
امبارح كنت بشوف فيديو لمحمود سعد، فاللي بتسأله اديتله الفانوس دا وقالتله له لو دا فانوس سحري، وتقدر تطلب منه يرجع لك حد.. تحب يرجع لك مين؟ . قالها يرجع لي امي…
فاول كومنت لفت نظري، هو “لو سمحت حضرتك ايه الي عملته الست الوالدة رحمها الله عشان تبقى لها بارا محبا متذكرا.؟.. اريد ان ازرع نفس الشعور في اولادي”..
وانا قلت لكم هبقى احكيلكم قصة السيدة الفاضلة ام محمود سعد.. فدي فرصة كويسة نحكيها..
ام الاستاذ محمود سعد، اسمها كوثر، صحفية في روز اليوسف، واتجوزت ابوه، وخلفت منه 4 عيال، وبعدها اختفى الاب، اختفى بمعنى مبقاش ليه وجود في حياتهم، الام بقت هي الام والاب، بيقول محمود سعد: “امي رفضت الطلاق من والدي وهي عندها 27 سنة، من وهي 27 سنة بتلعب دور الام والاب وكل حاجة.. ولما سالتها ليه متطلقتيش؟.. قالت علشان كنت عايزاه ييجي يزوركم ولما يجي البيت ويبات يبقى جوزي مش طليقي.. مكنتش عايزة اديله سبب يبعد عنكم.. لكنه كان بيبعد..
محمود سعد وهو راجل في السبعين من عمره، طلع في لايف من قريب، وقال إنه مش بيحب ابوه لانه مش فاكرله اي حاجة، غير مشهد مرة، دخل لقاه رافع سكيـــ.نة المطبخ على أمه…
بيحكي محمود سعد إنه لما ابوه ماټ، محسش بأي تأثر، لانه فعلا مكانش ليه اي دور، هو مشافهوش غير مرات تتعد ع الايد، هو كان راجل ميسور وسايب عياله في فقر، وكان بيتجوز كتير، ويخلف كتير، وقال : ” أنا حتى مش فاكر هو ماټ امتى، أنا أبويا كان خالع نفسه من حياتنا رغم أنه كان غني، ورغم إن تربية أمي نجحت ومطلعتش مچرم ولا صايع، لكن لغاية دلوقتي لما اسمع حد بيتكلم عن أبوه بتضايق، ولما كبرت بقيت أقول أبويا قالي إيه أو إيه الذكرى اللي سابهالي ملقتش حاجة”.
—
لما ماټ الاب كان محمود سعد في الشغل، فامه كلمته، قالت له يا محمود ابوك ماټ، وهو كان موصي يتدفن في القـ,ـپر بتاع امي (جدة محمود سعد لامه) علشان كان بيحبها.. فاصرت الست انها تنفذله وصيته، وعملتله عزا تحت البيت، وطلبت من محمود سعد يعمل له نعي في الجرنال اللي شغال فيه، قالها والله ما حد في مصر اصلا يعرف ان ليا اب..
هو مشكلة محمود سعد مع ابوه، انه سابهم بلا سبب، وحتى في اللايف اللي اتكلم فيه عن كدا، قاله : “لكل اب مش بيسأل في عياله، هتفضل تيجي سيرتك بشكل مش كويس، وإنك تسأل على عيالك دي مش رحمة ولا مودة منك.. دا واجب، إزاي تصب غضبك من مراتك على عيالك؟”.
فردا على سؤال الست امك عملت ايه علشان تبقى بار بيها؟ هي عملت كل حاجة، كانت الام، وكانت الاب، وكانت رب البيت اللي بيصرف، والست اللي بترقع الهدوم، والسند والضل والصاحب وكل حاجة، عاشت الدورين، وفي النص نسيت هي تعيش…
ولان الحياة صعبة، ومصاريفها كتير، فابو محمود سعد مكانش بينفق على البيت، وساب مراته وعياله وراح اتجوز واحدة تانية، فالام كانت بتشتغل فترتين الأولى فى جريدة «روز اليوسف» من الصبح لحد الساعة 3.. وتجري تحضر الاكل للعيال.. وترتاح ساعة… وتجري ع الشغل التاني في جمعية لرعاية مرضى السړطان.. في الوقت اللي كان ابوه فيه راجل غني.. عنده عزبة وعربية وميسور.. ومكانش هيضيره انه يصرف على عياله لكنه معملش.. وللاسف اعرف ناس كتير كدا.. بيطلق الست مع عيالها.. اقسم بالله يوميا بتجيلي رسايل لناس الاب مالوش اي دور في الحياة ولا بيصرف ولا شاغل باله بمين اكل ولا مين شرب..
في وقت الزنقة اللي الست دي عايشاها.. لقى امه بتسلف حد من قرايبهم فلوس، فسألها، انتي بتسلف الناس واحنا مش لاقيين ناكل، فقالت له: “الناس دول مش لاقيين حد يسلفهم، لكن إحنا ربنا كرمنا باللى يسلفنا.. إوعى تتأخر عن مساعدة الناس يا محمود مادام ربنا عاطيك.. دا كله بتاع ربنا”..
كانت السيدة كوثر، واسطة محمود سعد، للالتحاق بروز اليوسف، وقالت له: “أنا اتوسطّت لك علشان تشتغل بس مش ها أقدر اتوسط لك علشان تستمر فى الشغل ده وتنجح فيه، بس ربنا يحبب فيك خلقه”..
مشافتش الست كوثر محمود سعد وهو رئيس تحرير مجلة الكواكب، ولا اهم مذيع توك شو في مصر وقت البيت بيتك..
في برنامج كلم ربنا.. مع أحمد الخطيب.. حكي محمود سعد ان امه وزنها زاد جدا قبل ۏفاتها، وإنها توقعت ۏفاتها لما مـ,ـاټ ابنها (اخو محمود سعد الكبير).. وقال انه جاب كفنين ليها.. علشان حجمها.. لكن لما نزلت القـ,ـپر حجمها صغر قوي، فقال قلت يا رب تكون دي علامة ان قپـ,ـرها وسع بسبب اللي شافته في حياتها..
الله يرحمها ويرحمنا جميعا..