عظيم ويتم إغلاق باب المملكة بعدها لليل ولابد من إغلاق النوافذ جيدا وقد بقي على شروق الشمس ساعتان .
تذكروا القصة للكاتب أحمد سيد رجب.
حاول الدكتور عمر أن يجمع أكبر قدر من المعلومات من الأميرة ووجد خريطة للملكة أخذ يدقق النظر فيها وبينما الدكتور يتكلم مع الأميرة إذ بعلي يقاطعه قائلا : عفوا يادكتور ممكن أسأل سؤال للأميرة ؟
نظر على للأميرة وقال : ممكن رقم تليفون حضرتك ؟
تعجبت الأميرة من طلبه ولم تفهمه .
فأفهمها علي أن التليفون وسيلة اتصال وهكذا .
ولكنها قالت للأسف ليس لدينا غير جسر الأفكار التي تتدفق من عقولنا لتذهب إلى عقل من نريد إيصال رسالة عقلية له في العالم أجمع . وأعطت كل منهم هدية مغلقة .
وماهي إلا لحظات إلا وقد أشرقت الشمس وكانت الفرصة أن يخرج الثلاثة وودعوا الأميرة وخرحوا مسرعين ولم يمسك بهم أحد لأن الشوارع خالية حتى من الجنود .
وبالفعل عادوا للأعلى مرة أخرى وعادوا مسرعين .
عاد الدكتور عمر إلى مكتبه ودون الرحلة وعلى الناحية الأخرى كان علي قد فتح الهدية فوجد فيها سوار جميل جدا فلبسه وحدثت في جسده رجة استطاع أن يفهم ماهيته .
فهو وسيلة الاتصال مع جسر الأفكار الذي حدثته عنه الأميرة وابتسم وبدأ يبعث لها بأول رسالة .
تمت …
انتظروا المزيد والمزيد من الكتابات الحصرية والمتنوعة والحقيقية على صفحتنا صفحة الكاتب أحمد سيد رجب فتابعونا ليصلكم كل جديد وحصري ❤❤
#خفايا_وأسرار_الصحراء
#أحمد_سيد_رجب